عادي
سعيد الرميثي الرئيس التنفيذي في حوار مع "الخليج":

«حديد الإمارات» تسعى لفتح أسواق جديدة

21:01 مساء
قراءة 7 دقائق
Female staff
wire rod2
مصنع حديد الإمارات
جانب من عمليات التصنيع
سعيد الرميثي

أبوظبي: عدنان نجم

قال المهندس سعيد الرميثي، الرئيس التنفيذي لشركة «حديد الإمارات»: تعد الشركة مساهماً أساسياً في دعم القطاع الصناعي ودوره الحيوي في تنويع بنية الاقتصاد الوطني وتعزيز التنمية المستدامة الشاملة في دولة الإمارات، مشيراً إلى أن توحيد أعمال «أركان» مع «حديد الإمارات» يتيح فرصاً غير مسبوقة للاستثمار في شركة وطنية إقليمية رائدة في مجال مواد البناء وتتمتع بإمكانات واعدة ومكانة رائدة لتحقيق المزيد من النمو والنجاح.

وأضاف الرميثي، في حوار مع «الخليج» أن «حديد الإمارات» اكتسبت سمعتها خلال العقدين الماضيين من خلال توفير أفضل منتجات الصلب عالية الجودة، بما فيها حديد التسليح، ولفائف الأسلاك والمقاطع الإنشائية الثقيلة والضخمة، والألواح الارتكازية.

وأشار الرميثي، إلى اعتزام الشركة إطلاق منتجات جديدة من حديد التسليح والألواح الارتكازية، وفتح أسواق جديدة وزيادة الإنتاج، فيما تشكل الخردة نسبة 30 % من المواد الخام المستخدمة في صناعة الصلب بالشركة وتالياً نص الحوار:

* ما رؤيتكم لتعافي الأسواق حالياً وكيف تعملون على تعزيز حصة منتجاتكم من السوق المحلي؟

- تشهد الأسواق خلال الفترة الأخيرة تعافياً تدريجياً من آثار انتشار فيروس «كورونا»، إلا أن هناك العديد من العوامل السياسة والتجارية على الصعيد العالمي التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر في انتعاش الأسواق ومعدل الطلب.

وخلال النصف الأول من 2021، دعمت حديد الإمارات مكانتها باعتبارها المورد الأساسي لحديد التسليح ولفائف الأسلاك والمقاطع الإنشائية في دولة الإمارات، حيث نجحنا بفضل ذلك في الحفاظ على حصة الشركة في السوق المحلية، وذلك رغم المنافسة المتنامية من موردي الحديد في المنطقة ونحرص في حديد الإمارات على تلبية متطلبات عملائنا وتسهيل إجراءات تصدير منتجات الشركة المتنوعة التي تخدم قطاعات حيوية ورئيسية.

التوسع وزيادة الإنتاج

* هل يتوقع أن تشهد شركة حديد الإمارات مزيداً من التوسع لإنتاج منتجات جديدة لتلبية الطلب المتواصل؟ وهل تدرسون إطلاق منتجات حديد جديدة في ظل تنوع احتياجات السوق؟

- تسعى حديد الإمارات لتعزيز النمو الأفقي والرأسي من خلال فتح أسواق جديدة وزيادة الإنتاج وإضافة منتجات جديدة إلى مجموعة منتجاتها المتنوعة، وزيادة الكفاءة وتعزيز التنافسية.

وقد أعلنا عن خططنا لإضافة اللفائف المدرفلة على الساخن إلى مجموعة منتجاتنا المتنوعة لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والإقليمية بشكل أساسي من المنتجات المسطحة عالية الجودة.

وتقوم الشركة حالياً بإجراء تقييم شامل للمشروع الذي يتضمن إنشاء مصنع اللفائف المدرفلة على الساخن المؤتمت بالكامل والأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لتتجاوز بذلك الطاقة الإنتاجية الإجمالية للشركة عند استكمال المشروع 5 ملايين طن سنوياً.

وبفضل التقنيات الحديثة التي سيتبناها المصنع الجديد، سوف يكون واحداً من المرافق الصناعية الأقل من حيث البصمة الكربونية على مستوى المنطقة، وهو ما يرسخ مكانتنا الرائدة في صناعة الحديد والصلب المتكاملة على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما تعتزم الشركة أيضاً طرح منتجات جديدة تشمل حديد التسليح والألواح الارتكازية.

* ما هي أهم منتجات الشركة وحجم إنتاجها، وهل تعتزمون زيادة تصنيع منتجات محددة مع ارتفاع الطلب عليها؟

- اكتسبت حديد الإمارات سمعتها عبر العقدين الماضيين من خلال توفير أفضل منتجات الصلب عالية الجودة، بما فيها حديد التسليح، ولفائف أسلاك الحديد، والمقاطع الإنشائية الثقيلة والضخمة، والألواح الارتكازية.

