عادي
رحلة عبر سبع محطات في الجناح

«أبجدية أوجاريت».. حكايات سورية في دبي

01:47 صباحا
قراءة 4 دقائق
الأعمال الفنية في إكسبو 2020 - الجناح السوري - محمد شعلان
الأعمال الفنية في إكسبو 2020 - الجناح السوري - محمد شعلان
الأعمال الفنية في إكسبو 2020 - الجناح السوري - محمد شعلان
الأعمال الفنية في إكسبو 2020 - الجناح السوري - محمد شعلان
الأعمال الفنية في إكسبو 2020 - الجناح السوري - محمد شعلان
الأعمال الفنية في إكسبو 2020 - الجناح السوري - محمد شعلان

إكسبو 2020 دبي: زكية كردي
عبر خط الزمن نتتبع إيقاع الحكاية متأملين تحولات «الرقيم» بين محطة وأخرى، فهو رمز الأبجدية الأولى «أبجدية أوجاريت»، وأصل تواصل العقول، وهو «الثيمة» الفريدة التي حملت حكايات الإنسان السوري في رحلة عبر7 محطات في الجناح السوري في «إكسبو 2020»، رافقنا فيها المهندس المعماري خالد الشمعة، مصمم ومدير الجناح السوري.

تبدأ الرحلة إلى المحطات السبع في الجناح السوري من الخط الزمني، الذي يعتبر المحطة الأولى، ويستعرض أهم الأحداث التي مرت بسوريا عبر التاريخ على امتداد مليون و300 ألف سنة من الزمن، وصولاً إلى يومنا هذا الذي يحمل رسالة «معاً المستقبل لنا».

وتعرض المحطة الثانية في الجناح الأبجدية الأولى في العالم «أبجدية أوجاريت»، التي ظهرت قبل 1400سنة قبل الميلاد، وهي أصل تواصل العقول التي تفرعت عنها اللغات، ويعرض هذا القسم كلمات تتقاطع فيها لغات العالم للدلالة على هذا التواصل بين الحضارات، ويوضح «الشمعة» أنه استخدم رمز الرقيم في تصميم الجناح بطرق مختلفة تتناسب وطبيعة كل قسم معبّراً عن السوري من خلال هذا «الرقيم» الذي ينقل حكايته، ومؤكداً على رسالة الجناح عن الأبجدية الأولى المكونة من 30 حرفاً، كما أنه حاول من خلال هذا العمل الفني التواصل مع كل شعوب العالم من خلال التأكيد على التواصل بين اللغات والكلمات المشتركة التي يعرضها.

ننتقل بعدها إلى قسم الزراعة الذي يعرض على جدار كبير لوحات خشبية على شكل حبات القمح التي تعتبر أساس الزراعة، بالتحديد سنبلة القمح وحيدة الحبة التي خرجت من سوريا، وتتوزع على الجدار مئات السنابل حاملة أسماء البذور التي تعتبر أساس الزراعة في سوريا، كما يعرض القسم عملاً فنياً يجسد سنابل القمح الواقفة يشع منها الضوء لتحمل رسالة للجميع بأنها تقف مع من يقف إلى جانبها.

ويتسرب السحر خافتاً عبر حنايا المكان، لينقل ترنيمات تلك الأغنية التي تشعر بقوة بأنك متواصل معها بعمق، لتكتشف في تلك القاعة المغلقة أنك أمام حكاية فريدة من نوعها عن أول أغنية في تاريخ البشرية، وهي عبارة عن قصيدة من أوجاريت وجدت مكتوبة على رقم حجري مقسوم إلى نصفين، حمل الشق الأيمن منه خربشات بدائية عن النوتة الموسيقية لها، بينما خصص القسم الأيمن لكلمات الأغنية «هيمتو نيكال»، وقد حاول الكثير من علماء الموسيقى حول العالم إعادة إحياء هذه الأغنية وتأليفها، وبالفعل خرجوا بالعديد من المقطوعات الموسيقية عنها، لكنها كانت تفتقد إلى الروح الشرقية التي تعيدها إلى أصلها، وهذا ما قام به المؤلف الموسيقي إياد الريماوي، معيداً توزيعها على مقام البيات ليمنحها بعد الدعاء، فردها إلى الأغنية السورية المعروفة بالدعاء الجماعي من الابتهالات السريالية، ونلاحظ في هذا القسم أن القطع الخشبية اصطفت لتحكي قصة الأغنية، التي يعكسها الإسقاط الضوئي.

