دبي تؤمن سلامة مرتادي شواطئها بـ «الدرون»

تحقيق: سومية سعد
تستقطب شواطئ دبي التي تبلغ 11 شاطئاً بطول 27 كيلومتراً، قاطني الإمارة، لتنقلهم إلى تجربة ممتعة للاستمتاع والاستجمام وممارسة مختلف أنواع الأنشطة، منها: الممزر والجميرا وأم سقيم و«جي بي آر»، ولامير، والصفوح وأم سقيم، وكيت بيتش، وبرج العرب، وغيرها، وتطبق أعلى مستويات الأمن والسلامة لمرتاديها، وتعد منطقة جذب سياحية وواجهة جمالية ومتنفّساً ترفيهياً آمناً، بتوفير منظومة إنقاذ وسلامة متكاملة، تضمنت تجهيز وحدات إنقاذ بحري حديثة..

أكد العقيد الدكتور حسن السويدي، مدير مركز شرطة الموانئ في شرطة دبي، تسجيل 4 حوادث غرق خلال الخمسة أشهر الماضية. وتصدرت منطقة برج العرب عدد الحوادث البحرية وبلغت 34، وكان قسم الإنقاذ البحري في الإدارة العامة للنقل والإنقاذ في شرطة دبي، نفذ 163 مهمة متنوعة خلال المدة نفسها، ويضم المركز قسم إنقاذ بحري يعمل مع فريق الأمن البحري، للتعامل مع الحوادث البحرية والتدقيق على إجراءات الأمن والسلامة للمطاعم العائمة والوفود السياحية، وإرشاد مستخدمي الدراجات المائية بقصد الترفيه.

وقال إن شرطة دبي تستخدم الطائرات من دون طيار «الدرون» لتأمين الشواطئ، والتحقق من تطبيق اشتراطات السلامة العامة، في إطار حرصها على استخدام أحدث التكنولوجيا لتطبيق القرارات الحكومية في مناطق الاختصاص.

دوريات تفتيشية

أضاف أن المركز يسير دوريات تفتيشية لمراعاة الإجراءات الاحترازية لفيروس «كورونا»، ورصدت مخالفات تنوعت بين عدم التزام بالتباعد، أو ارتداء الكمامة على الشواطئ. كما لجأت إلى استخدام طائرات من دون طيار لمراقبة الشواطئ من الجو والتأكد من التزام الجميع بالتعليمات.

الحملات التوعوية

وأشار إلى أن المركز يقيم الحملات التوعوية، مثل «أبحر بأمان» وتوزيع كتيب الإرشادات الأمنية لمرتادي الشواطئ، الذي يوضح كيفية التأكد من النشرة الجوية وحالة البحر، والتقيد بالتعليمات المبينة على اللوائح المثبتة على امتداد الشواطئ، وعدم ممارسة الرياضة عند رؤية العلم الأحمر، ومراقبة الأطفال على الشاطئ وعدم السماح لهم بالنزول إلى المياه بمفردهم، وارتداء سترة النجاة أثناء السباحة، والسباحة في الأماكن المخصصة، وأخذ الحيطة والحذر أثناء ممارسة السباحة بعد غروب الشمس، وتجنب ضربة الشمس المباشرة في فصل الصيف باستخدام المظلة الشمسية.

فيما أوضح المقدم علي القصيب النقبي، رئيس قسم الإنقاذ البحري، أن هناك 9 نقاط تمركز للإنقاذ البحري للتعامل مع الحالات الطارئة، تضم غواصين منقذين، وزوارق، ودراجات مائية، ودراجات هوائية، مع طواقمها، وكلها جاهزة لخدمة أفراد الجمهور. وأن دوريات الإنقاذ البحري المتمثلة في الزوارق والمركبات والدراجات المائية، تتفقد الشواطئ في الأوقات الصباحية والمسائية، للاطمئنان على أمن وسلامة الملاحة البحرية، والتأكد من التزام مستخدمي الوسائل البحرية بالتعليمات.

وحذر من مخاطر ترك الأطفال دون رقابة الأهل أثناء السباحة، وحث الأسر على الحضور في المواقع التي توجد فيها منصات للإنقاذ، والالتزام بالعلامات الإرشادية، وعدم السباحة في عمق البحر لتجنب وقوع حوادث.

وقال إن حالات الغرق الجماعي تحدث بالعادة بسبب نتيجة ثقة البعض بمقدرتهم وحرفيتهم في السباحة. فحين يتعرض أحدهم للغرق يحاول الآخرون إنقاذه بطريقة خاطئة، ما يؤدي إلى غرق جماعي، وبعض الناس لا يدركون خطورة تحدي تعليمات حظر السباحة، ويقيمون الموقف بصورة ظاهرية وسطحية، معتقدين أن هدوء البحر يكفي للنزول للماء، إلا أن بعض الأماكن هي تيارات.