وتعد حديد الإمارات أكبر مصنّع للمقاطع الإنشائية الثقيلة والضخمة، والمنتج الوحيد للألواح الارتكازية المسحوبة على الساخن في منطقة الشرق الأوسط، وهي مصنّع الحديد الرابع على مستوى العالم حصولًا على شهادة نظام الجودة للمنتجات النووية من الجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين ASME.

ونعتزم إطلاق منتجات جديدة من حديد التسليح والألواح الارتكازية، كما أننا أول شركة صناعية وأول مصنّع للحديد والصلب في الشرق الأوسط وضمن أول 50 شركة على مستوى العالم يتم اعتمادها وفق متطلبات شهادة الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED).

وتتوافق منتجاتنا مع معايير «الأبنية الخضراء»، مثل متطلبات نظام (LEED)، إضافة إلى متطلبات برنامج «استدامة»، ونظام التقييم بدرجات «اللؤلؤ» التابع لحكومة أبوظبي، وذلك في إطار جهود الشركة لدعم منظومة تطوير المباني المستدامة، وتعزيز الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية محلياً وعالمياً.

ونفخر بشراكتنا مع مجموعة «طاقة» لتطوير مشروع ضخم للهيدروجين الأخضر لتمكين صناعة (الحديد الأخضر) في أبوظبي والذي نكتب من خلاله فصلًا جديداً في مسيرتنا نحو دمج الاستدامة والابتكار الصناعي في صميم أنشطتنا الفنية والتشغيلية، حيث سنعمل معاً على تطوير محطة مشتركة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 160 ميجاواط لتزويد الطاقة لمنشأة إنتاج الهيدروجين الأخضر، وذلك بواسطة عملية تصنيع مستدامة ونظيفة.

وستعتمد المنشأة على الهيدروجين الأخضر بدلاً من الغاز الطبيعي، مما سيمكّن من إنتاج الحديد الأخضر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

تقنيات الثورة الصناعية

* ما هي أبرز الجهود التي تقومون بها لاستخدام التقنيات والذكاء الاصطناعي في عمليات التصنيع؟

- لدى حديد الإمارات استراتيجية متكاملة للتحول الرقمي ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة والاستفادة من تقنياتها الإحلالية، من أجل تحسين العمليات والأداء فيما يخص الاستدامة والبيئة، وكفاءة الطاقة، والصحة والسلامة، وسلسلة الإمداد، وغيرها من الجوانب الهادفة إلى زيادة الإنتاجية، وتعزيز الجودة، والاستخدام الأمثل للأصول، وتحسين الإجراءات، ووفورات التكلفة وغيرها. ونسعى إلى تحقيق أقصى استفادة من الإمكانات المذهلة لإدارة البيانات من خلال تبني حلول الذكاء الاصطناعي، والتنبؤ الدقيق بأفضل طرق تشغيل المصانع والحفاظ على حالتها التشغيلية الفائقة، وتحقيق أعلى مستويات إتاحة الأصول وإدارة الجودة، وغيرها.

وتتيح تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لنا إمكانية التنبؤ الدقيق بمعطيات ونتائج أربعة أركان أساسية، وهي: إدارة الطاقة، وتخطيط الإنتاج، وجودة المنتجات، وسلامة الأصول. وقد شكلنا فريق عمل يشمل خبراء في مجالات تقنية المعلومات والأتمتة وتطبيقات الأعمال والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة للإشراف على تنفيذ مشاريع التكامل الرقمي في الشركة.

أما إدارة الطاقة التنبئية فإنها توفر حلولًا ذكية لمواصلة تحسين التوازن المستدام بين النمو الاقتصادي والمسؤولية البيئية. ومثلها في تحسين الجودة، حيث إن توفير حلول تقنية متقدمة لمراقبة الجودة أثناء عملية التصنيع أمر في غاية الأهمية، واتخاذ القرارات والإجراءات فيما يتعلق بأي اختلاف في المكونات لا بد أن يكون مستنداً إلى معلومات وبيانات دقيقة وشفافة وفورية؛ فمن خلال حلول تحسين الجودة نستطيع تحديد أي خلل في العمليات في مرحلة مبكرة قبل أن تتسبب في تحمل أي خسائر فيما بعد.

وفي مجال سلامة الأصول ستكون لدينا حلول صيانة ذكية تعمل على تحليل النظام بأكمله، ومن ثم تحسين الجودة والكفاءة، مع التركيز على جوانب عديدة مثل مراقبة حالة الآلات، وإدارة المخزون، وتخطيط الصيانة، وأنظمة إنذار الصيانة، ونحو ذلك. كما سيساعد نظام تحليل حالة العمليات في التحليل الذكي لبيانات المصنع ومن ثم الحد من حالات توقف التشغيل وتحسين الصيانة.

