عادي
غرس العطاء فوصلت الدولة إلى أكبر المانحين

زايد حوّل الإمارات إلى عاصمة عالمية للخير والإنسانية

02:42 صباحا
قراءة 11 دقيقة
Video Url
1
1

إعداد: إيمان عبدالله آل علي

تحيي الإمارات، اليوم السبت، الذكرى السابعة عشرة لرحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسّس الدولة، طيّب الله ثراه؛ وهي اليوم تفاخر العالم بإنجازاتها التي صنعها، وما قدمه إلى شعبه والشعوب الأخرى، فقد كان حريصاً على تلمّس الاحتياجات الضرورية، من مستشفيات ومدارس ومساجد، ومراكز وبنى تحتية وغيرها، لخدمة الناس كبارهم وصغارهم، لينعموا بحياة كريمة. وغرس بذرة الخير في ربوع الإمارات والعالم، إلى أن وصلت الدولة إلى أكبر مانح في العالم، حيث واصل أبناء زايد، ومن خلفوه في القيادة هذا العطاء والخير، استكمالاً لتاريخه المشرّف، بنهج مرتكز على التسامح ومد يد العون للجميع.

الصورة
الشيخ زايد

مسيرة زايد حافلة بالحكمة وأعمال الخير، ومفاهيم أساسها السلام والتعايش والتسامح والعطاء، فبنى دولة عصرية، في قلب صحراء، كانت أشبه بمعجزة، ودولتنا اليوم تقطف ثمار جهدها وعملها المتواصل، فالشيخ زايد الغائب الحاضر، وإنجازاته ومبادراته الإنسانية راسخة في كل بقاع الأرض، وعطاؤه مازال شامخاً في كل زوايا الإمارات، وثمار غرسه تقطفها أجيال اليوم والمستقبل، حتى أصبحت الإمارات حديث العالم، ونموذجاً متفرداً لدولة فتية تحقق في خمسين عاماً، ما حققته دول في مئات الأعوام.

الإمارات ليست وحدها التي تزهو بإنجازات الشيخ زايد، فأياديه البيضاء امتدت بالخير إلى معظم دول العالم، وكل شجرة تمتد ظلالها تحكي عن مسيرته، وكل صورة من صور النهوض والبناء تحمل اسمه لا يسبقه سوى المحبة والوفاء والعرفان.

تحتفل الإمارات في 19 رمضان من كل عام بيوم زايد للعمل الإنساني، ويهدف يوم زايد للعمل الإنساني إلى ترسيخ العمل الإنساني في الإمارات كأسلوب حياة وسلوك حضاري تتناقله الأجيال، وتجسيد تلاحم أبناء الإمارات حول قيادتهم لإحياء ذكرى مؤسس الإمارات، والتعبير عن قناعتهم بفكره ونهجه، وكذلك التعبير عن مشاعر الوفاء لمسيرته وذكراه الخالدة في القلوب.

غرس زايد

زايد طيب الله ثراه، قائد الإنسانية والعطاء، فمنذ تأسيس الدولة في السبعينات، كان حريصاً على زرع بذرة الخير أينما وجد، وغرس تلك القيمة في نفوس أبنائه، ليكون العطاء عنوان الإمارات، ونهجها، فقد قدمت الإمارات مساعدات خارجية غير مشروطة، لدعم النمو الاقتصادي في الدول النامية، وتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية للمجتمعات المحلية التي تحتاج ظروفها المعيشية إلى تحسين.

وكان الهدف الأساسي من المساعدات الخارجية لدولة الإمارات، الحد من الفقر، وتعزيز السلام والازدهار، وتحفيز العلاقات الاقتصادية ذات المنفعة المتبادلة، بدعم العلاقات التجارية والاستثمارية مع الدول النامية، مع إيلاء اهتمام خاص بالنساء والأطفال أثناء الكوارث الطبيعية وفي مناطق الصراع.

ومن هذا المنطلق قدمت دولة الإمارات مساعدات إنسانية لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة في ظل الأزمات. كما ساهمت في مجموعة واسعة من حالات الطوارئ الإنسانية بالنظام متعدد الأطراف، وكذلك المساعدة المباشرة، حيث قدمت أكثر من 40 جمعية خيرية ومؤسسة حكومية وشركات خاصة لدولة الإمارات، مساعدات للمحتاجين.