50 فناناً

بتوقيع «أنا السوري» شارك 50 فنانا سورياً في معرض فني يجسد وجهاً من سوريا، وتخلى كل منهم عن توقيعه الخاص لينصهر بروح الجماعة التي عبّر عنها كل فنان على طريقته ضمن المواصفات العامة التي أبقت على روح المعرض منسجمة، فجميع الأعمال بالأبيض والأسود بأبعاد متساوية (130X 130) لجميع الأعمال، وأتاح المعرض الفرصة للقاء أعمال فنانين بارزين في الفن التشكيلي السوري، واكتشاف أسماء جديدة على سوية فنية عالية ليلتقوا على جدار واحد، أما الفكرة المميزة في العرض فتتمثل في المرآة المواجهة للأعمال الفنية المعروضة والتي تمنح هذه الأعمال بعداً إضافياً يحمل عبارة «بعين قلبي أراك»، ويعرض هذا القسم 20 عملاً من الأعمال المشاركة، حيث يتم تبدل الأعمال كل شهرين خلال فترة «إكسبو».

رسالة إلى المستقبل

في المحطة التالية نقف أمام عمل جماعي ضخم شارك فيه 1500 شخص، وهو عبارة عن القطع الخشبية ذاتها وزعت سابقاً على السوريين في جميع أنحاء العالم ليخطوا رسائلهم عليها بطريقة فنية، وأعيد تجمعها من جديد لتشكل هذا العمل الواحد.

ويذكر الشمعة أنه تمت دعوة السوريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمشاركة في هذا العمل عبر فيلم مصور يشرح الفكرة العامة، ويوضح أن الفرصة كانت متاحة للجميع وليس محصورة بالفنانين فقط، وهذا ما يفسر مستوى الأعمال المشاركة، إلا أن الكثير منها جاء مفاجئاً بفكرته وبراعته، وتحمل الأعمال أسماء أصحابها ورسالة كل منهم بطريقته الخاصة، وتبيّن الخريطة المضاءة على الجدار المقابل نسبة المشاركات، مبينة توزع السوريين حول العالم، وإصرارهم على المشاركة رغم المسافات، فبعض القطع تم إرسالها إلى أمريكا، وأخرى إلى فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، الصين إلا أن النسبة الأكبر كانت من سوريا، والإمارات، ولا يزال المشروع مستمراً في العمل بتزويد الجدار الثالث بمقاطع فيديو مصورة، مستوحاة من الرسائل ذاتها، والمعاني التي حملتها إلى أن يصل في النهاية إلى توثيق فيلم عن هذا المشروع الذي يحمل رسالة «معاً المستقبل لنا».

وتنتهي الرحلة بمعرض للتسوق، بعرض منتجات 10 مصممين سوريين قدموا قطعاً فريدة مستوحاة من التراث والبيئة السورية بطريقة معاصرة، مثل حقائب اليد المطعمة بالأرابيسك، التصديف، الزخرفة.

أما الطابق الثاني فهو مخصص للشق التجاري، ويفرد مساحة للصناعات السورية، حيث تشارك أضخم الشركات السورية بعرض صناعاتها المختلفة من مختلف المجالات، من صناعات كهربائية، كابلات، صناعات بلاستيكية، صناعات غذائية وصناعات تحويلية، وطبية، وغيرها، مع العلم بأن الشركات العارضة سوف تتغير شهرياً لإتاحة الفرصة لوجود شركات أخرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"