دبي

00:51 صباحا
قراءة دقيقتين

لهذه المدينة سرها وسحرها الخاص، جذابة حدّ الفتنة، جميلة كلؤلؤة سقطت من السماء لتستقر في حضن هذه البقعة الطيبة من الأرض، لتكون فاتنة الدنيا وفتنتها.
دبي اسم خلق من وهج العطاء والبذل والعبقرية التي ترى بنور البصيرة مستقبل الأيام، فتعدّ عدتها لتكون دائماً في الطليعة، لا ترضى بأن تكون مجرد رقم من الأرقام، بل الرقم «واحد»، سواء في التميز أو التفرد أو التطور أو حتى في مواجهة الصعاب والكوارث والهزات.
حباها الله قيادةً لا تفكر منفردة في برج عاجي، بل تعرف حق المعرفة أنها من الناس وإلى الناس، تعطي بيد من سخاء الواعي تمام الوعي ب «كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته»، قيادة تعرف واجب القيادة وحق الشعب والمقيم على هذه الأرض، تعرف أن الأمن والأمان من أول موجبات الرضا، تعرف أن الوطنية ليست مجرد شعار، بل بناء على كافة الصعُد اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وعرفياً وعمرانياً، تعرف أن موكب الحضارة يحتاج إلى جهد مضاعف، فلا تستكين تخلق الفرص، وكلما انتهت من هدف أوجدت هدفاً آخر تتحدى به قدراتها وإمكانياتها.
دبي تعرف طعم النجاح منذ الأزل، وتعودت عليه؛ لذا صار ديدنها، ولا ترضى التنازل عنه بتاتاً، وتعرف أن للنجاح مصاعب فتستعد لها بكل وضوح ومسؤولية، وكلما راهن المتربصون على تراجعها أثبتت أنها أقوى مما يظنون أو يتخيلون، والأزمات التي مرّت بالعالم سواء الاقتصادية منها والتي أثبتت خلالها أنها تعرف فن المواجهة والنهوض من جديد أقوى من قبل، أو خلال الكوارث، التي أثبتت فيها رباطة جأش ومسؤولية وشفافية منقطعة النظير، وحادثة حريق الحاوية قبل أيام وتعامل الدفاع المدني معه بكل احترافية وفنية عالية، جعلته يسيطر عليه في 40 دقيقة وينتهي منه خلال ساعة و9 دقائق فقط لا غير، من ضمنها عملية تبريد موقع الانفجار، دون وجود أي إصابات بتاتاً، بالإضافة إلى الشفافية العالية والمصداقية التي تعامل بها المكتب الإعلامي في نقل الحدث والمعلومات حوله للعالم كله، مما أسكت وألجم المتصيدين المشككين في دبي وإمكانياتها، بالرغم من أن الحادث من الممكن أن يحدث في أي مكان في العالم، وفي أرقى مدن الدنيا.
دبي صناعة إماراتية خليجية عربية فريدة لا تكتفي بالنجاح فقط، بل تصنعه وتتعاطاه كلغة حياة يومية، بفضل قيادة واعية تعرف ما تصنع حق المعرفة، وشعب آمن بقيادته فسار على نهجها، ومقيم وثق بأنها دانة الدنيا فجاء ليكون جزءاً من نجاحها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"