عادي

تعرف إلى فنيات التحليل النفسي

20:01 مساء
قراءة دقيقتين

يقول الدكتور مصطفى زيور في تقديمه لكتاب سيجموند فرويد «خمس حالات من التحليل النفسي» (ترجمه إلى العربية صلاح مخيمر وعبده ميخائيل رزق) إن العثور – بعد وفاة فرويد – على مجموعة خطاباته إلى صديقه الطبيب «فليس»، أماط اللثام عن كثير من الوقائع والظروف التي صاحبت ميلاد التحليل النفسي، فها هو في خطاب بتاريخ 14 أكتوبر سنة 1900 يخبره بأنه بدأ علاج فتاة في الثامنة عشرة، إنها الفتاة «دورا» التي يناقش حالتها ويعرض أهم تفاصيل علاجها بالتحليل النفسي، وتعتبر تلك الحالة امتداداً لكتاب «تفسير الأحلام».

أنهت المريضة علاجها في 31 ديسمبر من نفس العام، أي بعد 11 أسبوعاً من بدء العلاج، ولم ينشر فرويد مقاله عنها إلا سنة 1905، لأسباب تتصل بالحذر الذي يمليه الحرص على إخفاء شخصية المريضة، حيث يرى زيور أن الدراسة المتعمقة الشاملة لسيكولوجية الأحلام هي الشرط الضروري لفهم العمليات الأولية اللاشعورية، التي ينسج على منوالها الأحلام والعصاب والذهان جميعاً، ومن أجل ذلك فإن المحللين ينصرفون عن التصدي لأي ناقد لم يبذل ما ينبغي من الجهد في دراسة تفسير الأحلام نظرياً وعملياً.

يقدم الكتاب خمس حالات من التحليل النفسي، ويتضح من قراءتها شحذ فنيات التحليل في ضوء تجارب فرويد المتزايدة، وما وفرته له من أضواء أكثر شمولاً وأعظم نفاذاً من خلال المحاولة والخطأ، ومن أجل ذلك فإن الحالة الخامسة «رجل الذئاب» أكثر الحالات عمقاً من حيث العمل التحليلي، وقد اختيرت هذه الحالات من بين عشرات الحالات التي قام فرويد بتحليلها، وذلك لأسباب تعليمية من ناحية، ولأسباب خاصة بالسرية من ناحية أخرى.

في عامي 1895 و1896 قدم فرويد آراء معينة عن النشوء المرضي للأعراض الهستيرية، وعن العمليات النفسية التي تحدث في الهستيريا ومنذ ذلك الوقت مضت سنوات عديدة، حتى قرر فرويد أن يقدم تقريراً مفصلاً عن «حالة دورا» عن تاريخ حالتها وعلاجها، وكان غريباً أن يضطر إلى نشر النتائج من دون أن تكون هناك إمكانية للأخصائيين لفحصها والتحقق من صحتها، خاصة أن هذه النتائج كانت تبعث على الدهشة.

يقول فرويد في تقديمه للكتاب: «كل ما هناك أنه وإن كان قد عيب عليّ في الماضي عدم تقديم أية معلومات عن مرضاي، فسوف يعاب عليّ الآن أنني صرحت بمعلومات ما كان ينبغي التصريح بها عن مرضاي، وكل ما أتوقعه هو أن القائمين بنقدي هم هم في الحالتين نفس الأشخاص وقد بدلوا فحسب من أسانيدهم، فإن كان الأمر كذلك فلا يسعني إلا أن أسلم مقدماً باستحالة أية إمكانية لوضع حد لانتقاداتهم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4jk69h4n

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"