عادي

«ريشة طائر البجع».. الخفة ترجمان العواطف

23:52 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: عثمان حسن

«ريشة طائر البجع» رواية لإيرينا بابنشيفا، تعرض مشاهد من حياة المجتمع البلغاري المعاصر، وترصد التغيرات التي يتعرض لها هذا المجتمع بفعل ظروف الحياة والصعاب التي يعانيها الناس في رحلة كفاحهم اليومية، والرواية مكتوبة على لسان البطل – الطفل مارتن الذي يمر بمنعطفات متباينة، فهو سارد العمل، الذي يحكي الوقائع من وجهة نظره، ويحللها بمعرفته، وهذا الخط السردي الذي يستنطق شخصيات العمل أسهم في الإضاءة على الشخصيات ما عكس مهارة السرد، وقدرة المؤلفة على تقديم حكاية نابضة بالحياة.

توقف الكثيرون عند هذه الرواية، حيث تصفها قارئة بالرائعة، خاصة من جهة السرد السلس، الذي ينقل صوراً متباينة من الأحاسيس والتصرفات بأسلوب جميل وتلقائي. وتشاركها هذا الإعجاب قارئة أخرى، يلفت نظرها كثير من العبارات الواردة في الرواية فتقول: «رواية بخفة ريشة طائر البجع، عن الحب والخيانة، عن الطفولة والصداقة، عن الذكريات التي لا تنمحي، والجراح العميقة التي لا تندمل، وعن الأحلام والأمل والحياة التي يجب أن تستمر... رغم كل شيء».

قارئ يتوقف عند بنية الرواية التي اعتمدت فيها الكاتبة على تقنية المقاطع القصيرة، فيلاحظ أن هناك مستويين سرديين في العمل، الأول يأتي في الوقت الراهن الذي يبدأ فيه مارتن ووالدته محاولة تجاوز تلك المشكلة، التي يمران بها، وفي الثاني هناك الماضي وتلك اللقطات الموجزة التي تعرف لقارئ على حيوات الشخصيات الرئيسية، ومآلات ما وصلوا إليه، ويقول: «لعل أكثر ما يميّز الرواية، هو فكرة تداخل وتعدد الأصوات الذي عمدت إليه الكاتبة، هذا الذي تجاوز أصوات أبطال الرواية الرئيسيين، نحو تلك البراعة التي استنطقت من خلالها الكاتبة أبطال الرواية الثانويين، وهذا أسهم في توضيح وجهة نظر كل شخصية، وتوسيع رؤية المشهد الروائي لشريحة أوسع من القراء، فمنحتهم فرصة استثنائية للتعبير عن ذواتهم ببساطة وصدق».

ويقدم أحد القراء رأيه في العمل ويقول: «أحببت في الرواية عرض الأحداث بطريقة تجعل القارئ يحكم شخصياً على كل حدث، يتعاطف أو يعارض مواقف الشخصيات، حتى إذا تمكن رأيه منه واعتقد بصوابه، عرضت وجهة نظر كل شخصية في الرواية، فيعيد النظر في إحساسه لينقلب الاعتراض إلى تعاطف والعكس صحيح».

ويترجم قارئ آخر إعجابه بالرواية بقوله: «بالفعل إنها الرواية التي تجعلك تعيش كل لحظة فيها، وكأنها وقعت لك في حياتك من قبل».

«الحياة في الكتاب ملونة وأصيلة وحقيقية، ومملوءة بالأصوات» وهذه عبارة مختصرة لقارئة أعجبتها الرواية وتعتبرها «قصة واقعية تضج بالحياة إلى الحد الذي يشعرك في بعض الأحيان أن كل شيء يحدث أمام عينيك».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"