عادي

«كارثة هائلة» تنتظر العالم إذا دمر حوض الأمازون

21:31 مساء
قراءة 3 دقائق

أ.ف.ب

يشن ملايين السكان الأصليين في حوض الأمازون سباقاً مع الزمن، لإنقاذ هذه الغابة الاستوائية المترامية الأطراف لمنع حدوث «كارثة هائلة» عالمية الأبعاد على ما يقول زعيم هذه الشعوب، الفنزويلي غريغوريو ميرابال.

وفي قرية أونيون بايس (وسط) في الغابة الإكوادورية البعيدة خمس ساعات بالسيارة من العاصمة كيتو، دعا رئيس الهيئة التنسيقية لمنظمات السكان الأصليين في حوض الأمازون، البلدان المتطورة المشاركة في مؤتمر الأطراف «كوب26» حول المناخ الذي سيُقام في غلاسكو في إسكتلندا، للعمل مع الشعوب الأصلية لإنقاذ منطقة الأمازون الممتدة على 8,4 ملايين كيلومتر مربع.

ويحذّر ميرابال (54 عاماً) الذي يُمثّل السكان الأصليين في الأمازون البالغ عددهم 3,5 مليون نسمة والموزعين على تسع دول هي البرازيل وبوليفيا والبيرو والإكوادور وكولومبيا وغيانا وفنزويلا وسورينام وغويانا الفرنسية، من التهديدات التي يواجهها أفراد نحو 500 قبيلة كبيرة يعتبرون حراس الغابة، فيتعرضون لهجمات وللقتل لهذا السبب.

ويُذكّر ميرابال وهو جالس قرب نهر وسط زقزقة العصافير، أن 17% من الغابة دُمّر، بسبب استخراج النفط والمعادن والتلوث وقطع الأشجار بغية الزراعة وتربية الحيوانات.

ولدى سؤاله كيف ترى مستقبل غابة الأمازون؟

قال: إن هناك سيناريوهان. (أحدهما) هو وقوع كارثة هائلة لا عودة عنها. سيفقد الناس الأكسجين وسترتفع حرارة الأرض درجتين أو حتّى ثلاث درجات في غضون خمسين سنة. لن تعود هذه الحياة ممكنة إذا اختفت الأمازون.

والسيناريو الآخر هو أن أولادنا سيستطيعون أن يسبحوا في هذا النهر، وأن يتعلموا ليعرفوا ما يوجد هنا وأن ينظروا إلى الأشجار والتنوع البيولوجي وعصفور المكاو هذا وهو يطير. هذا هو السيناريو الذي نطرحه للعالم إذا ساعدنا على حماية 80% من الأمازون.

هل الأضرار قابلة للتصحيح؟

أُزيلت نحو 17% من أشجار الأمازون (نسبة لمساحة الغابة الكاملة). إذا وصلت هذه النسبة إلى ال20%، ستكون العودة إلى الوراء صعبة جداً. فالتصحّر والنقص في المياه والحرائق ستجتاح الأمازون. نحن عند نقطة تحوّل.

غابات الأمازون تتعرض للاغتيال لقد استولوا على نفطها ومواردها الطبيعية ولا يريدون إبقاءها على قيد الحياة. يُريدون تدميرها. الغابة تصرخ ونحن نقول: كفى!

ما أهمية حمايتها؟

هي إحدى أكبر احتياطات المياه العذبة في الكوكب ولديها أكبر تنوع حيوي في العالم، ما يضمن مناخاً متوازناً. كل شجرة تنتج هواءً نقياً وتجمع النفايات التي تصل من بلدان أخرى والتلوث، ونحن لا نتلقى شيئاً في مقابل ذلك. إذا امتنع (قادة العالم) عن الإنفاق على الصواريخ للإنفاق على الأمازون، سيكون الوضع جيدًا بالنسبة لنا.

غير أن هذا التمويل يجب أن يكون عالمياً وموزّعاً بإنصاف على البلدان التسعة، إلّا أن هذا النوع من التمويل غير متوافر حالياً. لا نعرف كم من المال استُثمر في الأمازون وما إذا كان سيصل وإلى أين. إنّ اللقاح «المضاد لكوفيد-19» لم يصل بعد للمجتمعات الصغيرة بعد عامين على بدء الجائحة. لو كنّا نتّكل على الحكومات لكُنّا متنا.

ما هي أكبر المخاطر التي تتعرّضون إليها؟

إنّ الخطر الأسوأ هو نقص الإرادة السياسية لحكوماتنا الذي يأتي بموازاة الفساد وعدم احترام حقوقنا. يجب على البلدان المتقدّمة أن تعتبر الأمازون أرضاً تتيح لهم العيش هم أيضاً. نُريد حماية الأمازون لحماية البشريّة.

من هم أكبر أعداء الأمازون؟

تموّل البنوك الكبرى العالمية تدمير الأمازون من خلال تأمينها الموارد، لاستخراج النفط وأشكال أخرى من النشاطات التي تفترس الغابة. هذا يعتمد أيضاً على وعينا للتوقف عن استهلاك هذا الكمّ من البلاستيك ومن الطاقة. نحن لا ندرك أن الكائن البشري أصبح العدو اللدود للطبيعة وللحياة بحدّ ذاتها.

تشكّل البرازيل حوالي 60% من مجمل الحوض الأمازوني. وازدادت إزالة الغابات والمناجم غير الشرعية وجرائم القتل.

أين يتمركز الخطر الأكبر على دُعاة حماية البيئة؟

إن البرازيل وكولومبيا هما من الأماكن الأكثر خطورة في العالم للمدافعين عن البيئة. إنّ احتمال أن تسجن أو تُقتل هناك يصل إلى 80%. وتليهما البيرو. ذلك لأنّ الناشطين يقفون بوجه الشركات النفطية والمناجم. وصل عدد جرائم القتل إلى 202 في الأمازون عام 2020. تخطّى بذلك رقم عام 2019 الذي وصل إلى 135.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"