الأكثر سخاء

آمن زايد بأن العطاء والخير أساس الحياة، حتى أصبحت دولة الإمارات واحدة من أكثر الجهات المانحة سخاءً في العالم، مقارنة بدخلها القومي الإجمالي. وتعد المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، أكبر مركز للخدمات اللوجستية والإمدادات للأمم المتحدة، كما أن دولة الإمارات شريك هام لمنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي في التصدي لجائحة «كوفيد-19».

وسعت الإمارات إلى التوسط بين الأطراف المتنازعة، وتهدئة التوترات، وتطوير عمليات سياسية شاملة ومقاربات أمنية، لضمان انتقال دائم للخروج من الصراع؛ على سبيل المثال، أطلقت الإمارات وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، برنامج تدريب المرأة والسلام والأمن في أكاديمية خولة بنت الأزور العسكرية لتدريب النساء والخدمة جنوداً لحفظ السلام. وتمول مجموعة واسعة من وكالات الأمم المتحدة - بما في ذلك اليونيسف، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين - التي تعمل على تحسين أحوالهم في الدول الضعيفة، والمساهمة في بناء السلام.

الأولى عالمياً

اليوم تحصد الدولة ما زرعه زايد من معاني الخير في شعبه وأبنائه، حتى تمكنت من تحقيق الريادة في العالم باحتلالها المرتبة الأولى عالمياً في تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية لدول العالم، خلال السنوات الماضية، انطلاقاً من النهج الذي أرسى قواعده القائد المؤسس، في تقديم كل أشكال المساعدة للشعوب الفقيرة في تلبية احتياجاتها ومتطلباتها، وسارت على النهج ذاته القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السموّ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات.

الخير للجميع

جسد المغفور له الشيخ زايد مفهوماً جديداً للعطاء، فقد ساعد الجميع، والمساعدات الإنسانية التي تقدمها الدولة لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية، أو العرق، واللون، والطائفة، أو الديانة، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب، والحد من الفقر، والقضاء على الجوع، وبناء مشاريع تنموية لكل من يحتاج إليها، وإقامة علاقات مع الدولة المتلقية والمانحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتجسد هذه السياسة الإنسانية لدولة الإمارات، تطبيقاً عملياً لثقافة التسامح والاعتدال التي تتبناها الدولة، وهذه المنهجية إرث متأصل في سياسة الدولة الخارجية.

178 دولة

الخير باق حتى بعد رحيل المغفور له الشيخ زايد، فهذا النهج اعتادت عليه الإمارات، فمنذ تأسيس الدولة عام 1971 وحتى نهاية عام 2020، وصل إجمالي عدد الدول التي استفادت من المؤسسات الإماراتية المانحة إلى أكثر من 178 دولة، وبلغت قيمة هذه المساعدات 274.99 مليار درهم.

ووفقاً لتقرير المساعدات الخارجية لدولة الإمارات لعام 2015، بلغ إجمالي المساعدات الإماراتية المدفوعة 32.34 مليار درهم، (8.80 مليار دولار)، وبلغت خلال عام 2016، نحو 22.3 مليار درهم (6.04 مليار دولار)، دعمت تنفيذ برامج تنموية وإنسانية وخيرية في 44 دولة.

وواصلت الدولة خلال عام 2018، التزامها بدفع جهود السلام والازدهار العالمي، إلى جانب دعم تنفيذ البرامج التنموية والإنسانية في 42 دولة؛ حيث وصل قيمة هذا الدعم إلى 28.62 مليار درهم (7.79 مليار دولار ).

الصديقة عند الأزمات

تعوّد المغفور له الشيخ زايد على الوقوف إلى جانب الدول في الأزمات، واستمرت القيادة الرشيدة على هذا النهج، فنجد خلال جائحة «كورونا»، حرصت الإمارات على مدّ يد العون لدول العالم، بطائرات، وقوافل غذائية وطبية تُغيث البشرية عالمياً، وفي الداخل تحتوي المؤسسات الإنسانية المتضررين من دون تفرقة بين مواطن، ومقيم، أو حتى زائر. ووفقاً لوزارة الخارجية والتعاون الدولي، فإن دولة الإمارات ساعدت أكثر من مليون و600 ألف من العاملين في الرعاية الصحية في العالم، على مكافحة فيروس كورونا. حيث سيّرت مساعدات بلغت 1613 طناً إلى 120 دولة منذ بدء الجائحة.

