عادي

سيرة علمية وتاريخية لثمرة الرمان

23:16 مساء
قراءة دقيقتين

تحمل ثمرة الرمان بين طياتها بعض الغموض، فهي ترتبط من ناحية بالحياة، وتشير أيضاً إلى قوة العالم السفلي، الذي ينتظر الإنسان بلهفة بعد الموت، حيث كان يتم صناعة مجسمات من الفخار والبرونز والذهب والزجاج أو العاج، على هيئة ثمرة الرمان، وكانت تلك المجسمات توضع كهدية تدفن مع الميت، وكان شكل ثمرة الرمان يتحور بعض الشيء في تلك المجسمات بشكل متكرر، ففي بعض الأحيان كانت تضاف إليها زخرفة.

لكن كيف ظهرت ثمار الرمان في العالم؟ هذا السؤال يجيب عنه «بيرند برونر» في كتابه «الرمان.. تاريخ وحكايات من حول العالم» و ترجمته د. سمر منير وصدر عن دار العربي للنشر والتوزيع، وكما يرى المؤلف فإن فاكهة الرمان تعد واحدة من أوائل أنواع الفاكهة التي زرعها الإنسان، ويرجع أصل نشأتها إلى المنطقة الواقعة بين شرق تركيا وإيران، والتي تمر بها أرمينيا، وقد عرفت بلاد فارس زراعة الرمان قبل ثلاثة آلاف عام من الميلاد، وكذلك الحال أيضاً في بلاد الشام.

ويتمتع الرمان في ديانات العالم القديم بقيمة رمزية، كما يؤكد المؤلف، حيث ورد ذكره في الأساطير والقصص البطولية، كما كانت تداعيات الأفكار الكثيرة والمرتبطة بالرمان عنصراً رئيساً في ثقافات العصور القديمة.

وفي تاريخ الأدب أيضاً – كما يشير المؤلف - كانت الألوان المعبرة عن الاشتياق لدى «جوته» لون ثمار الليمون الأصفر ولون ثمار البرتقال الذهبي، وكانت هذه الثمار تجعل إيطاليا بالنسبة له جنة على الأرض، لكن لم يتحقق هذا مع لون ثمار الرمان الأحمر، إلا أن جوته قد أورد ذكر ثمرة الرمان في مسرحية «بروسيربينا» وكانت تلك الثمار رمزاً للعودة في سلسة قصائد «ذكريات من اليونان» للشاعر إيمانويل جايبل، في حين أنها تظهر لدى ريلكه تداعيات أفكار أكثر تفصيلاً عن الرمان، ففي خطاب يرجع تاريخه إلى الأول من أكتوبر 1907 كتب ريلكه إلى زوجته كلارا من باريس عن شجرة رمان اشتراها، وفي موضع آخر يترجم ريلكه عن الشاعر بول فاليري مقطعاً يقول فيه: «ثمار رمان نصف مفتوحة ضيقة/ كادت أن تفقد حباتها/ أنتم بالنسبة لي مثل جباه/ تفجرت بسبب أفكارها بقوة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"