وبشكل عام، فإننا نسعى في حديد الإمارات إلى رسم ملامح مستقبل الصناعة الوطنية من خلال الابتكار والمعرفة، وتعزيز مساهمتنا في تحقيق التنمية المستدامة الشاملة في الدولة، ونعمل من أجل مستقبل يعكس رؤيتنا وقيمنا، ويضع الإنسان في الوقت نفسه على رأس أولوياتنا.

التوطين

* ما هي أبرز جهودكم لتعزيز التوطين بالقطاع الصناعي؟

- شركة حديد الإمارات تدرك حجم مسؤوليتها ومساهمتها في خدمة الاقتصاد الوطني ودعم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

ويعد نقص المواهب في بعض المجالات والتخصصات تحدياً صعباً لصناعتنا بوجهٍ عام. وإيماناً منا بدورنا الفعال، قمنا باتخاذ العديد من الخطوات الإيجابية لخلق تعادل بين احتياجات سوق العمل والمتاح من المواهب، مثل مشاركاتنا في معارض التوظيف الافتراضية للخريجين الجدد بالتعاون مع كبرى الجامعات بالدولة، والمساهمة في مشروع توطين الوظائف الصناعية، والذي مكّن فريقنا من العمل عن كثب مع شركاء استراتيجيين عالميين من أجل توفير المواهب التي نحتاج إليها داخل الدولة. وتبلغ نسبة التوطين في الشركة 26% منهم أكثر من 50% يعملون في الوظائف الفنية والهندسية، في حين 77% في الإدارة العليا.

وقف تصدير السكراب

* برأيكم كيف كان لقرار وقف تصدير خردة الحديد أثره في دعم القطاع خلال الفترة الماضية؟

- نثمن جميع المبادرات الهادفة إلى دعم الصناعة الوطنية، وقد جاء قرار وزارة الاقتصاد بمنع المنشآت المسجلة في دولة الإمارات من تصدير خردة الحديد إلى الخارج في محله تماماً، حيث هدف إلى مساعدة المنتجين المحليين، وضمان استمرارية أعمالهم، وتعزيز الإنتاج المحلي من خلال تسهيل وصول المنتجين في الدولة إلى الإمدادات المحلية من المواد الخام لدعم عمليات التصنيع. كما هدف في الوقت نفسه إلى دعم استمرارية أعمال الشركات المتخصصة في تجارة حديد الخردة، من خلال شراء الشركات الصناعية لهذه المنتجات من السوق المحلية، لاستخدامها كمواد أولية في عملياتها الإنتاجية.

زيادة استخدام الخردة

وتستخدم حديد الإمارات خردة الحديد، إضافة إلى مكورات خام الحديد كمواد أولية رئيسية لإنتاج مجموعة منتجاتها عالية الجودة، وتشكل الخردة حالياً 30 % من المواد الخام المستخدمة في صناعة الصلب بالشركة، ونسعى إلى زيادة استخدام الخردة كمادة أولية خاصة في ظل التحديات المتعلقة بأسعار مكورات خام الحديد. وقد افتتحنا في عام 2017 منشأة لتقطيع خردة الصلب بسعة 3000 حصان لتغذية أفران القوس الكهربائي لمصانع إنتاج الصلب، وتلعب هذه المنشأة دوراً بارزاً في إعادة تدوير خردة الحديد والاستفادة من المخلفات الناتجة عن عمليات البناء والإنشاءات وغيرها من الأنشطة المنتجة لحديد الخردة في دولة الإمارات.

وقد راعى القرار حاجة صناعة الحديد الوطنية إلى الحماية وتمكينها من التعامل مع التحديات التي تواجهها، بما في ذلك الانخفاض في الطلب، أوالتباطؤ في أنشطة البناء، أو القيود التي تفرضها الدول على الواردات والصادرات من حين لآخر.

منتجات النفط والغاز

قال سعيد الرميثي: تعد حديد الإمارات أكبر منتج للمقاطع الإنشائية الثقيلة والضخمة والمنتج الوحيد للألواح الارتكازية المسحوبة على الساخن في المنطقة.

وتوفر الشركة منتجاتها وفق أعلى مستويات الجودة للعديد من القطاعات بما فيها الإنشاءات والبناء والطاقة والنقل.

وقد دأبنا على تزويد قطاع النفط والغاز باحتياجاته من المقاطع الإنشائية المتوسطة والضخمة عالية الجودة والمعدلة خصيصاً حسب الحاجة، ما جعلنا مورداً أساسياً في العديد من أسواق الحديد والصلب الأساسية في الشرق الأوسط وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وكوريا الجنوبية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"