وعززت دولة الإمارات، بالتعاون مع كثير من المنظمات العالمية فاعلية وصول مساعداتها إلى الدول التي تحاول التصدي للجائحة. كما ساهمت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية التي تضم أكبر مستودعات للإغاثة الإنسانية، في تسهيل نقل أكثر من 80% من مساعدات منظمة الصحة العالمية إلى عدد من الدول، بفضل الموقع الجغرافي المتميز لدولة الإمارات، وبنيتها التحتية اللوجيستية الممتازة.

زايد الإنسانية

مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، مؤسسة تحمل اسم المغفور له الشيخ زايد، عنوانها الأمل والعطاء، ومنذ تأسيس مؤسسة زايد بن سلطان، للأعمال الخيرية والإنسانية عام 1992 تسير على نهج المغفور له الشيخ زايد، في دعم كل المجتمعات الإنسانية وتكثف من أعمالها وبرامجها في التعليم، والصحة، والإغاثة، وتشجيع البحث العلمي والدراسات، ووصلت أيادي الشيخ زايد البيضاء، عبر المؤسسة إلى 177 دولة.

 وساهمت منذ إنشائها في كثير من المشاريع، مثل إقامة المستشفيات، خاصة في دولة فلسطين الشقيقة، كمستشفى المقاصد. وأقامت مشروع مستشفى زايد للأمومة والطفولة في صنعاء، بكلفة نحو 25 مليون درهم. وفي مصر ساهمت في بناء قسم في مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال بقيمة 7 ملايين درهم. وفي موريتانيا افتتحت مراكز صحية بقيمة 3 ملايين درهم. وفي لبنان زوّدت مستشفى سير الضنية بطرابلس بمعدات طبية وتركيبها، عام 2010، بما يعادل 1.6 مليون درهم، فضلاً عن الانتهاء من صيانة مبنى مستشفى الحنان في طرابلس في العام نفسه، بكلفة مليون درهم. وإنشاء أكبر المستشفيات الحكومية في جمهورية جزر القمر بكلفة 14 مليون درهم.

أكبر المانحين

استطاعت دولة الإمارات، أن تحتل مكانة عالمية في سياستها الإنسانية التي تنتهجها في تعاطيها مع كل القضايا والملفات التي تتطلب مواقف داعمة للخير والعطاء، وقد نالت الدولة نصيباً وافراً من التقدير الدولي لكل الجهود التي تبذلها لاسيما بعد محافظتها للعام الخامس على التوالي على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياساً لدخلها القومي بنسبة 1.31% وبما يقترب من ضعف النسبة العالمية المطلوبة 0.7% التي حددتها الأمم المتحدة كمقياس عالمي لقياس جهود الدول المانحة.

ووفقاً للبيانات التي أعلنتها لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، احتلت الإمارات المركز الأول عالمياً أكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم سنة 2017، حيث بلغت القيمة الإجمالية لمدفوعات المساعدات الإنمائية الرسمية المقدمة من دولة الإمارات خلال عام 2017، ما يقارب 19.32 مليار درهم (5.26 مليار دولار) بمعدل نمو 18.1% مقارنة بعام 2016 وتميزت المساعدات بأن أكثر من نصف قيمتها تمت على شكل منح لا تُرد «بنسبة 54%» وذلك دعماً للخطط التنموية التي تنفذها الدول المستفيدة.

وتميزت الإمارات خلال عام 2017 باستمرار الانتشار في كثير من الدول، حيث وصلت مساعداتها إلى 147 دولة - منها 40 من البلدان الأقل نمواً - موزعة على مختلف قارات العالم.

رمز العطاء

منذ البدايات اقترن اسم المغفور له الشيخ زايد، بالعطاء، وتقديم العون لكل محتاج، بصرف النظر عن الدين أو العرق، ما جعل منه رمزاً من رموز العطاء والإحسان، وجعل من الإمارات مساهِمة رئيسية في العمل الإنساني والإغاثي في العالم. والآن؛ وبينما تمر الذكرى ال17 على رحيل الوالد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في 19 رمضان الجاري، سيبقى يلهم العالم أجمع في العطاء والتسامح والتعايش والعمل الإنساني والاجتماعي.

كان الشيخ زايد يؤمن بأن الثروة التي تتمتع بها أبوظبي جعلت من واجبه تقديم المساعدة حيثما استطاع، في الداخل أو في الخارج؛ فكان يبادر بعمل الخير على الدوام، وسيرة عطائه مشهود لها منذ أوائل عقد السبعينات من القرن الماضي، وبقي يفعل ذلك طوال 35 سنة بعيداً عن عدسات الكاميرات ووسائل الإعلام.

