عادي

شباب مولدافيا.. جيل حطمه الآباء

22:10 مساء
قراءة دقيقتين

تمثل أورا موتروك ابنة الثالثة والعشرين جيلاً من شباب مولدافيين نشأوا بدون ذويهم الذين دفعهم الفقر إلى الهجرة.

كانت أورا تبلغ عامين ونصف العام عندما تركتها والدتها عند جدّيها للذهاب إلى رومانيا المجاورة بحثاً عن عمل.

وتقول الشابة لوكالة «فرانس برس»: «أخبرتني والدتي بأن نوبات غضب كانت تنتابني في كل مرة كانت تغادر فيها. كانت تخبرني بأنها ستحضر لي دُمى، لكنني لم أهتم، أردت فقط أن تبقى معي». وتضيف أن نشأتها بدون والديها تركت «فجوة كبيرة».

أورا موتروك واحدة من ملايين الأطفال في العالم «الذين تركوا في بلدهم» فيما ذهب أحد والديهم أو كلاهما إلى مكان آخر بحثاً عن عمل، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

في سوق بياترا نامت في شمال شرق رومانيا حيث تدير كشكاً، لا تستطيع ليليا، والدة الشابة، كبح دموعها قائلة «كنت أعلم كم كانت تتألم. على مدى سنوات، ترددت أصداء بكائها في رأسي، لكنه كان الحل الوحيد للخروج من الفقر».

فقر وفساد ونظام صحي منهك، كلها عوامل دفعت مليون شخص في مولدافيا، أو ما يقرب من ثلث السكان، إلى الهجرة منذ أوائل التسعينات من القرن الماضي.

والأموال التي يرسلها المهاجرون لعائلاتهم (1,4 مليار دولار عام 2020، أو 12 % من الناتج المحلي الإجمالي) تسمح للعديد من الأسر بأن تتمكن من الصمود في البلد الريفي.

وبالنسبة إلى بعض القصّر الذين بقوا في مولدافيا (أكثر من 100 ألف حالياً وفق تقديرات)، فإن النزوح الجماعي كان «مأساة» كما تقول ناديجدا زوبكو، مديرة مكتب العلاقات مع المغتربين.

بالنسبة لأورا موتروك، لم يكن بإمكان والدتها الاتصال بها إلا مرتين أو ثلاث مرات فقط في الشهر بسبب نقص المال، فيما هاجر والدها إلى موسكو بعدما وجد وظيفة.

اضطرت أورا للاعتناء بحديقة خضر ودواجن مع شقيقيها، وكان عليها أن تدبر أمرها بنفسها منذ أن بلغت 12 عاماً. وتقول إنها أصبحت «أكثر مسؤولية»، لكن «كنت غاضبة من والدَي لأنهما تركانا بمفردنا».

هذه الطالبة في علم النفس فهمت أخيراً أن «لا أحد يغادر برضاه».

وفي محاولة لمكافحة تناقص عدد السكان، تقدم الحكومة حوافز لإغراء المهاجرين بالعودة، بما فيها دعم مالي للذين يعودون لإنشاء أعمالهم الخاصة في البلاد.

ويبدو أن ذلك لم يكن محفزاً كافياً، فوفقاً لمكتب تنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة، لم يقبل إلا 640 مولدافياً بهذا التحدي منذ إطلاق البرنامج عام 2010.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"