يحاول معظمنا خلال إجراء مقابلة بهدف الحصول على وظيفة، إثارة انتباه مسؤول التوظيف وإعجابه من خلال التجاوب معه إلى أقصى الحدود، وعدم معارضته عندما يدلي برأي أو فكرة حتى لو كنا نخالفه.
ورغم أن إبهار من يحاورك أمر ضروري لنيل القبول، لكن محاولة استمالته وإرضائه بشتى السبل، إلى جانب موافقته في كل ما يقوله، قد يعطي انطباعاً غير جيد عنك في بعض الأحيان.
لا شك أنه ليس من السهولة بمكان أن تخالف رأي محاورك أثناء مقابلة العمل، فذلك قد يخلق جوّاً يسوده التوتر، ويترك انطباعاً بأنك صعب المراس وغير متعاون. لهذا فمن الطرق الجيدة في مخالفة الرأي بكياسة هي أن تفكر جيداً قبل أن تجيب عن أي سؤال أو تطرح أي فكرة، حتى تستجمع أفكارك ولا تتسرع في الإجابة فتندم على ما قلته. ومن الممكن هنا أن تطلب من المحاور منحك بضع لحظات للتفكير في الأمر المطروح، مما سيترك انطباعاً لديه بأنك شخص قادر على حل المشكلات والتوصل إلى الإجابات بهدوء وتروٍّ.
من الاستراتيجيات المهمة أيضاً لمخالفة الرأي بذكاء، هي أن تثق بحدسك الشخصي. فإن شعرت بأن مخالفتك لرأي المحاور ستكون موضع ترحاب فأقدم على ذلك، أما إذا شعرت بنقيض ذلك فامتنع عن إبداء وجهة نظرك وتذكر أنك بكافة الأحوال لست ملزماً بالعمل في مكان لا يرحب أصحابه بتعدد الآراء.
علاوة على ذلك، فبوسعك إبداء رأي مغاير من خلال إعداد المحاور نفسيّاً، كأن تقول على سبيل المثال: «في الحقيقة، لديّ وجهة نظر مختلفة بعض الشيء بخصوص هذا الأمر، فهل من الممكن أن أشاركك رؤيتي الشخصية للمسألة؟» من خلال هذا السؤال أنت لا تصدم المحاور بقولك إنك تخالف رأيه دون أن تشرح الأسباب، بل تبين له أن لك وجهة نظر مختلفة وتطلب منه الإذن بطرحها لتبادل الآراء والنقاش، مما يجعله يتقبل الأمر ولا يتخذ موقفاً دفاعيّاً كما يفعل الناس عادة – بحكم الطبيعة البشرية - عندما تُعارض آراؤهم.
يمكن لنا في كثير من الأحيان إيصال وجهات نظرنا المختلفة إذا تصرفنا بحنكة وكياسة. أما إذا شعرت بأنه لا مجال بأي شكل من الأشكال لإبداء وجهة نظرك المغايرة، فاعلم أنك وإن حظيت بعمل في ذلك المكان فلسوف يعاملونك كما فعلوا أثناء المقابلة. ما يعني أنك لن تتمكن من التعبير عن أي رأي مخالف تقريباً. وعليه، بوسعك أن تبحث عن عمل آخر يناسب تطلعاتك.
[email protected]