شهادة كتاب

يذكر الكاتب، غريم ويسلون، في كتابه «رجل بنى أمة»، الصادر عن الأرشيف الوطني، ويتناول مواقف شاهده على إنسانية الشيخ زايد وعطائه غير المحدود، أن الشيخ زايد، في منتصف السبعينات من القرن الماضي، كان يضع مليارات الدولارات بتصرف المنظمات الخيرية العالمية المعنية بالمساعدات الإنسانية، الأمر الذي وضع دولة الإمارات، في طليعة الدول المساهمة في ميزانيات هذه المنظمات الدولية.

وإلى جانب ذلك؛ كانت الإمارات عضواً قيادياً في «صندوق أبوظبي للتنمية الاقتصادية العربية»، الذي أنشئ لتمويل مشروعات التنمية في البلدان العربية عام 1973، برأسمال 1.5 مليار دولار، وكان المؤسسة الإماراتية الرئيسة المعلن عنها لتقديم المساعدات، وتوسع عمل الصندوق بعد تأسيسه، فتبني مشروعات في إفريقيا وآسيا، وقد رفع الشيخ زايد رأسمال الصندوق ليصل 4.4 مليارات دولار، وبذلك تمكن الصندوق من رفع وتيرة نشاطه، فقدم الهبات والقروض الميسرة التي توزعت على أكثر من 50 مشروعاً بين عامي 1974 و1975، منها 31 مشروعاً في الوطن العربي، و10 مشروعات في إفريقيا، وتسعة في آسيا.

متابعة برامج المساعدات

وحرص الشيخ زايد على متابعة تلك البرامج الإنسانية، خطوة بخطوة، وهو ما ساعد كثيراً في نجاحها. وطالما احتلت قضية فلسطين صدارة اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، حيث أدرك المعاناة التي كابدها الشعب الفلسطيني، وكان نصيراً لقضيتهم؛ إذ قدم الكثير من المعونات لتمويل الإغاثة والإسعافات الطبية في المخيمات، وحيثما ذهبت في الأراضي الفلسطينية تجد المدارس والمستشفيات التي تحمل اسمه، والكثير سواها مما لا يحمل اسمه، وإنما يعود الفضل في إنشائها إلى أياديه البيضاء.

إلى جانب فلسطين؛ استفاد كثير من دول العالم من مساعدات دولة الإمارات، مثل السودان التي زارها الشيخ زايد عام 1972، وقدم صندوق أبوظبي العون لتخفيف معاناة أبنائه من الحرب والجفاف، عبر دعم مشروعات زراعية، ومشروعات البنى التحتية. وفي عام 1973 أمر الشيخ زايد المسؤولين في حكومته بنقل مساعدات إلى سوريا ومصر، من دون إعلانها في وسائل الإعلام، ونقل مئات الجرحى بالطائرات من سوريا، ولا سيما الأطفال، إلى مستشفيات أبوظبي وإلى مستشفيات أوروبية، ليحصلوا على العناية الطبية اللازمة. ووقفت دولة الإمارات بقيادة الشيخ زايد إلى جانب دولة الكويت الشقيقة، حين تعرضت للغزو، فساندتها بأشكال الدعم كافة، ولاسيما الدعم الإنساني.

وتلقت الصومال في بدايات تسعينات القرن الماضي المساعدات ومواد الإغاثة من الإمارات لتوزعها على ذوي الحاجة، وفي اليمن كانت الأيادي البيضاء للشيخ زايد في هذا البلد حاضرة دوماً. كذلك وضع الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وحكومته ملايين الدولارات بتصرف الحكومة البوسنية، وضخت الحكومة الإماراتية المساعدات المالية لإنعاش مشروعات الطوارئ الاجتماعية والمستشفيات في العاصمة سراييفو خلال حصارها.

مأسسة العمل الإنساني

تمكن الشيخ زايد من أن يجعل من الإمارات محطة عالمية للإنسانية وعمل الخير، بمأسسة العمل الإنساني، وإكسابه صفة الشمولية، بحيث لا يقتصر على تقديم المساعدات المادية فقط، وإنما يمتد أيضاً إلى التحرك إلى مناطق الأزمات الإنسانية، والتفاعل المباشر مع مشكلاتها، الأمر الذي جعل الإمارات تأتي دائماً في صدارة الدول والجهات المناحة للمساعدات الخارجية.

