الوقت الحقيقي

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

لماذا نأخذ في كثير من الأحيان الأشياء التي تستحق امتناننا كأمر مسلّم به؟ نحن نفعل هذا مع كل من الأشخاص والممتلكات. والمشكلة هي أن الكثير من الناس لا يدركون ذلك حتى يأتي الموقف ويمضي. نحن نأخذ الأشياء كأمر مسلّم به على أساس يومي، مفترضين، على الدوام، أنه كلما احتجنا إلى شيء ما، سنجده أمامنا.
لكن ما لديك اليوم لا يعني أنه سيكون متاحاً غداً، فالحاضر هو الوقت الحقيقي الوحيد الذي يجب أن تستمتع به؛ لهذا لا تنتظر أكثر من ذلك لتكون ممتنّاً لما لديك، وتستمتع بكل لحظة وتحقق أقصى استفادة من الحياة. لا تخاطر بترك ما بحوزتك ليوم غد، لأن هذا النوع من الحذر ليس له ثمار.
إليك سحر ما يسميه الناس السعادة: لست بحاجة إلى أشياء كبيرة. تحتاج فقط إلى منح عقلك بعض المساحة لما لديك اليوم، هنا والآن. وستتاح لك غداً، على الأرجح، الفرصة لفعل الشيء نفسه الذي فعلته اليوم، لكن هذا ليس سبباً لترك أي شيء في الوقت الحالي، وتأجيل استمتاعك بالحياة وتقديرك للعطايا التي لديك اليوم.
قلْ أحبّك ألف مرة لأي شخص تحبه. اقضِ وقتاً ممتعاً مع أحبائك. أحبب كأنه آخر يوم لك على الأرض واستمتع بكل ما لديك اليوم وليس الغد، ولتحيَ حاضرك وتقدّر قيمة الأشياء والأشخاص من حولك.
لاحظ كل ما لديك بتأمّل عميق، لأن التعرف إلى قيمته سيساعدك على الاستمتاع به، وتكوين الذكريات السعيدة حوله، وخلق الحياة التي تريدها. حتى الأشياء الصغيرة لديها القدرة على جعلك تشعر كأنك تملك العالم بأسره؛ فعِش اللحظة الراهنة، وقدّر قيمة الأسرة والأحبّة، وأبسط الأشياء، فالغد مجرد احتمال، أما اليوم فحقيقة.
لا تنتظر أن تفقد شخصاً أو شيئاً حتى تدرك قيمته. تعلّم من تجارب الآخرين وأخطائهم، لتعيش حياتك بأقل ما يمكن من ندم، فما أقسى الشعور بالذنب والندم على ما فات، على لحظة لم تقضِها بقرب من تحب قبل أن يرحل عن الحياة، وعلى موقف إنساني لم تتّخذه عند اللزوم عندما احتاج إليك أحد الأحبّة، ليغادر بعده هذا العالم من دون رجعة، وعلى صحة لو اعتنيت بها لما أصبت بذاك المرض المزمن الذي يثقل كاهلك.. إلخ.
انتبه لكل ما يجعلك سعيداً، وافتح عينيك على كل ما لديك. لا تنتظر أكثر من ذلك لأن الغد قد يكون متأخراً للغاية. وأخيراً، تذكّر أنه ليس عليك أن تخسر شيئاً حتى تدرك قيمته.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"