عادي
22 عملاً لخولة السويدي تجاور مشاركات 41 فناناً

«الوحدة في التنوع».. انتصار الحياة والفن

01:23 صباحا
قراءة 4 دقائق
معرض فني في دبي اوبرا لمركز خولة للفن والثقافة / محمد شعلان
معرض فني في دبي اوبرا لمركز خولة للفن والثقافة / محمد شعلان

دبي: زكية كردي

«بين المآذن والأجراس تصدح روح تسامح مرتلة عهد محبة وصلاح»، على أحد الجدران تألقت هذه العبارة لتعكس بريقها على كل ما أحاط بها من فكر وأعمال فنية وحكايات متشعبة وقفت خلف كل عمل فني في معرض «الوحدة في التنوع» الذي افتتح مساء أمس الأول في دبي أوبرا، مزيحاً الستار عن سيمفونية فريدة من نوعها شكلتها أعمال نحو 41 فناناً، إلى جانب 22 عملاً لحرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، رئيسة مؤسسة خولة للفن والثقافة، بوصفه المعرض الأول الذي تقيمه المؤسسة، ويستمر إلى 12 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
نهاية عام 2019 افتتحت المؤسسة بوصفها جهة تعنى برعاية مختلف أنواع الفنون والآداب، وخاصة الخط العربي، حسب ريان حقي، مديرة البرامج. وتقول: «كانت الظروف الصعبة التي فرضتها الجائحة ورافقت افتتاح المؤسسة دافعاً لنا لنتبنى مسؤولية بث روح الأمل لدى الفنانين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم، فعملت على إنتاج أفلام وثائقية وتصوير دورات تعليمية للخط العربي، وكونت مجتمعاً فنياً تحت مظلتها لنحو 52 فناناً من 18 بلداً، وجاء هذا المعرض تتويجاً لهذه العلاقة الجميلة بين الفنانين والمؤسسة لإعادة إحياء الأمل وتأكيد استمرارية الحياة والفن».

كان المعرض أشبه ببيت وملتقى لكل هؤلاء الفنانين الذين جمعتهم المؤسسة خلال الفترة الماضية عبر عالمها الافتراضي، وضم هذا البيت أسماء بارزة في عالم الفن التشكيلي تشارك في المعرض، إلى جانب سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، ومجموعة من الفنانين من بينهم الإيراني علي جان بور، بلوحة «الصعود» المميزة بألوانها الضبابية وأسلوبها الرومانسي الحالم، والعراقي عامر العبيدي الذي يشارك بعمل مميز مكوّن من لوحتين بعنوان «حديقة الفرسان»، وبهمن بناهي، وهو مايسترو وخطاط، والخطاط محمد أوزجاي، والبرازيلي فابيان بيريز الذي يقدم عملاً بعنوان «تانجو في باريس»، وغيرهم من الفنانين الذين جمعهم المستوى العالي من البراعة والإتقان.

ويضم المعرض عدداً من المشاركات الإماراتية المهمة تجمع بين الحروفيات والأعمال التشكيلية، منها لوحة لفاطمة لوتاه من مجموعتها «الأرض»، ومنحوتة لجمال السويدي بعنوان «حب»، ولوحة لكلثم بالصالح بعنوان «روح الصحراء، ولوحة بعنوان «المجد للمرأة» لخلود الجابري، ولوحة للشيخ زايد للفنانة نورا الهاشمي، وأعمال متنوعة للخطاطين فاطمة سعيد البجالي، وجاسم ميراج، ومحمد مندي.

ويجمع المعرض الأول للمؤسسة أكثر من 40 فناناً مشاركاً قدموا أكثر من 50 عملاً فنياً، إلى جانب 22 عملاً لسمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، كما أوضحت روان مقابلة، منسقة مشاريع في المؤسسة. وتقول: «الخروج على قواعد الخطوط المعروفة يعتبر سمة أساسية في أعمال سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، خاصة أنها قدمت نفسها كفنانة استطاعت الدمج بين الخطين الديواني والفارسي، وعادة ما تميل إلى العمل بالألوان الفاتحة التي تعكس جرأة ومهارة الخطاط، كما أنها عرفت بطريقتها الخاصة بإبقاء القصبة على الورق دون رفعها حتى اكتمال العبارة، وهذه مهارة عالية يميزها الخطاطون المحترفون، كما تمتاز برفعة الألف المميزة بتقنيتها الخاصة في خط النهايات العفوية».

وأشارت إلى أن الأعمال المعروضة تعود إلى فترات زمنية متباعدة، بعضها يرجع إلى عام 2010، كما تزامن المعرض مع صدور كتاب «بين الشعر والخط» الذي يضم مجموعة من أعمال سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي وأشعارها المختارة.

لكل لوحة حكاية وروح؛ إذ تعود لوحة «التسامح» التي جمعت المسجد والكنيسة إلى ذكريات جمعت سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي بالوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما سئل بخصوص إزالة الكنيسة التي وجدت في صير بني ياس، فرفض بشدة معلناً استحالة قبوله إزالة مكان كانت الناس تقصده للعبادة.

أما لوحة «الأمان» فهي مقتبسة من شعور سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي بسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان؛ كونه مسؤولاً عن الأمن والأمان، وتبرز لوحة «اقرأ» الجرأة الخاصة التي تتمتع بها برفعة الألف وعنفوانها، كما وصفها معظم المختصين. أما لوحة «الروح» فأول ما يستوقف المتأمل فيها هو بهاء وجمال الطاووس الذي اعتلى الكلمة بوصفه رمزاً للعزة والشموخ، أما السحر المخبأ في اللوحة فينكشف مع تأمل فكرة كتابة كلمة روح مخبأة بتشكيل فني خاص بمختلف لغات العالم القديمة، لتظلل العبارة «الروح في صلاتها ملاذاً للآمنين».

من جهته أكد محمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، متابعته لنشاط مؤسسة خولة للفن والثقافة، لافتاً إلى أهمية هذا التوجه الذي تتبناه في دعم الفنون، وخاصة الخط العربي والفنون الإسلامية. وقال: «الفنون في جميع أنحاء العالم لا يمكن أن تزدهر دون رعاية؛ إذ تحتاج إلى جهات تعنى بإقامة الورش والمعارض وتدعم الفنانين، وما تقدمه هذه المؤسسة يدل على أن الإمارات تحتضن ظواهر ثقافية تستحق الإشادة والتقدير».وأشاد المر أخيراً بالتنوع الفني الذي يحتضنه المعرض، لافتاً إلى المستوى الفني والتقني العالي في الأعمال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"