عُرف عن الشيخ زايد طوال حياته حب الخير والاهتمام بالأعمال الإنسانية والخيرية وقدم الكثير من العطاء، وسجل الكثير من الإسهامات البارزة في مجال العمل الإنساني.. وقد قال، طيب الله ثراه: «إننا نؤمن بأن خير الثروة التي حبانا الله بها يجب أن يعم أصدقاءنا وأشقاءنا».

زايد في كل العالم

معظم دول العالم لا تخلو من أثر خيري أو إنساني للمغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ولا يمكن حصر المؤسسات الطبية والثقافية والإنسانية التي تحمل اسم «الشيخ زايد» في العالم، ومنها: مشروع مركز زايد الثقافي «مسجد النور» في العاصمة الإثيوبية، وكلية زايد للعلوم الإدارية والقانونية في عاصمة مالي «باماكو»، ومركز زايد للتدريب الصناعي في «كيرالا، الهند»، وكلية زايد للبنات «نيودلهي، الهند»، وكلية زايد للحاسوب «شيتاجونج» في بنجلادش، ومركز زايد الثقافي استكهولم في السويد، ومركز الشيخ زايد لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين. وكلية زايد للبنات في أوكلاند، نيوزيلاندا، وجامعة آدم بركة في أبشي بتشاد وأنجز المشروع عام 2004.

ويعد مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في جامعة الأزهر بالقاهرة مركزاً عالمياً لتعليم الفصحى.

وفي باكستان، نجد مدن كراتشي ولاهور وبيشاور تقف شامخة مزهوة بالمراكز الإسلامية الثلاثة التي أقامها الشيخ زايد.

مستشفيات ومراكز طبية

اهتم الشيخ زايد ببناء المستشفيات والمراكز الصحية في كثير من دول العالم، فإذا ذهبت إلى أمريكا، فستجد معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال في واشنطن، بفضل منحة قدرها 150 مليون دولار قدمتها حكومة أبوظبي، تخليداً لذكرى القائد المؤسس. كما اهتم - طيب الله ثراه - ببناء المستشفيات والمراكز الصحية في الدول الفقيرة، منها مستشفى زايد في «موروني- جزر القمر»، ومستشفى الشيخ زايد للأمومة والطفولة في صنعاء، ومستشفى زايد للأمومة والطفولة «كابول، أفغانستان» وتم إنجازه عام 2010.

ويعد مستشفى الشيخ زايد في العاصمة الموريتانية نواكشوط، أحد أهم المعالم البارزة في العاصمة. وهناك مستشفى يحمل اسم الشيخ زايد في مدينة فوشتري بكوسوفو. ومستشفى زايد للأمومة والطفولة في صنعاء، ومؤسسة الشيخ زايد العلاجية وتطوير مركز «مريم» الخاص برعاية الطفولة في المغرب.

وهناك مركز زايد لرعاية الأطفال في كينيا وتم إنجازه عام 2009.

وفي أكتوبر عام 2013 افتتاح مستشفى الشيخ زايد في منطقة منشأة ناصر بالقاهرة، بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية بكلفة 130 مليون درهم، ليخدم 50 ألف نسمة، فضلاً عن مستشفيين يحملان اسم الشيخ زايد: المركزي، والتخصصي. وهناك مستشفى الشيخ زايد بمديرية شنغاني في العاصمة مقديشو.

إشادة عربية وعالمية

حصل المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، على آلاف الأوسمة والنياشين من مختلف دول العام، لجهوده ومبادراته الإنسانية الجليلة، ففي عام 1985 منحت المنظمة الدولية للأجانب في جنيف «الوثيقة الذهبية» للشيخ زايد أهم شخصية لذلك العام. وفي عام 1988، اختارت هيئة «رجل العام» في باريس الشيخ زايد، لقيادته الحكيمة والفعالة.

وفي عام 1992، قدمت منظمة «الليونز» العالمية للشيخ زايد وسامين.

وفي عام 1993، منحت جامعة الدول العربية وشاح «رجل الإنماء والتنمية» للشيخ زايد، وفي عام 1995، قدمت له جمعية المؤرخين المغاربة الوسام الذهبي للتاريخ العربي. وفي عام 1995 اختير الشيخ زايد «الشخصية الإنمائية لعام 1995» في العالم. وفي عام 1996 أهدت منظمة العمل العربية «درع العمل للشيخ زايد» لدوره الرائد في دعم العمل العربي المشترك.

1
2
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"