عادي

أصحاب الهمم.. بسمة الإمارات أولمبياً

16:36 مساء
قراءة 6 دقائق
نورة الكتبي تحتفل بفضية ريو
محمد القايد بطل 800 م
إعداد: معن خليل
انطلقت اليوم الثلاثاء في طوكيو دورة الألعاب «البارالمبية»، التي لها الكثير من قصص النجاح لأصحاب الهمم في الإمارات، وهي التي رسمت منذ عام 2000 في سيدني بسمة وطن أولمبياً، مع الإخفاقات المتكررة للأسوياء.
ويحمل 12 بطلاً وبطلة من أبناء وبنات الإمارات طموحات أصحاب الهمم، في اعتلاء منصات التتويج ورفع علم الدولة عالياً في طوكيو، وهم: الرامي عبدالله سلطان العرياني ويمثل الدولة في 4 فئات هي 10 أمتار وقوفاً، و10 أمتار رقوداً 60 طلقة، و50 متراً (وقوفاً ومرتكزاً ورقوداً)، و50 متراً رقوداً 60 طلقة، وسلطان سيف العرياني في فئتي 50 متراً 3 أوضاع ورقود، وسيف النعيمي في فئتي 10 أمتار رقوداً و50 متراً رقوداً. وتشارك الرامية عائشة المهيري في فئة الوقوف 10 أمتار«آر 4»، ومحمد خميس خلف في وزن «88»، وموزة عبيد علي الزيودي في وزن 55 «رفعات القوة»، ومحمد القايد، ونورة الكتبي، وأحمد جاسم نواد، ومريم الزيودي، وسارة محمد الجنيبي «ألعاب القوى»، وأحمد مبارك المطيوعي «الدراجات».
وشهدت آخر دورة «بارالمبية» في ريو دي جانيرو قبل أربع سنوات إنجازات تاريخية، نستعرضها في هذا التقرير، على أمل أن تزيد الميداليات التي نملك منها 19 ميدالية ملونة:
كان منتخب الإمارات لأصحاب الهمم حقق إنجازاً تاريخياً في «بارالمبية» ريو 2016، هو الأول من نوعه خلال مشاركته في دورة الألعاب، وذلك بإحرازه سبع ميداليات منها ذهبيتان، إضافة إلى نيل ميداليتين كانتا من نصيب سارة السناني ونورة الكتبي كأول تتويج للفتاة الإماراتية في هذا الحدث الرياضي الكبير.
وعدا عن حصول منتخب الإمارات على سبع ميداليات لأول مرة في دورة أولمبية واحدة منذ أن دشن مشاركته فيها عام 1992، ونيل الفتاة الإماراتية لميداليتها الأولى، فإنه لأول مرة كنا نحصد ذهبيتين في دورة واحدة، كما أن محمد خميس أسطورة رفع الأثقال الإماراتية أصبح أول من ينال ذهبيتين في دورتين مختلفتين، إضافة إلى إحرازه فضية في بكين عام 2008، في حين أن محمد القايد كان أول من يهدي الإمارات ذهبية في ألعاب القوى.
ولا يمكن إغفال المشاركة القياسية التي تمثلت بـ18 لاعباً ولاعبة، وهذا يحدث لأول مرة بعد أن كان العدد 12 في لندن عام 2012، وهو نفس العدد في دورة طوكيو الحالية (12 لاعباً ولاعبة)، كما أن هيفاء النقبي كانت أول إماراتية تشارك في لعبة رفع الأثقال وإن لم يحالفها الحظ في الصعود إلى منصة التتويج.
ولم تتوقف الأرقام الخاصة عند هذا الحد بعدما أصبح القايد أول إماراتي يفوز بالفئات الثلاث من الميداليات، فهو نال فضية وبرونزية في دورة 2012 في لندن، وأكملها بالذهب في ريو دي جانيرو، أما بطل الرماية عبدالله العرياني فقد أصبح أكثر من ينال ميداليات برصيد 4 بعدما سبق له أن توج بذهبية في لندن 2012، كما أضحى بالفضيات الثلاث أكثر من ينال ميداليات في دورة واحدة.
