كوبنهاجن.. واقعٌ جميل بنكهة اسكندنافية

إعداد: هشام مدخنة

من الرائع حقاً معرفة أنه بإمكانك زيارة بلد ينطبق عليه وصف «الحكاية الخرافية» بكل يسر وسهولة، والدنمارك تعي تماماً أنها المقصودة بهذا التشبيه البليغ والعميق.

فسحر الطراز القديم يحتضن قصص التطورات الاجتماعية والتصميمات الأكثر تطلعاً للمستقبل. وتحتل المملكة مكانة مرموقة ومنتظمة في قوائم الدول الأكثر ملاءمة للعيش والأسعد على وجه الأرض. لن تضطر إلى الانتظار كثيراً لتلمس جودة الراحة والصداقة الحميمة والرضا فضلاً عن السكينة الاجتماعية، فهذه سمات دنماركية فريدة لها تأثير عميق في سعادة السكان المحليين التي لا تقدر بثمن.

هي واحدة من الدول الاسكندنافية، ومن أجمل بلدان أوروبا عموماً، وتتمتع بطبيعة ساحرة قوامها الغابات والمساحات الخضراء والبحر، إضافة إلى المباني الملونة ذات العمارات الفريدة من نوعها.

وكوبنهاجن، هي المركز المالي والاقتصادي والثقافي للبلاد، وتضم مطاراً دولياً مهماً يربطها مع كافة المناطق والدول المحيطة. وتعتبر من أجمل وجهات السياحة في الدنمارك، فعدا عن كونها عاصمة الدولة، تزخر كوبنهاجن بالعديد من المعالم السياحية التي تجذب السياح من كافة أنحاء العالم، كما تشتهر بكثرة المباني التاريخية والأثرية، وتمر فيها قنوات مائية ساحرة توفر وسائل نقل غير تقليدية في بلد عجائبي.

إليكم بعضاً من أهم الأماكن السياحية التي تشتهر بها كوبنهاجن:

حديقة «تيفولي»

تقع حديقة «تيفولي» في جزيرة زيلاند في مدينة كوبنهاجن، وتُعد من أشهر المعالم السياحية هناك وأكثرها جاذبية، وثاني أقدم الحدائق الترفيهية في المملكة. وهي عبارة عن حديقة ألعاب كبيرة مُحاطة بمساحة خضراء كبيرة وبحيرات متعددة، ويتوافد عليها عدد كثير من الزوّار لتمضية وقت ممتع في حضن الطبيعة وتجربة ترفيهية لا تُنسى وسط 30 لعبة مختلفة ومناسبة لجميع الأعمار والأذواق، لاسيما الألعاب الأكثر شهرة وطلباً، ما يجعلها نزهة مميزة ومتكاملة. كما يوجد داخل الحديقة بعض المحال والأكشاك الخاصة بشراء منتجات معينة وهدايا تذكارية مختلفة.

ولابد من المرور بالمنطقة الثقافية داخل الحديقة، وهي مخصصة للاحتفالات الثقافية ومن أشهرها أكبر مهرجان للموسيقى الكلاسيكية في الدول الاسكندنافية، والذي تُقام فيه أكثر من 50 حفلة موسيقية في فصل الصيف من كل عام.

حديقة حيوانات كوبنهاجن

تُعد حديقة حيوانات كوبنهاجن من أهم معالم السياحة في العاصمة الدنماركية، ومن أقدم حدائق الحيوانات في أوروبا كلها. فقد أُفتُتحت عام 1859، وكانت في ذلك الوقت أصغر مما عليه الآن، وتم توسيعها تدريجياً فيما بعد. وتضم الحديقة أكثر من 3600 حيوان من 264 نوعاً مختلفاً أشهرهم الزرافى، والفيلة، والأسود، وغيرها الكثير.

باستطاعة الزائرين التجول بين هذه الحيوانات، والتعرف عن قرب إلى حياتها وطريقة غذائها، فالحديقة تضم أصنافاً لن تجدها بسهولة في حدائق الحيوانات الأخرى مثل الدببة القطبية وأفراس النهر، كما يمكن الاستمتاع بمشاهدة الزواحف المختلفة كالتماسيح والثعابين. إلى جانب كل ذلك تحوي الحديقة طيوراً جميلة ذات ألوان مختلفة وزاهية تحلق في سمائها.

ومن أمتع الأنشطة التي يمكن القيام بها داخل حديقة حيوانات كوبنهاجن هي زيارة «حلقة القطب الشمالي» التي تتيح فرصة التعامل المباشر مع الدببة القطبية وطيور منطقة شمال الأطلسي، وهي تجربة فريدة وغير مألوفة وتكاد تكون الوحيدة من نوعها في القارة العجوز.

