يعد كتاب «الكلمة الطيبة» الصادر مؤخراً عن «ناشرون» مهماً لجهة توثيقه لأوراق ثقافية وإذاعية عربية تعود إلى فترة الخمسينات والستينات من القرن الفائت، ومؤلفه هو الأديب والإعلامي الراحل رشاد بيبي، وأعدها للنشر غانم أ. بيبي وراجع نصوصها محمود شريح.
تعود الأوراق المنشورة في هذا الكتاب إلى ما بين العامين 1949 و1963، وكانت وُجدت قبل نحو ثلاثة أعوام بين أعمال إذاعية مختلفة. ولا شك في أنها مجرد جزء من نصوص أخرى كثيرة ضاعت. وترجع الأوراق كلها إلى فترات عمل رشاد بيبي في محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية، حتى عام 1956، وعمله في الإذاعة الأردنية، فيما تعود البقية إلى برامج أدبية وأحاديث كان أعدها بيبي لإذاعة الكويت وغيرها؛ كما يتضمن الكتاب مقالات عدة كان رشاد بيبي نشرها في مجلة محطة الشرق الأدنى – التي أدّى فيها دوراً تحريرياً مهماً، وفي مجلة «القافلة» التي تصدر عن شركة أرامكو.تقتصر أعمال هذا الكتاب على ما خطّه رشاد بيبي بقلمه في حين ضمت أوراقه أيضاً مختارات قصصية وشعرية كثيرة قدمها آخرون للبرامج الثقافية التي كان يديرها. وفي الأوراق جداول بأسماء عشرات المساهمين من كتّاب ومحدثين من بلدان مختلفة، وأتعابهم حينها، ما قد يفيد الباحثين في المستقبل.
يستعرض الكتاب تاريخ كتابة كل نص أو إذاعته حيث ورد، فضلاً عن بعض المعلومات الخلفية عن هذا النص أو ذاك. وتزينت صفحات الكتاب بمجموعة من الصور الفوتوغرافية تخص «محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية» لمراحل مختلفة والتي لا تقل أهمية في الإضاءة ليس على حياة رشاد بيبي فحسب؛ بل على المكانة التي وصلت إليها المحطة وبرامجها واتساع دائرة الاستماع إليها وتأثيرها في المنطقة. وتشمل الصور شخصيات سياسية بارزة ونجوم الفن والنثر والشعر ممن جذبتهم المحطة فشاركوا في برامج فنية أو مقابلات وأحاديث.
يتألف الكتاب من مقدمة وخمسة أبواب جاءت تحت العناوين الآتية: الباب الأول «خواطر الصباح»، الباب الثاني «كلمات في مناسبات عامة»، الباب الثالث «من مكتبتي»، الباب الرابع «رسائل من وحيها»، الباب الخامس «قصائد»، وأخيراً ملحق صور.
