عادي
في ندوة عقدها مركز الخليج تناقش

كيفية المحافظة على سلامة اللغة العربية في مواقع التواصل الاجتماعي

00:29 صباحا
قراءة 4 دقائق
ليلى سعيد: «الشارقة»

أوصى مشاركون في ندوة «اللغة العربية في مواقع التواصل الاجتماعي: كيفية المحافظة على سلامتها» التي عقدها مركز الخليج للدراسات في دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، صباح أمس السبت عبر تقنية «زوم»، بضرورة تركيز مؤسسات التنشئة كافة على الاهتمام باللغة العربية وتنميتها لدى النشء لما لها من أهمية في الحفاظ على الهوية والانتماء.

واتفق المشاركون في الندوة التي أدارها الدكتور عيسى الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، على ضرورة تفعيل استخدام وسائل التواصل في تعليم اللغة العربية، وأهمية التفريق بين الوجود الكمي العربى على مواقع التواصل، والوجود على الشبكة العنكبوتية ككل من حيث المحتوى والمضمون.

وفي بداية الندوة جرى نقاش بين المشاركين حول الحضور العربي الكمي على مواقع التواصل الاجتماعي، وواقع الأداء اللغوي العربي على مواقع التواصل الاجتماعي، والسبيل لتحسين المضمون العربي على تلك المواقع..

ورأى د. إدريس ولد عتية أستاذ اللغة العربية بالجامعة القاسمية، أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت إعلاماً بديلاً فرض نفسه وتوغل في حياتنا، ويكاد يكون الأقرب للجميع، وأصبحت اللغة العربية هي البوابة الأولى للولوج، رغم تسيد اللغة الإنجليزية في الحضور الرقمي، ونصيب اللغة العربية ما بين 5 - 6% ويسيطر على مستخدميها اللهجات العامية.

وذكرت د. مريم الهاشمي أستاذ الأدب والنقد بكليات التقنية العليا أن اللغة علامة ثقافية زمنية مهمة، ولكن مع الضخ المتصل من خلال ثقافة الشاشة فقدت اللغة قدراتها الحقيقية ومكانتها المثلى كأكبر عناصر الهوية. وأن هناك ست عناصر رئيسية لقنوات التواصل الاجتماعي: المرسل - المرسل إليه - الرسالة - السياق - الشفرة - أداة الاتصال، وتختلف وظائف اللغة تبعا للتركيز على أي عنصر من العناصر، وفي وسائل التواصل أمكن التركيز على العناصر مجتمعة في آن واحد، فيحضر المرسل والمستقبل والسياق ومعه الشفرة عبر أداة اتصال ماثلة ومشتركة بين الكل وتكون الرسالة مشتركة التكوين والتأليف.

وأكد الدكتور محمد القضاة أستاذ اللغة العربية بجامعة الشارقة وجوب إلزام قانوني للوزارات والدوائر الحكومية والمؤسسات الرسمية والعامة والخاصة والبلديات والنقابات والجمعيات والنوادي ومنظمات المجتمع المدني والشركات باستخدام اللغة العربية في نشاطها الرسمي، فكثير من الشعوب ترفض التحدث بغير لغتها اعتزازاً بها وتعبيراً عن انتمائها القومي عبر تمسكها بلغتها، فكيف يتقدم العرب بغير لغتهم، حيث لا توجد دولة في العالم تنطلق وتتقدم تكنولوجياً دون الاعتماد على لغتها، خاصة في ظل انتشار اللغة العربية على شبكات التواصل وتزايد الحراك لتعلمها.

وأشارت الكاتبة أمل فرح إلى أن عدد المشاركين من الوطن العربي على شبكات التواصل وصل إلى 136 مليون عربي ما قبل جائحة كورونا والذي زاد كثيراً بالتأكيد بعد الاستخدام المتزايد لشبكات التواصل، وهذا الحضور الكمي يأكل من وقت المواطن العربي وخاصة الشباب، فلا يقابل هذا الحضور الكمي محتوى عربي يقاس عليه، وحاجتنا كعرب لمؤسسات داعمة للحس العربي في زمن الرقمنة، فجميع الإحصاءات تأتينا من مصادر أجنبية، ولا توجد مشاركة عربية لحصر واستقصاء هذا الوجود في وسائل التواصل ومن ثم تطويره.

