عادي

بدء محاكمة نجمة وادي السيليكون.. حلم ستيف جوبز التالي يتبخر

11:39 صباحا
قراءة 3 دقائق
هولمز لدى مقر المحكمة في سان خوسيه (أ.ف.ب)
هولمز لدى مقر المحكمة في سان خوسيه (أ.ف.ب)

بدأ اختيار هيئة المحلفين في محاكمة نجمة وادي السيليكون، إليزابيث هولمز، مؤسسة «ثيرانوس»، الثلاثاء، والتي تواجه تهمًا جنائية تزعم أنها خدعت النخبة من الداعمين الماليين والعملاء والمرضى للاعتقاد بأن شركتها الناشئة على وشك إحداث ثورة في الطب.
لكن تقنية Theranos، التي وعدت بإجراء مئات الفحوص الطبية باستخدام قطرة دم واحدة، لم ترق أبدًا إلى مستوى التوقعات، وربما لم تنجح على الإطلاق.
بمجرد تشكيل هيئة المحلفين، ستبدأ المحاكمة في سان خوسيه، كاليفورنيا، ومن المقرر بدء المرافعات في أوائل الأسبوع المقبل. وستدور المحاكمة حول صعود وسقوط «ثيرانوس»، الشركة الناشئة التي أطلقتها هولمز بعد تركها جامعة ستانفورد في العام 2003.
في مرحلة ما، بدا الأمر وكأن هولمز قد تدرك طموحاتها النبيلة في أن تصبح ستيف جوبز التالي، المؤسس المشارك لشركة أبل التي كانت هولمز تعتبره النموذج الذي يحتذى به. ومنذ وقت ليس ببعيد، أشادت مجلات الأعمال بأوجه التشابه، حيث ظهرت هولمز في قصص غلاف حول رؤيتها وثروتها المقدرة بـ 4.5 مليار دولار على أساس حصتها في «ثيرانوس».
لكن «ثيرانوس» - وهو اسم مشتق من كلمتي «العلاج» و«التشخيص» - سرعان ما فقدت الزخم بعد الكشف عن أن آلة اختبار الدم التي يُفترض أنها اختراع، والتي تسمى «إديسون»، لم تعمل كما وصفتها هولمز وأنتجت نتائج غير دقيقة بشكل خطير في الاختبارات على المرضى الفعليين.
وتواجه هولمز الآن مصير بيرني مادوف، الممول الذي كان يحظى بالاحترام في نيويورك، والذي أصبح اسمه مرادفاً لأكبر عمليات الاحتيال بعد أن أقر بالذنب لكسب مليارات الدولارات من خلال مخطط بونزي غير قانوني انتهى مع الأزمة المالية العالمية في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. 
في حالة إدانتها، يمكن أن يُحكم على هولمز، البالغة من العمر 37 عاماً، بالسجن لمدة تصل إلى 20 عاماً.
ودافعت هولمز، التي حضرت إلى المحكمة، الثلاثاء، عن براءتها منذ أن اتهمتها الحكومة الأمريكية في عام 2018. وتأخرت محاكمتها بسبب الوباء ثم الحمل وولادة طفلها. ويعتقد بعض المراقبين القانونيين أن هذا قد يجلب لها تعاطفاً من هيئة المحلفين.
ومن المتوقع أن يستغرق اختيار هيئة المحلفين عدة أيام. وحظيت ملحمة هولمز باهتمام كبير بفضل كتاب لمراسل استقصائي في وول ستريت جورنال أدت قصصه الصحفية إلى انهيار شركتها وفيلم وثائقي على شبكة HBO بعنوان «المخترعة». كما أنها على وشك أن تصبح موضوع مسلسل تلفزيوني يسمى «The Dropout» بطولة أماندا سيفريد في دور هولمز.
تم استدعاء أكثر من 200 شخص إلى مجموعة المحلفين في محاولة للحصول على مقعد هيئة محايدة.
على مدار الأشهر الثلاثة المقبلة، من المتوقع أن تشهد المحاكمة لحظات درامية، حيث تضم مجموعة من المستثمرين والمليارديرات وشخصيات مؤثرة في مجلس إدارة الشركة.
ويشمل المستثمرون الذين ساهموا بمبلغ 900 مليون دولار جمعته «ثيرانوس»، قطب الإعلام روبرت مردوخ، وعائلة والتون من وول مارت، وعائلة وزير التعليم الأمريكي السابق بيكي ديفوس، ورجل الأعمال المكسيكي كارلوس سليم. 
وضم مجلس إدارة ثيرانوس وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر ووزير الدفاع الأمريكي السابق الجنرال جيمس ماتيس ووزير الخارجية الأمريكي السابق ووزير الخزانة الأمريكي السابق جورج شولتز (المتوفى الآن) والرئيس التنفيذي السابق لبنك ويلز فارجو ريتشارد كوفاسيفيتش.
وقد تطلب هولمز أيضاً الجلوس في منصة الشاهد، للدفاع عن نفسها، بناءً على وثائق مقدمة قبل المحاكمة. وإذا فعلت ذلك، فقد أشار محاموها في ملفات تم الكشف عنها مؤخراً إلى أنها ستشهد بأن بعض أقوالها وأفعالها أثناء تشغيل Theranos كانت نتيجة «إساءة معاملة الشريك الحميم» التي ارتكبها رئيس عمليات الشركة و«عشيقها السري»، رجل الأعمال الأمريكي من أصل باكستاني، راميش صني البلواني الذي يواجه عدة تهم بالاحتيال في محاكمة منفصلة. ونفى محامو بلواني مزاعم هولمز. 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"