19 ميدالية
وتملك الإمارات في تاريخ «البارالمبية» 19 ميدالية، علماً بأن الصعود إلى منصات التتويج بدأ في دورة سيدني عام 2000 ولم تتوقف على مدى الدورات الأربع التي تلتها.
تاريخياً بدأت المشاركة الإماراتية في «البارالمبية» عام 1992 في برشلونة، وذلك بالدفع برياضي وحيد هو علي سيف الذي نافس في رفع الأثقال، أما في دورة 1996 فقد شارك خمسة رياضيين دون أن يصيبوا النجاح أيضاً ولكن كان مجرد التواجد هو الإنجاز في حد ذاته.
وبدأت مسيرة إنجازات «أصحاب الهمم» في الصعود إلى منصة التتويج في سيدني عام 2000 مع نيل أربع ميداليات منها فضية وبرونزية لأحمد سيف زعل وفضيتان لنصيب عبيد سبيت وحميد حسن مراد، وجميعها كانت في ألعاب القوى.
وفي دورة أثينا عام 2004 نالت الإمارات أول ذهبية في تاريخها وذلك عبر البطل محمد خميس، في حين فاز مانع عبدالله بفضية دفع الجلة ومحمد حميد خلفان ببرونزية رمي القرص وعلي قمبر ببرونزية 400 متر.
وكانت دورة 2008 تاريخية بعدما شهدت مشاركة ثريا الزعابي كأول إماراتية تتواجد في «البارالمبية»، كما أن عبدالله العرياني كان أول إماراتي ينافس في رياضة الرماية.
وإن كان الحدثان فريدان للزعابي والعرياني، فإن التميز لم يقف عند هذا الحد بعدما نال محمد خميس فضية في رفع الأثقال، ليصبح أول إماراتي في رياضة أصحاب الهمم يحرز ميداليتين في دورتين.
وخلال دورة لندن عام 2012 ارتفعت المشاركة إلى رقم قياسي بلغ 12 رياضياً ورياضية، وأهدى عبدالله العرياني الإمارات أول ميدالية في تاريخها برياضة الرماية عبر فوزه بالذهبية، في حين أثبت محمد القايد تفوقه في منافسات ألعاب القوى عبر نيله فضية وبرونزية في فئتي 100 و200 م كراسي متحركة.
وجاءت دورة 2016 في ريو دي جانيرو القياسية لتحتل معها الإمارات المركز 38 عالمياً من بين 158 دولة شاركت، كما نالت المركز الأول خليجياً والخامس عربياً بعد تونس والجزائر ومصر والمغرب.
وجاءت الميداليات السبع التي أحرزتها الإمارات عبر ذهبية لمحمد خميس في رفع الأثقال في وزن 88 كلغ، ومثلها لمحمد القايد في 800 م ألعاب قوى، ونال عبدالله العرياني ثلاث فضيات في بندقية ضغط الهواء وبندقية الـ3 مراحل والبندقية المعرضة للمختلط، كما نالت نورة الكتبي فضية في رمي الجلة، في حين حصلت سارة السناني على برونزية نفس اللعبة.
قصص تحد
ولكل من أبطال الإمارات قصته مع تحدي المستحيل بفعل الإرادة القوية التي جعلت منهم بحق «فرسان الإرادة»، حيث إن أسطورة رفع الأثقال محمد خميس تعرض منذ صغره لشلل الأطفال، وهو قرر عام 1991 دخول عالم الرياضة عبر نادي دبي للرياضات الخاصة وذلك في لعبة رمي الجلة، لكن المدرب المغربي تيتو قاسم أقنعه بممارسة رفع الأثقال نظراً لبنيته الجسمانية القوية ليبدأ منذ 1995 الرحلة التي قادته للفوز بثلاث ميداليات أولمبية، إضافة إلى إنجازات كثيرة في محافل عربية وآسيوية وعالمية عدة.
