عادي
المؤسس والمدير التنفيذي للمؤسسة العالمية للمرأة العربية

حنان الطيب: تمكين المرأة يعزز دورها في نشر السلام

23:25 مساء
قراءة 4 دقائق

دبي: زكية كردي
«ثقي بنفسك، فكل امرأة تملك ميزة خاصة بها يجب أن تظهرها للخارج، أنتِ عظيمة وأنا أتمنى لكِ كل التوفيق، وأتمنى أن تكون المرأة العربية واجهة لنا أمام العالم أجمع، وأنا مؤمنة وواثقة بالقدرات الكبيرة التي تملكها المرأة العربية».. رسالة بسيطة وعميقة وجهتها حنان صلاح الطيب، مؤسس ورئيس جمعية المؤسسة العالمية للمرأة العربية، لجميع النساء، بعد أكثر من 36 عاماً قضتها في مجال علاج ذوي الاحتياجات الخاصة كأخصائية نفسية وباحثة اجتماعية تعمل مع وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، لتتفرع دائرة نشاطها مع العديد من المنظمات الإنسانية الأمريكية التي بدأت العمل معها لتقديم الدعم الإنساني في أمريكا، وأيضاً في العديد من الدول الإفريقية، لتتوسع دائرة مسؤولياتها فتكلف من قِبل هيئة الأمم المتحدة بتأسيس المؤسسة العالمية للمرأة العربية التي تخبرنا عنها هنا.

تقول الطيب: فكرة إنشاء المؤسسة لم تكن حلماً تنقل بين محطات وهو يكبر، بل جاءت وليدة سنوات طويلة من العمل الإنساني على الأرض، وركزت في عملي بالدرجة الأولى على صحة المرأة بعد أن لاحظت انتشار الإصابات بسرطان الثدي في إفريقيا والوطن العربي، ووجدت نفسي مشدودة للاهتمام بهذا الجانب، ودرست دراسات عليا للتوعية بسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، وانطلقت بعدها لدول عربية وإفريقية لنشر التوعية والاهتمام بتوفير الفحص، ذهبت إلى مصر والسودان والمغرب، وعند البدء بالعمل على توعية المرأة اكتشفت أن هناك أعداداً كبيرة من وفيات النساء بسبب سرطان الثدي، وأستطيع القول إنني نجحت بإنقاذ الكثير من النساء، وأن أكون صلة وصل بين هذه الدول وبين المنظمات المهتمة بتقديم المساعدة لتلك النسوة في أمريكا، فكنت أسعى لتوفير أجهزة «الماموجرام» لتوفير الفحص المجاني للنساء، وأيضاً أدرب الكوادر الطبية ليكون لديها الوعي بهذه المهمة، وأنشر الوعي بين النساء بخطورة هذا المرض وأهمية الفحص الدوري، وبعد عشر سنوات من التوسع في العمل في هذا المجال أصبحت المسؤولة للعمل الإنساني في إفريقيا من قبل أربع منظمات أمريكية، ومع توسع العمل مع منظمات أخرى، بدأت أركز في عملي على الاهتمام بمشاكل التعليم والصحة للنساء في المناطق المحرومة من التعليم، ونجحنا في هذا البرنامج وبدأت المنظمات ترى نتائج العمل وهذا عزز ثقتها بنا.

تضيف الطيب: ما تزال المرأة العربية محصورة داخل صورة نمطية ضيقة بالنسبة للإعلام الغربي، فعند الحديث عنها في المنصات والمؤتمرات العالمية بات من المعتاد أن تترافق صورتها مع المشاكل والمعاناة في المجتمعات الشرقية الذكورية، وكان تكريس هذه الحالة يشعرني بالضيق، فهناك جانب إيجابي للمرأة العربية التي تمتلك قدرات عالية جداً لا يتم الحديث عنها، هناك نساء عربيات استطعن أن يحققن إنجازات عظيمة يجب أن يسلط الضوء عليهن، لكن نقص المتحدثين أو المتحدثات العرب على المنصات العالمية ساهم بتوجيه الحديث فقط نحو هذه الزوايا المعتمة، وأنا نفسي نجحت كامرأة أمريكية، لكنني فخورة بنفسي كامرأة عربية في الأصل، ولديّ الكثير من الأخوات اللاتي حققن نجاحات كبيرة في العالم العربي وأريد للعالم أن يراها ويسمع عنها، ولهذا بدأت بكتابة مقالات عن قدرات المرأة العربية لأضيء على هذا الجانب، وهذا ما لفت نظر الأمم المتحدة فطلبت مني إنشاء مؤسسة تعكس قدرات المرأة العربية وتدعم المشاريع التي من شأنها تمكين المرأة العربية.

تدريب ودعم

سُجلت المؤسسة تحت مظلة الأمم المتحدة مطلع العام الحالي، وأُطلق المؤتمر الأول بعد شهر من التسجيل، في اليوم العالمي للمرأة لنقاش موضوع «عكس قدرات المرأة العربية». أقيم المؤتمر الأول في نيويورك، وشاركت فيه عضوات مجلس إدارة المؤسسات من جميع البلدان العربية، وجميعهن يتمتعن بقدرات عالية جداً أبهرت حضور المؤتمر الذي استمر لأكثر من ثماني ساعات، قدمت في نهايته التوصيات للمشاريع والموافقة عليها، وطلبت هيئة الأمم المتحدة توفير التدريب المناسب للسيدات حول كيفية إدارة المشاريع التي ستقوم بتوفير الدعم لها من قِبل 60 منظمة مانحة كانت مشاركة في المؤتمر، وقد حصلت السيدات على مستوى عالٍ من التدريب وأنهين الفترة التدريبية وحصلن جميعاً على الشهادات، والآن يتم التحضير لإطلاق المشاريع على الأرض.وعن العلاقة ما بين تمكين المرأة ونشر السلام، تؤكد الطيب أنها تؤمن بالدور الكبير الذي تلعبه المرأة تاريخياً لإحلال السلام، فهي ميالة بطبعها للحفاظ على السلام ولتنمية أسرتها ومجتمعها، أما بالنسبة للمشاريع المطروحة فسوف تساهم بهذا الدور أيضاً متجاهلة النزاعات التي تعيشها المنطقة، فهي عبارة عن دائرة من الدعم المتكامل ما بين النساء العربيات، فالمشاريع تقوم على تبادل الخبرات والمنتجات ما بين النساء العربيات لتمكينهن ودعمهن لمساعدة أسرهن.

محطة استراتيجية

عن مخطط عمل المؤسسة الذي يتوقع أن ينطلق خلال الأشهر القادمة، تقول الطيب: سوف نقيم المؤتمرات، ومن المتوقع أن يكون المؤتمر في الإمارات كونها محطة استراتيجية لجميع الدول العربية، هذا بالإضافة إلى التسهيلات التي قدمتها الإمارات للمؤسسة وترحيبها بدعم المشاريع التنموية التي تساهم في تعزيز دور المرأة في كل مكان، ومن المتوقع أن يعقد المؤتمر نهاية العام الحالي، بمشاركة 16 جامعة أمريكية ستقدم حوالي 400 منحة للدراسات العليا للنساء، وسيحضره عضو من الكونجرس الأمريكي، و60 منظمة مانحة من مختلف دول العالم، ومندوب من الأمم المتحدة، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الإدارة الممثلين لجميع الدول العربية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"