زايد

01:15 صباحا
قراءة دقيقتين

من منا لا يحب زايد، من منا شاهده شخصياً أو عبر وسائل الإعلام ولم يقل «بابا زايد»، من منا لم يتهلل وجهه بِشراً وفرحا حين يراه، ومن منا لم يسل دمعه حينما سمع خبر وفاته، من منا لم يترحم عليه ودعا الله له بحسن الجزاء والثواب والمغفرة.
المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الوالد القائد المؤسس الذي مرت قبل أيامٍ قلائل في 19 رمضان ذكرى يوم وفاته التي فطرت القلوب وأحزنت الوطن بأهله وناسه، زايد الذي في قلب كل واحد منا على أرض هذا الوطن ذكرى وفرح وجميل، ويد خير ممتدة إلى كافة أقطار العالم وأصقاعه حتى يرث الله الأرض ومن عليها، زايد الذي كرس حياته وجهده لبناء وطن مختلف يتربع على القمة في كل شؤونه، وطن ينعم أهله بالأمن والأمان والخير والرخاء، وطن قوي متزن متوازن يحترمه العالم كله، شيد العمران وزرع الزرع ونشر التعليم ووطد الاقتصاد والتجارة والعمال، ودعم المواطن بكل أنواع الدعم ليكون حزام هذا الوطن وحارسه وحاميه.
زايد الوالد والحاكم والقائد الذي سخر الثروة في بناء وطنه وخدمة أمته العربية والإسلامية والعالم أجمع، الذي لم يكن يفكر إلا في بعد إنساني عميق بعيد عن الجنس والدين والمذهب واللون، الذي مد أكفه بالخير لتمطر حيث يحتاج البشر من عون مهما بعدت المسافة، زايد الذي جمع الأيدي السبعة لتكون يداً واحدة قوية عزيزة، الذي بنى صرحاً شامخاً بين الأمم نفتخر بالانتماء إليه، ونطرب حين ينادينا الناس بـ «عيال زايد».
لزايد حق كبير في عنق كل واحد منا يجب أن يؤديه، بدعاء مستمر لله الواحد الكريم أن يحسن مثواه و يثيبه عنا خير الجزاء، وعمل لا ينقطع في الحفاظ على المكتسبات التي تركها لنا، وصون هذا الاتحاد والعمل على الحفاظ عليه بالغالي والنفيس، والذود عن حياضه بالروح والنفس، والسير على نهج الخير الذي سطره لنا ليبقى أسمه وأسم هذا الوطن الذي عمل من أجله دائماً في المقدمة وفي طليعة دول الخير والسلم والأمن والأمان والتقدم، وتعريف الأجيال القادمة ممن لم تعش زمنه ولم تعرفه به وبعطائه وخيره وقيادته وسمو فعله ونبله، ودوره في تكوين هذه الدولة التي ينعمون بالعيش في رحابها، وزرع الحب في قلوبهم لكل شيء يتعلق بزايد الخير.
مهما كتبنا عن زايد ومهما قلنا ومهما فعلنا فلن نوفيه حقه، فاللهم اغفر لزايد وارحمه وأحسن مثواه مع الأنبياء والصديقين والشهداء، وأنزله خير منزل في جنات نعيمك.
زايد في القلوب حضور لا ينتهي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"