عادي
على هامش فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في الشارقة

رائد برقاوي: الإعلام بحاجة إلى الحماية من «سارقي المحتوى»

20:27 مساء
قراءة 3 دقائق
Video Url
رائد برقاوي، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة «الخليج»
  • مسؤوليتنا كبيرة تجاه الأجيال الناشئة
  • الإعلام المهني يحمي الوطن فكرياً واجتماعياً
  • المعيب أن نستقي الحقيقة ممن يجلس في المقهى
  • المستفيد الأكبر من المضمون الذي ننتجه «جوجل» و«فيسبوك»
  • نطالب مكتب تنظيم الإعلام بآلية تحمي حقوق الإعلام
  • نحن ندفع التكلفة وهم يجنون العائدات الأضخم

الشارقة: «الخليج»
دعا رائد برقاوي، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة «الخليج»، الجهات الحكومية المختصة إلى حماية الإعلام المهني من مقتبسيه الذين ينقلون المحتوى الإعلامي من دون أي جهد يذكر، وخصوصاً من منصات «جوجل» و«فيسبوك» التي تنقل المحتوى، وهي المستفيد الأكبر من العائدات.
وأضاف: «علينا إيجاد السبل الكافية لحماية وسائل الإعلام المحلية؛ لأنها هي التي تحمل المصداقية وتحمي حدود الوطن فكرياً واجتماعياً»، مستشهداً بقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بأن «الإعلامي كالجندي الذي يذود عن حياض الوطن اجتماعياً وإنسانياً وثقافياً».
وقال برقاوي، خلال حوار مع وكالة أنباء الإمارات، على هامش فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2021، إن المضمون الإعلامي هو الحقيقة التي ترسم المستقبل الإعلامي، وإن لم تصل للطرف الآخر بمصداقية عالية فسنكون كدول ومجتمعات أمام مشكلة كبيرة.
وأوضح أن التلاعب في المضمون خطر، وهو ما رأيناه مؤخراً حول العالم لدى بعض غير المهنيين في التعاطي مع ملف أزمة «كوفيد-19» من خلال تشويه الحقيقة، الأمر الذي فاقم أزمات صحية كثيرة لأولئك الذين اعتمدوا على وسائل إعلام غير مهنية لاستقاء المعلومات، ولا تزال هذه الأزمات قائمة مع الأسف.
فقاعات إعلامية
وخاطب رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الخليج القراء بالقول: «إن الإعلام المهني في النهاية هو حقيقة، وإن لم تمتلكها اليوم فستكتشفها غداً أو بعد غد، لكن حاول ألّا يفوتك الوقت دون ذلك. فأنت كقارئ عليك أن تختار المنصة التي ترغب في متابعتها، ومدى موثوقيتها ومضمونها الجيد، وهل تقدم الحقائق أم أنها مجرد منصة لخبر ينتشر لساعات ثم يغيب مثل الفقاعات الإعلامية الحاصلة؟».
مضيفاً: «نحن أمام مسؤولية كبيرة، إذ نخاطب أجيالاً ناشئة جديدة، وعلينا توجيههم بعقل وحكمة.. نحن لا ندعو إلى فرض حجر معلوماتي أو كبت لحريات الآخرين، ولكن علينا، بصفتنا مؤسسات إعلامية موثوقة، أن نتحلى بالقدر الكافي من الوعي، ونقدم للمتلقي المعلومة المفيدة التي يبني عليها ومن خلالها قراره».
وسائل إعلام مهنية
وتابع قائلاً: «بعض الأشخاص يصفون وسائل الإعلام التي نمثلها بالتقليدية، أنا أسميها «وسائل إعلام مهنية»، فنحن نمتلك كادراً مثقفاً ومدرباً، ولديه مرجعيات في المؤسسات نفسها، والأهم أنه قادر على أن يقدم الحقيقة».
وعن مكافحة الجريمة الإلكترونية، أشاد برقاوي باتخاذ دولة الإمارات للعديد من الإجراءات الهادفة، والتي صبت في صالح المجتمع من بوابة الإعلام، وأنه رغم محاولة البعض الالتفاف على هذه الإجراءات إلا أن المجتمع نفسه رفض ذلك. منوهاً بقانون الجرائم الإلكترونية المطبق في الإمارات، والذي يحدّ من تجاوزات منصات تسمي نفسها «إعلامية»، وهدفها الأساسي زيادة المشاهدات والنقرات على الشاشة؛ للوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع، والاستفادة المادية على حساب المهنية.
سرقة إعلامية
وتحدث رئيس التحرير التنفيذي لـ«الخليج» عن عدم امتلاك الكثير من المنصات اليوم للأدوات المهنية المطلوبة، بل لديها أدوات نقل فقط مهمتها نقل المحتوى الموجود عند وسائل الإعلام المهنية، من تلفزيونات ووكالات أنباء وصحف، ونشره على صفحاتها لزيادة عدد المشاهدات دون أي جهد يذكر. واصفاً ذلك بـ «السرقة الإعلامية».
وطالب برقاوي الجهات الحكومية بالتدخل لوقف هذه الممارسات، مؤكداً أن هناك حقوق ملكية دفعت مؤسسات إعلامية مهنية مبالغ مادية كبيرة لقاءها، واستثمرت في جهود تقنية وبشرية واسعة وخبرات صحفية لتقديم حزمة من المعلومات إلى المجتمع من أجل الوصول به إلى مكان أفضل. فمن المعيب - بحسب برقاوي - أن نستقي الحقيقة من شخص كل ما يفعله هو أنه جالس داخل مقهى يحتسي القهوة.
وقال: «في النهاية سيكون هناك فرز موضوعي لمصادر المعلومات رغم التضحيات التي تقدمها وسائل الإعلام ومعاناتها الكبيرة من قضية أساسية وهي سرقة جهودها من قبل بعض المنصات.. للأسف، اليوم، المستفيد الأكبر من المضمون الذي ننتجه كوسائل إعلام مهنية هو الأدوات والمنصات وأقصد هنا «جوجل»، و«فيسبوك» وغيرها، فهي تأخذ المضمون الخاص بالمؤسسات الإعلامية حول العالم، وتنشره من دون مقابل يذكر». لذلك نطالب الجهات المعنية، وتحديداً مكتب تنظيم الإعلام في دولة الإمارات، بالبحث عن آلية جديدة تحمي حقوق الملكية الإعلامية في الدولة.
معارك قانونية
وأشار برقاوي إلى المعارك القانونية الضخمة القائمة، والتي جرت مثلاً في أستراليا وفرنسا ودول أخرى ضد «جوجل» و«فيسبوك» والكثير من المنصات التي تأخذ المضمون وتنشره، وهي التي تستفيد مالياً في النهاية، مؤكداً: «نحن ندفع التكلفة، وهم يجنون العائدات الأضخم، وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة لقطاع الإعلام المهني».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"