ودعا المرتادين إلى الالتزام بإجراءات السلامة العامة ومراعاة الإرشادات التي تم تعميمها في المواقع لضمان سلامة الجميع.

بلدية دبي

أكدت إدارة الصحة والسلامة العامة في بلدية دبي، وجود مجموعة ضوابط وإجراءات احترازية للتأكد من الالتزام بالضوابط ومخالفة المتجاوزين، منها: الالتزام بالقياس الدوري لحرارة الجسم، وضرورة لبس الكمامة والقفازات، والحفاظ على التباعد الجسدي « متران بين الأشخاص و4 أمتار بين مجموعتين»، على أن يسمح بتجمع 5 أشخاص فقط، ضمن المجموعة الواحدة على الشواطئ والقوارب.

وألزمت الشواطئ بالتعقيم لمناطق لعب الأطفال ومنصات الاستحمام والمعدات الرياضية، فضلاً عن جميع مقاعد الجلوس على الشواطئ والأماكن العامة، وضرورة تنظيف المراحيض وتعقيمها بشكل مكثف ودوري، مع توفير معقمات اليدين في أماكن بارزة، وضرورة تعقيم القوارب والدراجات المائية وسترات النجاة بعد كل استعمال، مع إلزامية ارتداء الكمامة.

وشددت على ضرورة توفير منطقة عزل لاستقبال الحالات المشتبه فيها، وتوفير الماسحات الحرارية والكاميرات للتحقق من الحالة الصحية للزوار، وضرورة تأمين كل الوسائل الإعلانية التي تخص الالتزام بالإرشادات والإجراءات الاحترازية لمرتادي الشواطئ والعاملين بها.

كثفت بلدية دبي حملاتها التفتيشية على شواطئ الإمارة، كما أوضحت البلدية بأنها تشرف على تدريب المنقذين بشكلٍ دوري، وتأهيلهم لتنفيذ كل عمليات الإنقاذ والإسعافات الأولية، والتعامل مع الحالات الطارئة، لضمان سلامة وأمن مرتادي الشواطئ

وحددت بلدية دبي، إرشادات عامّة يجب التقيّد بها، منها عدم السباحة بعد غروب الشمس، وفي حالة رفع العلم الأحمر، وعند الصخور، والسباحة الحذرة في حالة رفع العلم الأصفر، والتقيّد بتعليمات المنقذين، وعدم تجاوز العلامات البحرية المخصّصة لتحديد مواقع السباحة. وشددت على ضرورة المحافظة على النظافة، وعدم ترك أو رمي المخلّفات على الشاطئ، لا يسمح باصطحاب الحيوانات إلى الشاطئ، ولا يسمح بالشّواء أو إشعال النار أو التخييم، أو تدخين الشيشة.

وبينت بلدية دبي، أنه لا يسمح بالنوم والمبيت على الشاطئ، ولا يسمح بالتجوّل بملابس السباحة في حديقة الشاطئ أو خارجه، ويحظر التقاط أيّ صور، والتقيّد بارتداء ملابس السباحة المحدّدة وفق عادات الإمارة وثقافتها، كما تقع مسؤولية الأطفال على أولياء أمورهم، أو البالغين المُرافقين لهم.

ونفّذت برامج لرقابة جودة المياه البحرية في الإمارة، بجمع العينات البحرية وتحليلها من مواقع تغطي ساحل دبي والقنوات المائية بالكامل، شاملة خور دبي وقناة دبي المائية، والمناطق الحيوية التي يمكن أن تؤثر في البيئة البحرية في الإمارة، بعدد يزيد على 100 محطة لسحب العينات البحرية. وتختلف دورية سحب العينات باختلاف نطاق التغطية للبرنامج، بحيث تتم بعض البرامج بشكل شهري أو كل شهرين أو ربع سنوي.

رصد بيئي ذكي

ترصد بلدية دبي جودة المياه البحرية في الإمارة من خلال نظام رصد بيئي ذكي ومتطور بتركيب محطات للرصد البحري في مناطق مختلفة في ساحل الإمارة، وتستخدم هذه المحطات أحدث التقنيات والممارسات العالمية في جمع البيانات البحرية، حيث تجمع القياسات الخاصة بجودة المياه البحرية والعوامل البحرية المختلفة، وترسل إلى قاعدة بيانات في البلدية بشكل آنيّ لحفظها وتحليلها واستخدامها في الدراسات البيئية والبحرية.

تنظيف قاع البحر

تعكس حملة تنظيف قاع البحر التزامها بالأهداف البيئية وأهمية هذه المناسبة التي تحرص بلدية دبي على تنظيمها عاماً بعد عام، حيث إنها إحدى كبرى الحملات التطوعية ليس في الدولة فقط، وإنما في المنطقة، حيث تشهد سنوياً مشاركة الآلاف من المتطوعين، وأعدادهم دائماً في تزايد ما يعكس نجاحها في الوصول لأكبر شريحة من شرائح المجتمع.