عادي

تصنيع أدوات من المطعومات

22:58 مساء
قراءة دقيقتين
عارف الشيخ

د. عارف الشيخ

لوحظ أن شركات التصنيع تصنع من المطعومات كالطحين والسكر والتمر وغيرها، أقلاماً أو مساطر أو مشابص أو غيرها من أدوات الزينة أو لعب الأطفال، أو من الأدوات المنزلية.

ومثل هذه الأدوات واللعب المصنوعة من المطعومات والمأكولات تباع على الأطفال والنساء والبيوت، وتباع على المسلمين وغير المسلمين.

ومن المعلوم أيضاً أنها تتعرض للامتهان من قبل الأطفال والنساء، ومن قبل غير المسلمين، إذ من الطبيعي أن يأكل هؤلاء منها، ثم يعبث ببعضها إما لأنهم أطفال لا يعرفون قدسية هذه النعم التي صنعت منها هذه اللعب، وإما لأنهن نساء، وإما لأنهم غير مسلمين، وهم لا يقدسون الله تبارك وتعالى، فكيف يقدسون مخلوقاته ونعمه؟

وفي المناسبات لاحظنا أيضاً أنهم يصنعون كعكة كبيرة يكتبون عليها الأسماء والآيات، ويرسمون عليها خرائط الدول وأعلامها وصور الزعماء.

ثم نرى أن الكعكة تقص بالسكين، وتقطع إلى قطع، قد تؤكل وقد يلعب بها، فيضرب بها بعضهم وجه بعض، بحكم أنها كريمات ملونة ومسلية.

مثل هذا التصنيع لا شك أنه غير مشروع، لأن القاعدة الفقهية تقول: كل ما أدى إلى الحرام فهو حرام.

ونعمة الله صغيرة كانت أم كبيرة، وجب علينا أن نحترمها ونصونها من التعرض للامتهان، ولا امتهان أكبر من أن تقطع الكعكة ثم تداس.

ولا امتهان أكبر أيضاً من أن يكتب لفظ الجلالة على الكعكة، ثم تقطع بالسكين ويلعب بها، أو أن يُصنع منها مشباص أو كوب أو قلم، ثم يستخدم ذلك في مكان لا يليق بمقامه.

عرض مثل هذا الأمر على إدارة الإفتاء في قطاع الإفتاء والبحوث الشرعية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت، حيث قال السؤال: تصنع بعض المواد الغذائية، ثم تستخدم كمرابط لشعر النساء (شباصات)، ما الحكم؟

وأجابت اللجنة بأن نعم الله تعالى تدوم وتزيد بالشكر، والمطعومات من أجلّ النعم. ومن شكرها إكرامها لا إهانتها، لذلك فإنه يكره استخدام مرابط الشعر منها، كما يكره بيعها، سواء كانت تلك المطعومات صالحة لطعام الآدمي أم غير صالحة. ومتى وجدت مثل تلك المصنوعات من الأطعمة، وأريد التخلص منها، فإنه يجوز أن يطعم بها الحيوانات، شريطة ألا يضرها، وإلا تخلصوا منها بطرق أخرى من غير أن تهان.

وقالت اللجنة عن كتابة لفظ الجلالة على كعكة المناسبات بأنها غير جائزة، لأنها تتنافى مع قدسية لفظ الجلالة.

أقول: وينبغي ألا يكتب لفظ الجلالة على علم الدولة أيضاً، لأنه وإن كان أريد من كتابته في الأصل تكريم الدولة، إلا أن العلم كما لاحظناه في هذه الأيام لم يبق على قدسيته المعروفة سابقاً بحيث يكون مرفوعاً دائماً.

كم رأينا اللاعبين والممثلين والراقصات، يلفون العلم حول خصورهم أو يرمونه في الأرض، ويفعلون ذلك في أماكن لا تليق بقدسية اسم الله تبارك وتعالى.

نعم لو بقي العلم شامخاً دائماً ومرفرفاً فوق الرؤوس ولم ينزل، كان ذلك جائزاً بالاتفاق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"