قلعة روزنبرج

من المستغرب حقاً معرفة أن هذه القلعة كانت مجرد بيت ريفي صغير بُني في عام 1666 على الطراز الهولندي، «قلعة روزنبرج» الشهيرة، تعتبر اليوم رمزاً من رموز السياحة في كوبنهاجن، وتم توسيعها على مر العصور لتصبح مزاراً لنحو مليونين ونصف المليون زائر سنوياً من سكان البلد والسائحين الدوليين.

تحيط بالقلعة حديقة جميلة تلتقي فيها أعداد كبيرة من الزوار للاستمتاع بالطقس الخلّاب والاسترخاء بين عدد كبير من الأشجار والورود المتنوعة، أو المنحوتات الأثرية القديمة بطرازها الفريد. والحديقة مكان مناسب أيضاً للعب الأطفال.

ويمكن أيضاً زيارة مبنى القلعة نفسها وأخذ جولة بين الغرف التي تحوي المئات من القطع التاريخية، وأهمها متحف المجوهرات الملكية ورؤية التحف التي تروي مشاهد من الحقب الدنماركية الملكية، وهناك أيضاً السجادة الخاصة بحفلات التكريم وكرسي العرش، والتيجان الملكية والزي الملكي وغير ذلك الكثير.

المتحف الوطني الدنماركي

من أهم المتاحف عالمياً وأكبر متحف موجود في الدنمارك هو المتحف الوطني الدنماركي، والذي يقع في العاصمة كوبنهاجن.

يروي المتحف، ليس فقط تاريخ الدنمارك، ولكن تاريخ ثقافات الشعوب الأخرى أيضاً منذ العصر الحجري مروراً بالعصور الاسكندنافية والوسطى، حتى التاريخ المعاصر والحديث. ويعمل المتحف، إلى جانب كونه مزاراً سياحياً مهماً، كمركز للبحوث والدراسات التاريخية. حيث تغطي التحف والمقتنيات التاريخية كافة أرجائه، والتي يعود بعضها لأكثر من 14 ألف عام من التاريخ الدنماركي، وتحكي قصصاً وروايات عن الثقافات والشعوب المختلفة مثل إيطاليا واليونان ومصر والعراق وغيرها من البلدان.

ولابد من المرور بالجناح الفيكتوري وغرفه المتعددة التي لا تزال قائمة كما هي منذ عام 1890، مثل غرف المعيشة، والطعام، وغرف النوم، إلى جانب المَخادع الخاصة بالخدم آنذاك. وتنتشر في المكان بعض الرسومات واللوحات والأقمشة التي حافظت على هيئتها دون أن يمسها أحد منذ ذلك الوقت.

حوض الأسماك الوطني

يعتبر حوض الأسماك الوطني الدنماركي في مدينة كوبنهاجن أكبر حوض للأسماك في شمال أوروبا، ويقع على شاطئ ميناء كاستروب.

يعود تاريخ افتتاحه إلى عام 2013، وكان العلم والأبحاث العلمية السببين الرئيسيين وراء إنشاء حوض أسماك بهذا الحجم، وذلك بهدف نشر المعلومات التي تخص الكائنات التي تعيش في البحار والأنهار، وتقديم المساعدة للمشاريع والمعاهد المتخصصة. ولكن سرعان ما أصبح الحوض من أهم معالم السياحة في الدنمارك، ومزاراً لأهل البلد وباقي دول العالم.

يمكن زيارة «حوض المحيط» والذي يحوي عدداً من القروش المختلفة بجانب ثعابين البحر وكائنات أخرى. كما يمكن زيارة أحواض أخرى داخل المبنى تضم العديد من الكائنات البحرية التي تعيش في الماء أو البرمائية كالتماسيح، بالإضافة إلى بعض أنواع الطيور. ومن ضمن التجارب المرحة أيضاً داخل مبنى حوض الأسماك الوطني زيارة الملعب المائي والذي يوفر أنواعاً مختلفة من الأنشطة والألعاب المائية.

حديقة باكن

تقع حديقة ألعاب باكن داخل غابات دايريهافن، وهي أقدم مدينة متكاملة للألعاب في العالم، إذ تضم في جوانبها العديد من التجارب الترفيهية التي ترضي جميع الأذواق، وربما لن تجدها في أي حديقة ترفيهية أخرى. كما أنها محاطة بالمناظر الطبيعية والمسطحات الخضراء، ومجرد زيارتها تُعد نزهة تستحق القيام بها بحثاً عن الاسترخاء والهدوء. ويمكن أيضاً استئجار عربة تجرها الخيول للقيام بجولة رائعة ومن نوع خاص في الحديقة، أو حضور عروض السيرك التي تجذب الجمهور بشدة، أما الأطفال فباستطاعتهم مشاهدة عروض المهرج «برووت» الشهير والذي أصبح أيقونة للمكان.إلى جانب ذلك يوجد عدد كبير من المطاعم والمقاهي ومتاجر الآيس كريم وهي أكثرهم شهرة داخل حديقة باكن، فلابد من تجربة الآيس الكريم إذا تسنّى لك يوماً زيارة الحديقة.