عادي
دفاتر المبدع

لولوة المنصوري: الكتابة نداء نحو مجهول غامض

22:44 مساء
قراءة 3 دقائق
1701

الشارقة: عثمان حسن

لولوة المنصوري تكتب القصة القصيرة والرواية، ومؤخراً تم انتخابها مسؤول النشر والتوزيع في مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، في هذا اللقاء تفتح المنصوري أوراقها منذ البدايات، تتحدث عن المؤثرات الاجتماعية والنفسية والثقافية التي أسهمت في تكوينها المعرفي، وهي تعتبر أن الكتابة نداء نحو مجهول غامض.

كان أول إصدار أدبي لها في عالم الإبداع هو رواية «آخر نساء لنجة» وهي المحطة التي شعرت حينها، أنها تنطلق بحرية في فضاء السرد، وكانت سبباً مباشراً في تعلقها بالكتابة، واختبار تجارب أخرى في عالم الإبداع من حيث التقنيات والتوجهات والأفكار، التي تطورت عندها مع مرور الزمن.

ما هو مختلف في تجربة لولوة المنصوري، أنها منذ طفولتها وهي تعيش حالة من الذهول، والتي تسميها أيضاً «الشرود» وأكثر من ذلك، فإن مثل هذه الحالة تصاحبها في مواقف وسلوكات عدة، وخاصة أثناء القراءة، حيث سنتعرف على انعكاسات، بل تأثيرات تلك الحالة في مشوارها في الكتابة.

آخر نساء لنجة

تحدثت لولوة المنصوري عن أول إصدار أدبي لها وهو رواية (آخر نساء لنجة)، وصدرت عن دائرة الثقافة في الشارقة في عام 2013، وهي تنظر لهذه التجربة بوصفها شكلت انطلاقة حرة في السرد واستجابة لنداء الرّوح، فتقول: «أحياناً تميل النّفس منذ العتبة إلى التزهّر في عوالم سردية متخيّلة أو الاندماج بغيمة الدلالة، وأحياناً أخرى تميل إلى مباغتة المجهول والسؤال فيه عبر البحث والاشتغال على أرضية واقعية» وتتابع: «هي تجربة خاصة نتشكّل من خلالها، ونحاول أن نشتغل على النص قدر قناعاتنا، وكل كتاب يحمل في ذاته لمحة من مراحلنا العمرية، كل ما كتبته تجاوزته، و«آخر نساء لنجة» تمثل بداياتي في عالم الرواية رغم أنه لم يمض عليها سوى بضع سنوات فقط، فإن أسلوبي وأفكاري ومطامحي الروحية قد تغيّرت منذ ذلك الوقت».

كائن شارد

«أنا كائن يسكن في الشرود والذهول العميق منذ طفولتي».. بهذا الاستهلال المتأمل تبدأ لولوة المنصوري الحديث عن بداياتها وكيف انطلقت شرارة الإبداع عندها، فتقول: «هذه الحالة من الذهول والشرود، سببت لي متاعب دراسية وأثارت شكاوى المعلمات، وتعمقت في داخلي وصرت أعشق سرحاني الطويل الذي يتخلل مهام حياتي اليومية، أثناء الكتابة أو الزراعة أو القراءة أو قيادة السيارة، أسكن بين الشرود والكتابة والقراءة، فهذه هي مهامي الأصيلة، وما سواها مجرد مهام تنتمي إلى الأرض والمادة والاستهلاك ولا أرى لذكرها أي أهمية».

وتعود لولوة المنصوري إلى سنوات الطفولة مروراً بمرحلة الدراسة الجامعية، فتؤكد أنها كتبت يوميات الطفولة منذ كان عمرها تسع سنوات، وفي السنة الثانية في الجامعة خطت يدها أول قصة قصيرة، وكان ذلك في سنة 1999 وحملت اسم «رسالة رثاء طيفية»، ونالت جائزة أفضل قصة قصيرة على مستوى طلبة وطالبات الجامعة.. وعن هذه الجائزة تقول: «كانت مفاجأة للجميع ونالت القصة إشادة نقدية من أساتذتي، أضافت لي الكثير وأسهمت لاحقاً في تثبيت خطواتي في عالم الإبداع».

مرفأ الأوراق

ومع اتساع نطاق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وإقبال شرائح مختلفة من الكتاب والمبدعين عليها للتزود بما تتضمنه من معلومات ومعارف، وما إذا كانت هذه الوسائل، قد أضافت جديداً ل لولوة المنصوري تقول: «أنا قليلة الانتباه لوسائل التواصل، رغم ما أضافته من شمولية وانفتاح وتلق حر وسريع، ومع ذلك، فما زلت على مرفأ الأوراق والقلم، انتظر الفكرة، وأعزز أفكار الآخرين، بتسجيل الهوامش والملاحظات الطارئة».

وللمنصوري، تفسير مختلف لعملية الإبداع، هو تفسير ثقافي أقرب إلى التحليل النفسي لنظرية الأدب، جاء ذلك خلال ردها على سؤال له صلة بانتقالات المبدعين ما بين القصة والرواية، حيث المفاضلة هنا، بعيدة كل البعد عن مسألة الترف الإبداعي، نحو تفسير الأدب بوصفه عملية خلق إبداعي، وما يصاحب ذلك من تأمل وحساسية فنية عالية، وفي الأثناء كان لها رأي واضح في مصطلح «المشروع الإبداعي أو الثقافي» تقول: «الفكرة من تبني مشروع خاص يحدد توجهي المستقبلي في عالم الإبداع؟.. فأنا لا أدري حتى الآن، إلى أي مدى يرتحل بي هذا المزاج النزق، هذا التجريب الروحي الفكري السردي الجميل، فما بين ضفاف القصة والرواية، تمكر الفكرة، وتضع جاذبيتها الآسرة، العملية بمجملها ليست قصدية مفتعلة، فالتوجه للكتابة لا يمكنني تقييده بمفردة (المشروع )، إنما هي رحلة، مغامرة، طيش سحري، انثيال نحو نداء مجهول غامض».

في سؤالنا عن جديدها الأدبي، أكدت لولوة المنصوري، أنها فكرة الإصدار المقبل لم تتبلور بعد وتقول: «لكن من المرجح أن السرد التخيلي في حالة استرخاء، والعمل القادم سيدور ضمن نطاق بحثي أكاديمي موسع حول تاريخ الماء في الإمارات، استكمالاً لمشروعي البحثي الأول (تنوير الماء).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"