وأكد د. امحمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية في الشارقة، بأن اللغة العربية المستخدمة على وسائل التواصل فيها الكثير من الأخطاء ولابد من إيقاظ الضمائر من أجل تحسين تلك اللغة، وهذا من خلال تعزيز دور الأسرة والمدرسة والإعلام وكافة مؤسسات التنشئة والتي تزرع الانتماء باعتبار أن اللغة من ثوابت الهوية.

كما شدد على وجوب سن التشريعات وتطوير مدققات لغوية لحماية العربية، فاللغة العربية لا يخشى عليها من العالم الافتراضي لأن مستخدميها ملايين من الأفراد والمؤسسات.

وأضافت د. بديعة خليل الهاشمي أستاذ اللغة العربية وآدابها بجامعة الشارقة، أن أغلب المؤسسات العربية تعرف بنفسها وأنشطتها عبر وسائل التواصل، وهناك الكثير من الإيجابيات لتلك المواقع، وأن المحتوى الرقمي لا يشمل المكتوب فقط، ولكن هناك المسموع والمرئي والذي يتطلب أداء جيداً محافظاً على سلامة اللغة العربية، فأغلب الدراسات تشير إلى ضعف المحتوى العربي قياساً باللغات الأخرى على صعيد الكم والكيف.

وذكر د. الرشيد بوشعير أستاذ اللغة العربية وآدابها بجامعة الوصل أن اللغة العربية تعاني في كافة الميادين فالاختلاط يؤثر في اللغة وخاصة في هذه الآونة التي صار الاختلاط فيها مباشراً وافتراضياً، لذا وجب اتخاذ العديد من الإجراءات منها تشجيع المؤسسات على إنشاء مواقع رصينة، وتشجيع الطلاب على استخدام اللغة العربية السليمة، واتخاذ إجراءات مع المواقع غير الملتزمة بسلامة اللغة.

وأشارت د. لطيفة الحمادي أستاذ اللغة العربية وآدابها بجامعة الوصل إلى أن انتشار العامية بلهجاتها المختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أدخل ألفاظاً غير سليمة، وأخرى متأثرة بلغات أخرى مثل الإنجليزية والفرنسية، وتقديم مثل تلك الألفاظ على أنها لغة صحيحة ومعتمدة لا غبار عليها.

وأن هناك كثرة في الأخطاء النحوية والإملائية فضلاً عن تراجع الأساليب. ومع تويتر أصبح الخطر أعظم، فوفقاً لتحليل تم إجراؤه على مواقع عدة للتواصل الاجتماعي باللغة الإنجليزية، تبين أن مستخدمي تويتر هم من حادوا أكثر عن قواعد النحو والإملاء، ولعل الأمر يرتبط بقيود الحروف المئة والأربعين التي لا يسمح تويتر بتجاوزها عند كتابة الرسالة النصية.

وأكد د. عواد الخلف القائم بأعمال مدير الجامعة القاسمية أهمية التفريق بين كمّ المحتوى في وسائل التواصل والكم في الشبكة العنكبوتية، وأن وسائل التواصل سلاح ذو حدين، وقد قامت الجامعة القاسمية بعقد دورات افتراضية لتعلم اللغة العربية ولاقت هذه الدورات حضوراً مكثفاً من أكثر من 40 دولة وشارك فيها آلاف الطلبة، مما يؤكد تعطش وتوق الكثيرين لتعلم العربية بأصولها السليمة.

وأوصت الندوة التي أكدت ضرورة الاهتمام باللغة العربية على وسائل التواصل ب:

- ضرورة وضع ضوابط لما بات يعرف باللغة الثالثة (ما بين الفصحى والعاميات).

- دعم انتشار مواقع التواصل المعنية باللغة.

- نهوض مجامع اللغة العربية بدورها الحقيقي وترجمة وتعريب المفردات الأجنبية والمصطلحات المستخدمة.

- إطلاق حملات إعلامية عبر وسائل التواصل تحث على الاستخدام اللغوي السليم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"