عادي
تصميمه مخروطي مستدام

جناح إسبانيا.. غابة ذكية تحفل بالتنوع البيولوجي

01:21 صباحا
قراءة 4 دقائق
الجناح الاسباني باكسبو٢٠٢٠ / محمد شعلان
الجناح الاسباني باكسبو٢٠٢٠ / محمد شعلان

إكسبو 2020 دبي: يمامة بدوان

«الذكاء من أجل الحياة» شعار يتخذه جناح إسبانيا في «إكسبو 2020 دبي»، الذي يقام في منطقة الاستدامة على مساحة 6 آلاف متر مربع، وصُمّم من مواد مستدامة قابلة لإعادة الاستخدام مثل الخشب والحديد والنسيج، بشكل مخروطي، ما يتيح زيادة تدفق الهواء بما يضمن اعتدال الجو في أنحاء الجناح.

تصميم مميز اصطف على بابه العشرات من الزائرين، انتظاراً لاكتشاف ما يخفيه البناء المخروطي، حيث زينت جدران بوابته بحقائق تاريخية عن الأندلس، تعزيزاً للروابط المشتركة بين إسبانيا والعالم العربي، وتأكيد روح الحضارة الإسلامية الضاربة بجذورها في تاريخ الدولة الأندلسية التي مهدت للتقدم والنمو في كل المستويات.

ويستعرض الجناح مفهوم الاستدامة بطريقة شمولية مع تطلعات مستقبلية تستند إلى تطوير أفكار من شأنها تحقيق التوازن بين احتياجات الإنسان المتزايدة والأنظمة التي تولد الحياة على الأرض وتحافظ عليها.

كانت البداية ل«الخليج» عند هرم من الكلمات باللغة الإسبانية التي لها أصل عربي، ويصل عددها إلى نحو 4 آلاف كلمة، تليها مدرسة للشطرنج، إذ يستعرض الجناح الإسباني القدرة الهائلة للشطرنج على تطوير الذكاء، وخلق الروابط الاجتماعية، عن طريق إطلاق البطولة العالمية لمدرسة الشطرنج «عبر الإنترنت»، بمشاركة نحو 2600 طالب من 54 دولة في بطولة لفئات عمرية تحت سن 14.

جودة الحياة

ويستعرض جناح إسبانيا أيضاً الكثير من المواضيع في ارتباطها بجودة الحياة، منها ابتكارات في المجال الصحي، مثل التطبيقات، ومنها «إيكلو»، وهي شركة تقنية المعلومات في القطاع الصحي، تقدم أحدث ثورة في التحليلات، وطورت جهازاً يقيس نسبة الكلوكوز في الدم عن طريق الأشعة تحت الحمراء، وبمساعدة الهاتف المحمول. كذلك «جينومكور» وهي شركة رائدة في الحلول الرقمية لتطبيق الطب الدقيق في العالم الحقيقي، وتقدم نظاماً لإدارة المعلومات الطبية الحيوية لمراكز البحوث. و«تراكستيرز» وهي شركة تقدم خدمات النقل للمسافات البعيدة، بنظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي، فهي تحقق أوقات عبور مماثلة للنقل الجوي، ما يحسن طرق العبور من حيث الكفاءة والسلامة، وطورت تقنية جديدة للمياه العميقة، حيث نجحت في تحويل الرياح تحت الماء إلى طاقة نظيفة قابلة للتطبيق. بينما تقدم شركة «سامبر» بدائل مبتكرة لتبريد مركز البيانات، وهي مصممة لمواجهة التحديات، مثل إعادة استخدام الحرارة والاستهلاك الصافي للمياه.

كما يولي الجناح أهمية كبيرة للغذاء في حياة الإنسان، حيث تعتبر إسبانيا من بين البلدان ذات أعلى متوسط عمر متوقع في العالم، كما أنها من البلدان الرائدة في عمليات الزراعة والتبرع بالأعضاء، والاهتمام بالغذاء المستدام، والحدّ من النفايات من أجل الاستدامة، فكل ركن من أركانه ينطق بالإبداع والقدرة على الابتكار، والالتزام بالحفاظ على جودة الحياة على كوكب الأرض.

