عادي

تعرف إلى أشهر صياد في الأدب

14:54 مساء
قراءة دقيقتين
إرنست همنجواي

«ولكن الرجل لم يخلق ليُهزم. يمكن أن يُحطم الرجل ولكنه لا يُهزم»، بهذه الكلمات يشجع سنتياجو نفسه، وهو يصارع أسماك القرش ليبعدها عن سمكته الضخمة المربوطة إلى قاربه.
سنتياجو صياد عجوز، ظل أربعة وثمانين يوماً في البحر دون الحصول على سمكة واحدة. يخوض الصياد في «الشيخ والبحر» للروائي الأمريكي إرنست همنجواي، معركة يرصد المؤلف وقائعها التي ربما تبدو مملة أحياناً، أو غير مفهومة في أحيان أخرى. في تلك المعركة نستمع إلى اضطراب قلب البطل عندما تلتقط تلك السمكة الحلم صنارته، ليشعر بأنها كل ثروته، ويطلق عليها أختي، يمنحها بعض الحرية فيرخي لها الصنارة ليسير وراءها، أو يقسو عليها ويسرع إلى حربته ويحاول أن يغرسها في قلبها، يشعر بقوته ليقول «الرجل لا يتألم».
«الشيخ والبحر»، معركة تنتهي بالخسارة، ولكن قبل إعلان النتيجة يختبر السرد مفردات مثل الأمل والتوقع والقدرة على التحمل، معركة على مستويات عدة، فالصياد في صدام دائم مع ذاته: بين تحفزه للصيد، و تخوفه من عودته خاوي الوفاض. بين رجولته كإنسان وحيد في ماء يحيط به من الجهات كافة وكأنه الإنسان الأول في صراعه مع الطبيعة، وتصميمه على النصر حيث لا يجب عليه أن لا يتحلى إلا بالجلد والقوة. بين شعوره بالقوة التي تعتريها لحظات ضعف تجاه سمكته التي منحت لوجوده معنى.
وبعد أن اقترب سنتياجو من الفوز، وحصل على السمكة وقرر العودة إلى قريته حاملاً غنيمته، أكبر سمكة في تاريخ قرية الصيادين، طاردته أسماك القرش وبدأت تنهش كنزه، ولحظتها أحس وكأنها تأكل لحمه هو.
نهاية بمذاق المرارة حيث لم يبقَ من السمكة إلا هيكلها العظمي، عند ذلك تأكد الصياد «أنه هُزم بصورة نهائية».
صدرت الرواية المكتوبة في كوبا عام 1952، وفي العام التالي فازت بجائزة بوليترز الأمريكية، وأشار تقرير جائزة نوبل للآداب، التي حصل عليها هيمنجواي عام 1954، إلى قوة أسلوبها وتميزه.

 

الصورة
إرنست همينجواي
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"