عادي

مسربة وثائق: فيسبوك تختار الربح المادي على السلامة

17:16 مساء
قراءة 3 دقائق
فيسبوك

كشفت المُبلّغة التي تقف وراء تسريب وثائق داخلية لشركة فيسبوك أثارت قلق الجمهور ومسؤولين أمريكيين في آن، هويتها يوم الأحد خلال برنامج تلفزيوني واتهمت الشركة باختيار «الربح المادي على السلامة».
واتهمت فرانسيس هوغن مهندسة البيانات السابقة في فيسبوك، المجموعة باختيار الربح المادي على سلامة مستخدميها، خلال برنامج 60 دقيقة، «60 مينيتس» عبر محطة «سي بي إس».
ويفترض أن تمثل هذه الثلاثينية أمام لجنة التجارة في مجلس الشيوخ الأمريكي الثلاثاء. وقد أشاد السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال، عضو اللجنة، الأحد بشجاعة هذه الشابة.
قبل مغادرتها الشركة في مايو/أيار، أخذت فرانسيس هوغن معها مستندات داخلية للشركة وأرسلتها إلى صحيفة وول ستريت جورنال.
وفي مقال نُشر منتصف سبتمبر/أيلول، كشفت الصحيفة اليومية استناداً إلى هذه المعلومات، أن الشركة كانت تجري بحوثاً حول شبكة إنستغرام التابعة لها منذ ثلاث سنوات لتحديد تأثيراتها على المراهقين.
وأظهرت البحوث خصوصاً أن 32% من الفتيات المراهقات شعرن بأن استخدام انستغرام منحهن صورة أكثر سلبية عن جسدهن فيما لم يكنّ راضيات أصلًا عنه.
وفي وقت سابق الأحد، أجرى نائب رئيس المجموعة نِك كليغ مقابلة مع محطة «سي إن إن» وحاول الحد من الضرر المحتمل الذي قد تسببه المقابلة مع هوغن.

تضارب مصالح

وقال كليغ الذي كان نائب رئيس الوزراء البريطاني بين 2010 و2015 الأحد «بحوثنا أو بحوث أي طرف آخر لا تدعم حقيقة أن إنستغرام (شبكة) سيّئة أو مضرة لجميع المراهقين».
وأضاف «لا أجد أنه من المفاجئ أنه إذا لم تكن تشعر بالرضا عن نفسك، سيجعلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تشعر بسوء أكبر».
وتحت الضغط، أعلنت الشركة التي تتخذ في كاليفورنيا مقراً أنها علقت تطوير نسخة من إنستغرام للأطفال دون الثالثة عشرة لكنها لم تتخلّ عن ذلك.
انضمت فرانسيس هوغن إلى فيسبوك في العام 2019 وتم تعيينها، بناء على طلبها، في قسم النزاهة المدنية المعني بالأخطار التي قد يشكلها بعض المستخدمين أو محتوى معين، على حسن سير الانتخابات.

الانتخابات الأمريكية

وقبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أدخلت فيسبوك تعديلات على خوارزمياتها للحد من انتشار المعلومات المضللة.
لكن وفقاً لهوغن «بمجرد انتهاء الانتخابات» أعادت المجموعة الخوارزميات كما كانت عليه «بهدف إعطاء الأولوية للنمو على السلامة»، كما قالت الشابة في مقابلتها التلفزيونية.
وأضافت «كان هناك تضارب في المصالح بين ما هو مفيد للجمهور وما هو مفيد لفيسبوك»، مشيرة إلى أنه «مرة تلو الأخرى، وضعت المجموعة مصالحها أولاً، أي كسب المزيد من المال».
وقالت المهندسة التي عملت في هنج ويلب وبنترست «لقد عملت في الكثير من الشبكات الاجتماعية، وكان الوضع في فيسبوك أسوأ بشكل ملحوظ من أي شيء رأيته من قبل». بالنسبة إلى هوغن، بعد إعادة الخوارزميات القديمة، استخدم الكثير من مشتركي فيسبوك المنصة للحشد لأحداث 6 يناير/كانون الثاني التي أدت إلى اقتحام مبنى الكابيتول.
ورد كليغ أن مسؤولية «التمرد» الذي حدث في مقر الكونغرس «تقع على الأشخاص الذين تسببوا في العنف وعلى من شجعوا عليه بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب». وأشار إلى أنه «من السهل جداً البحث عن تفسير تكنولوجي للاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة».
لكنه أقر بأن فيسبوك يجب أن يحاول «فهم كيف يساهم في المحتويات السلبية والمتطرفة وخطابات الكراهية والمعلومات المضللة».
من جانبها، قالت هوغن «لا أحد في فيسبوك شرير. لكن المصالح ليست متوافقة».
وهي تعتبر أن مارك زاكربرغ، المؤسس المشارك لفيسبوك ورئيسها التنفيذي، لم يكن يسعى لجعل الموقع منصة كراهية، لكنه سمح باتخاذ خيارات للترويج لنشر محتوى يحض على الكراهية. (أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"