حفلات التخرج

00:00 صباحا
قراءة دقيقتين

من المعروف أن حفلات التخرج التي يتم تنظيمها للطلبة عموماً تعتبر مسألة في غاية الأهمية، ولا سيما لطلبة الصف الثاني عشر الذين قضوا سنوات مع رفاق وزملاء على المقاعد المدرسية، إذ تختلط المشاعر هنا ما بين الفرح بانتهاء مرحلة وقدوم أخرى، وما بين الابتعاد عن زملاء ومعلمين باتوا في مقام أسرتهم الثانية.
مع ذلك فإن مشاعر الفرح تتفوق في مثل هذه اللحظات على ما دونها، فيوم التخرج للصف الثاني عشر تحديداً، يعتبر يوم حصاد لجهد من سنوات الطفولة، وصولاً إلى مرحلة الشاب الصغير، الذي يخطو خطوته التالية بقدر أكبر من الخبرة والتجربة نحو سنوات أخرى لاكتساب مزيد من الخبرة والتجربة، وزيادة رصيده العلمي، وإثراء عالمه بباقة جديدة من الزملاء والأصدقاء، ولكن بما أن العالم أجمع يمر بتداعيات خطيرة، أفرزتها جائحة فيروس كورونا، وما نتج عنها من تحولات في مسارات العمل والتعليم وغيرها، يتوجب علينا أن نكون اليوم حريصين أكثر من أي وقت مضى على الاحتفال بصورة تعكس وعينا كطلبة متخرجين من المرحلة المدرسية الأخيرة، ومقبلين على مقعد تعليمي آخر.
وطبعاً أقول الاحتفال على اعتبار أن إمارة الشارقة ممثلة بمؤسساتها الرسمية المعنية، أتاحت الفرصة لخريجي المرحلة الثانوية بالاحتفال، شريطة الالتزام بالإجراءات والتدابير الاحترازية المعتمدة لضمان صحة وسلامة الجميع، بعد أن أوقفت جميع مظاهر إقامة وتنظيم حفلات التخرج والتجمعات المباشرة، والاكتفاء بتنظيمها افتراضياً ضمن جهودها في مواجهة انتشار الجائحة.
والهدف من اشتراط الالتزام بالإجراءات الوقائية واضح للجميع، فنحن في دولة تعنى بصحة وسلامة أفراد أبنائها من المواطنين والمقيمين، ومن وازع حرصها هذا سمحت بعودة احتفالات التخرج، حتى تتيح للطلبة وأولياء الأمور، وللكوادر التعليمية بالتعبير عن فرحها وعيش لحظات من السعادة والفخر باجتياز مرحلة دراسية كاملة امتدت لسنوات، فجميعنا يعلم أن الكلمات تقف عاجزة عن وصف فرحة الآباء والأمهات والطلبة والمعلمين وغيرهم من أطراف العملية التربوية في مثل هذا اليوم، الذي يعتبر نهايةً لحقبة كاملة، وبدايةً لحياة جامعية جديدة، ومرحلة دراسية أخرى، قد تتطلب تحديات جديدة، أعتقد جازماً أن الطلبة سيكونون جاهزين لمواجهتها وتجاوز تحدياتها، اعتماداً على ما اكتسبوه من معارف وتجارب من خلال المقاعد المدرسية.
ولكنني أعود وأشدد على أهمية التزام الطلبة وأولياء الأمور وجميع المشاركين في احتفالات التخرج بالإجراءات الاحترازية، وأدعوهم لعدم الانجراف وراء فرحتهم والانسياق أو الارتكان إلى اللامسؤولية، والتسبب لا قدر الله بعدوى المرض الفيروسي.
أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أمين عام مجلس الشارقة للتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"