مكتشفات تستحق الاهتمام

بين فترة وأخرى، تنتشر الأخبار حول اكتشافات جديدة لمواقع تاريخية في مناطق مختلفة من أرض الإمارات، وهذا بلا شك شيء له قيمته ودلالته الواضحة على أن إنسان هذه الأرض منذ بداية الخليقة هو إنسان معطاء، وأن جذورنا ضاربه في عمق التاريخ، وبصمتنا لها حضور فيما تركوه لنا من آثار ولقى أثرية ومصنوعات يدوية مختلفة، من الفخاريات أو الذهب أو النحاس، أو ما يتعلق بالحياة المعيشية اليومية، تدل على فنية عالية وقدرة على التعامل مع الظروف والبيئة والمكان.
وفي الآونة الأخيرة بثت أجهزة الإعلام، ونشرت الصحف، أخباراً حول كثير من المكتشفات من نقوش صخرية، تركها أجداد الأجداد بعدة مناطق في الدولة، وبالذات المناطق الجبلية، نقوش مختلفة من حيوانات وأسلحة، وشخوص تدل على طبيعة البيئة ومكوناتها، ونمط معيشة إنسان ذلك الزمن، تمنحنا صورة حقيقية عن قدرات الإنسان على التكيف والتعبير والتعامل، وتسجل حقباً تاريخية مختلفة من سيرة الإنسان والمكان والزمان في تاريخ هذه الأرض الطيبة.
السؤال الذي يجول في البال، هل تم رصد كل تلك الأماكن والتعامل معها، بما تستحق كإرث حضاري يجب المحافظة عليه، وبأفضل الوسائل العلمية المتاحة؟، هل تم توفير التدابير للمحافظة على تلك الأماكن؟، هل تم التعامل من قبل الجهات المتخصصة مع تلك النقوش والرسوم، لسبر أغوارها وفنياتها وتحديد حقبها الزمانية؟، هل تعامل المتخصصون في تاريخ الوطن مع هذه المكتشفات والبحث فيها وحولها ليعاد تدوين تاريخنا ورفده بالجديد المكتشف؟.
هذه المكتشفات وغيرها مما قد يكتشف في المستقبل، كنوز يقدر الله لنا أن نكتشفها بين فترة وأخرى، تعطينا العظة والدروس في بديع صنع الله وقدرة الإنسان على التطور، بما حباه الله من ملكات، هذا من جانب، ومن جانب آخر يمنحنا الله مورداً جديداً يجب توظيفه بشكل علمي وعملي، العلمي يتعلق بالتقصي والبحث والدراسة والنشر والمحافظة على هذه الثروات الإنسانية، والعملي توظيف كل تلك الأماكن المكتشفة توظيفاً عملياً يشكل رافداً اقتصادياً ومورداً من موارد الدخل، عبر جلب السياحة وتعريف العالم بما نمتلكه من حضارة إنسانية ضاربة في عمق التاريخ، خصوصاً، أن هناك الكثير ممن يعشقون زيارة مثل هذه الأماكن في مختلف دول العالم.
كنوزنا الأثرية تستحق الاهتمام والتوظيف بأفضل السبل والطرق العلمية السليمة، والتعامل معها بأفضل الطرق علمياً واقتصادياً.