عادي

إحراق الغاز الطبيعي حل لاستهلاك «بيتكوين» المفرط للطاقة

10:55 صباحا
قراءة 3 دقائق
بيتكوين
بيتكوين

أعاد تحليق أسعار البيتكوين في الآونة الأخيرة، إلى الواجهة، مسألة الأثر البيئي للعملات المشفرة ومستويات الطاقة الهائلة اللازمة لصنعها، وفي الولايات المتحدة، يقول أصحاب مبادرات، إنهم وجدوا حلاً بديلاً يقوم على إحراق الغاز الطبيعي.
ويقول سيرجي جيراسموفيتش الذي يرأس «إي زي بلوكتشاين»: «أظن أن هذه السوق هائلة». وتشغل هذه الهيئة ستة مراكز بيانات تعمل بفضل مصدر الطاقة هذا في ولايتي يوتا ونيو مكسيكو الأمريكيتين، إضافة إلى كندا.
وتقيم شركات عدة مماثلة حظائر لها في مناطق أمريكية مختلفة. وفي الداخل، وُضعت منشآت كبرى للمعلوماتية تعمل بالغاز الطبيعي الذي يُحرق في العادة في الهواء الطلق.
ويرتكز صنع عملة البيتكوين المشفرة على كتل عمليات مشفرة وموثقة تتراكم الواحدة تلو الأخرى. وتنتَج هذه الكتل بواسطة أجهزة كمبيوتر خارقة، تحل مسائل حسابية يزداد تعقيدها مع ارتفاع قيمة العملة، ما يزيد صعوبة إنتاجها.

الصورة
بيتكوين

ويعتمد إنتاج البيتكوين أو التداول بها على عمليات «تعدين» تتولاها شركات أو أفراد، ويتقاضى هؤلاء في مقابل هذه العمليات مبالغ بالعملات الرقمية أيضاً، ما يشجعهم على إنتاجها عند زيادة قيمتها؛ الأمر الذي يستهلك كميات طاقة هائلة.
وتعتبر الشركات المشاركة في عمليات التعدين بالاعتماد على إحراق الغاز الطبيعي، أن وضع منشآت المعلوماتية التابعة لها قرب مصدر الطاقة هذا، يرتدي أهمية كبيرة لها، سواء على الصعيد البيئي أو المالي.

أرقام قياسية

ويستقطب تعدين البتكوين اهتماماً متعاظماً في ظل الارتفاع الكبير في قيمته خلال الأشهر الأخيرة، على غرار سائر العملات المشفرة مثل الإيثيريوم.
ويرابط سعر العملة الافتراضية راهناً حول سعر 50 ألف دولار للبيتكوين الواحد، بعدما بلغ مستويات تاريخية عند 60 ألف دولار أخيراً.
غير أن أصواتاً كثيرة تعلو رفضاً للاستخدام المفرط للطاقة في عمليات تعدين العملات المشفرة، ما قد يدفع إلى إعادة النظر في الأهداف البيئية لدول عدة، خصوصاً الصين.
ويعتبر مؤشر «كامبريدج بتكوين إلكتريسيتي كونسامبشن إندكس» (مؤشر كامبريدج لاستهلاك بتكوين الكهربائي) حالياً أن استهلاك البتكوين للطاقة الكهربائية على أساس سنوي بلغ أعلى مستوياته التاريخية عند 149 تيراواط في الساعة، ما يناهز إجمالي استهلاك الكهرباء في مصر.
ودفعت هذه الإحصاءات برئيس «تيسلا» النافذ إيلون ماسك، الأربعاء، إلى إعلان توقف شركته للسيارات الكهربائية عن اعتماد البيتكوين وسيلة للدفع بعد أسابيع قليلة على إعلان قبول المدفوعات بهذه العملة الافتراضية نهاية آذار/مارس.
وتكمن ميزة الغاز الطبيعي في هذا السباق المحموم على الطاقة لتعدين البيتكوين، في أن هذه المادة الأولية تُحرق في كل الحالات إذا لم يعمد منتجو الطاقة إلى معالجتها، وهو ما يحصل حالياً في أحيان كثيرة، نظراً إلى انخفاض سعر الغاز حالياً، والصعوبات في إقامة شبكات أنابيب لنقله.

هدر

وعلى الرغم من كونه يُهدر في كل الحالات في حال عدم استخدامه، فإن أثر إحراق الغاز الطبيعي على البيئة لا يستهان به البتة.
وتؤدي تقنية إحراق الغاز إلى إزالة جزء كبير من غازات الدفيئة الموجودة في الغاز الطبيعي. غير أن الوكالة الدولية للطاقة تؤكد أن كميات الغاز الطبيعي التي أحرقت في العالم سنة 2019، والبالغة 150 مليار متر مكعب أدت إلى انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون توازي تلك التي أنتجتها إيطاليا في العام عينه.
ويقول مسؤول التحليل في شركة «بي تي يو أناليتيكس» المشرفة على قطاعي النفط والغاز، توني سكوت، إن إحراق الغاز الطبيعي «يتيح إيجاد قيمة اقتصادية، لكنه لا يمكّن بالضرورة من إجراء تغيير عميق في نوع انبعاثات الطاقة».

الصورة
بيتكوين


غير أن ذلك لا يثبط عزيمة الجهات العاملة في القطاع. ويوضح مات لوستروه أحد مؤسسي «جيجا إنرجي سوليوشنز» في تكساس، وهي من الشركات الناشطة في هذه السوق، أن المشغلين «لا يكسبون شيئاً مع الغاز الطبيعي الموجود لديهم. نقترح عليهم التخلص منه مع إعطائه قيمة مضافة».
وتنعكس هذه العملية إيجاباً على كل الأطراف المعنية. ففيما يظهر مؤشر «كامبريدج بيتكوين إلكتريسيتي كونسامبشن إندكس» أن معدل الكلفة العالمية للطاقة الكهربائية المستخدمة في تعدين البيتكوين يبلغ 5 سنتات للكيلو واط في الساعة، يؤكد لوستروه أن الغاز الطبيعي يمكنه خفض هذا المستوى إلى أقل من سَنْتين.
وتشكل كلفة الطاقة عاملاً رئيسياً في تعدين البيتكوين؛ إذ يبحث العاملون في التعدين باستمرار عن الوسيلة الأقل كلفة للعمل من أجل رفع أرباحهم إلى المستوى الأقصى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"