«قمر أغسطس»

وفي عرض مرئي ومسموع، يمكن للزائرين مشاهدة «قمر أغسطس»، للفنان التشكيلي دانيال كانوجار، وفنان الصوتيات فرانسيسكو لوبيز الذي يعدّ عملاً فنياً ضوئياً، ترافقه أصوات مفعّلة جماعياً من الزائرين، لتخيل أشكال الإبداع الجديد، باستخدام التكنولوجيا والعلوم والفن.

موارد طبيعية

ولعل ما يميز جناح إسبانيا وجود غابة ذكية، تضمّ أشجاراً صنعت من مادة خاصة تمتصّ ثاني أوكسيد الكربون، أرضيتها تجسد أهمية الطحالب الدقيقة على هيئة مؤثرات بصرية، لما لهذه الطحالب من دور في تغيير المناخ، لكونها تنتج الأوكسجين وتمتصّ ثاني أوكسيد الكربون، وتعدّ مصدراً للطاقة وذات عناصر غذائية قيّمة، كما تمثل هذه الغابة مساحة تحتوي ابتكارات إسبانية وتعبر عن التزام البلاد بأجندة 2030 للتطور المستدام ومشاركتها في حماية الموارد الطبيعية واستخدامها بشكل مستدام.

وتعدّ إسبانيا واحدة من أكثر الدول التي تتمتع بالتنوع البيولوجي في أوروبا، إذ إنها أدرجت ضمن أهم 25 منطقة، من حيث التنوع البيولوجي في العالم. وتتمتع المياه الساحلية الإسبانية بمستوى عالٍ من التنوع البيولوجي. كما تتميز شبه الجزيرة الإيبيرية في الجنوب، بتنوعها البيولوجي وغناها بالكائنات المستوطنة.

كما تعرض إسبانيا الكثير من الأفكار، مستثمرة معرفتها بمجال تقنيات التكنلوجيا الدقيقة كالمطبقة

على المحيطات والبيئات، مثل المدن والقرى والمباني والحدائق، تسمح بتحسين الإنشاءات وترشيد الموارد بعقلانية، وجعلها أكثر استدامة، في ظل تمتعها بتنوع طبيعي كبير، بحيث تعد المحيطات والبحار من أكبر محميات التنوع البيولوجي فيها، لذلك تسعى جاهدة لحماية 30% بحلول عام 2030، خاصة أن 12% من سطح إسبانيا محمي بالقانون.

خبرات ونماذج

ويستعرض ما يمتلكه الإسبان من خبرات أثرت في محيطهم وفي العالم، وجعل الحياة أكثر جودة واستدامة، حيث يعرض الجناح نماذج من الابتكارات الإسبانية، محورها الاستدامة، مثل القطار عالي السرعة، والطاقة البديلة، ومحطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ومحطات تحلية المياه ومعالجة المياه، والزراعة في المناخات القاحلة.

ومن هذه التقنيات «الهايبرلوب» وهو نموذج عربة الهايبرلوب بطول 6 أمتار، يمنح الزوار لمحة عن التقنية التي ستعزز تنقلاتهم في المستقبل، كذلك مشاريع الطاقة البديلة في جزيرة الهيرو، التي نتج عنها اكتفاء ذاتي من الطاقة.

كذلك شجرة ذكية أطلق عليها لقب «التوازن»، حيث تصدر عنها مؤثرات صوتية وضوئية ذكية، تقدم مسابقة فريدة من نوعها، ترتكز على محاور عدة، منها اختيار اللغة وفقاً لجنسية الزائر، واسمه ثم الانتقال إلى مسابقة تضمّ أسئلة عدة عن السلوكات البيئية التي يمارسها الزائر في حياته اليومية، وفي حال كانت إجابته صحيحة يظهر اسمه على الشجرة فوراً، حيث تدور محاور الأسئلة حول إمكانية قيام الزائر بفصل الأجهزة الإلكترونية عندما تكون في حالة انتظار، ومحاولة شرائه منتجات موسمية واستخدامه أساليب بديلة للورق في العمل واستخدام واقيات الشمس، واستهلاك بقايا الوجبة الغذائية والوقت المستغرق في استحمامه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"