أما محمد القايد بطل المسافات القصيرة والمتوسطة في ألعاب القوى فقد تعرض أيضاً لشلل الأطفال، وبدأ ممارسة الرياضة عام 2002 من خلال نادي الثقة للمعاقين الذي اختاره ضمن مواهب عدة في المدارس.
ومن سوء حظ القايد أن الاتحاد الدولي ألغى الفئة تي 34 جري على الكراسي المتحركة، وبقي خمس سنوات دون منافسة خارجية حتى تم السماح للاعبين من الفئة تي 34 بالمشاركة مع الفئة تي 53، وكان التحدي الأول له المشاركة في مونديال الناشئين بجنوب إفريقيا عام 2007 ونجح في نيل ذهبية شجعته على أن تصبح طموحاته أكبر، وهو ما تحقق في 2011 بعدما توج بذهبية بطولة العالم في نيوزيلندا.
حقق القايد في نيوزيلندا عدة مكاسب، فهو أصبح أول إماراتي ينال ميدالية في منافسات الكراسي المتحركة، كما أهله ذلك للمشاركة في أولمبياد لندن عام 2012 والتي حقق فيها إنجازاً تاريخياً بالفوز بفضية وبرونزية.
وبالنسبة لعبدالله العرياني فقد مارس رياضة الرماية منذ صغره وكان بطلًا فيها وتوج ببطولة العرب للأسوياء، ولقد تعرض عام 2001 لحادث مروري أثناء عودته من رحلة قنص شتوية في الصحراء المتاخمة لمدينة العين أدى إلى إصابته بإعاقة دائمة وجلوسه على كرسي متحرك إثر تهتك في العمود الشوكي، لكن هذا لم يقف عائقاً أمامه دون الاستمرار في اللعبة التي أحبها واحترفها وإن نافس هذه المرة عن فئة المعاقين، وكان إنجازه الأول الفوز بذهبية دورة ألعاب لندن 2012.
وقدم العرياني النقيب المتقاعد في وزارة الدفاع الكثير لرياضة المعاقين في الإمارات وشكل أول فريق إماراتي وعربي للمعاقين عام 2007، وفاز بعد ذلك بذهبية الآسياد برقم قاري قياسي وأصبح أول رام عربي يحقق هذا الإنجاز، وعام 2011 كانت ضربته الأهم حين صنف الأول على العالم في رماية «السكتون» برصيد 1163 نقطة وذلك إثر فوزه ببطولتي الولايات المتحدة وأستراليا العالميتين.
صاحبات الهمم
أما سارة السناني التي أصبحت أول إماراتية تنال ميدالية في الأولمبياد، قبل أن تحرز نورة الكتبي الميدالية الثانية، فهي عانت منذ ولادتها نقصاً في الأكسجين تسبب في إعاقتها.
وجاء انضمام سارة لنادي أبوظبي للمعاقين نقطة تحول في حياتها ولتصبح لاحقاً بطلة في رمي الجلة والقرص والرمح، حيث إنها حصدت ذهبية رمي الرمح في البطولة العالمية لألعاب القوى 2010 في دبي، وبرونزية دفع الجلة الأولمبية في ريو دي جانيرو.
وتعد سارة متعددة المواهب فهي نافست سابقاً في لعبة كرة الطاولة وحصدت برونزية في بطولة دبي العالمية.
ونافست نورة الكتبي أيضاً في دفع الجلة، وهي من مواليد 1992 وبدأت مسيرتها الرياضية في نادي العين للمعاقين ونالت الكثير من الألقاب قبل تتويجها بفضية ريو دي جانيرو 2016.
ومن أهم إنجازات نورة الكتبي الفوز بفضية بطولة العالم للشباب 2011 ثم الذهبية عام 2012 في تشيكيا، وذهبية الصولجان في دورة الألعاب الثالثة لرياضة المرأة بدول التعاون الخليجي في البحرين عام 2013، وفضيتي الألعاب الآسيوية البارالمبية في 2014.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"