عادي
انسحابات روسية عند الحدود.. والغرب يحقق في خفض التصعيد

هدوء مفاجئ حول أوكرانيا.. بوتين: لا نريد الحرب

00:49 صباحا
قراءة 3 دقائق
4

أبدى حلف شمال الأطلسي تفاؤلاً حذراً بتراجع الأزمة بين روسيا والغرب مع تأكيد الكرملين على عودة قوات روسية من الحدود الأوكرانية إلى ثكناتها «بعد إنهاء مهمات تدريب»، في حين أكد المستشار الالماني أولاف شولتس أن لروسيا دوراً حاسماً في الحفاظ على الأمن الأوروبي ونفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي نوايا للحرب في أوروبا، فيما أكد الإليزيه، في بيان أمس، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأمريكي جو بايدن يريدان «التحقق» من صحة بدء الانسحاب الروسي من الحدود الأوكرانية.

ولم تذكر روسيا عدد الوحدات التي سُحبت وإلى أي مسافة. لكن الكرملين سعى إلى تصوير الخطوة بأنها دليل على أن الحديث الغربي عن الحرب كان كاذباً. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا «15 فبراير 2022 سيُسجل في التاريخ على أنه يوم فشل الدعاية الغربية للحرب».

إشارة إيجابية

واعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس أن إعلان انسحاب قوات روسية من على الحدود الأوكرانية يشكل «إشارة جيدة». وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو، «بالنسبة إلى الأوروبيين، من الواضح أنه لا يمكن تحقيق أمن مستدام من دون روسيا».

وأقر المستشار الألماني من جانب آخر، بوجود انقسام في المواقف بين روسيا والغرب حيال قضايا عديدة بينها مسألة توسع حلف شمال الأطلسي، لكنه شدد على ضرورة التوصل إلى تسوية. وقال بعد محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «تتمثّل مهمتنا.. بإيجاد تفاهم سياسي من دون أن يتخلى أي طرف عن مبادئه في إطار ذلك. هذه هي القيادة السياسية».

بوتين: لا نريد الحرب

من جانبه، قال الرئيس الروسي إن موسكو لا تريد حرباً في أوروبا، لكنه وصف الوضع في المناطق الانفصالية بشرق أوكرانيا بأنه «إبادة جماعية»، ودعا إلى حل الصراع هناك من خلال تحقيق السلام في مينسك. وأضاف بوتين أن روسيا قررت سحب قواتها جزئياً من المناطق القريبة من أوكرانيا وأنها ترى مجالاً لمزيد من المناقشات مع الغرب بشأن مطالب موسكو الأمنية. لكنه أضاف أن روسيا لم تتلقّ رداً بناء على مطالبها.

ورحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج بالإشارات الواردة من روسيا في اليومين الماضيين، قائلاً إنها ربما تسعى لحل دبلوماسي، لكنه حث موسكو على إبداء رغبتها في التحرك. وأضاف للصحفيين «هناك إشارات من موسكو على أن الدبلوماسية يجب أن تستمر. وهذا يعطي أسباباً للتفاؤل الحذر. لكننا حتى الآن لم نشهد أي علامة على خفض روسيا التصعيد على الأرض». وقال إن روسيا غالباً ما تترك المعدات العسكرية وراءها بعد التدريبات، محذراً من أن «الإمكانات الموجودة في المكان تسمح بغزو شبه فوري»..

بلينيكن يهاتف لافروف

ومن المقرر أن يلتقي وزراء الحلف مع نظيريهم الأوكراني والجورجي غداً الخميس في بداية اليوم الثاني لاجتماعهم. وسيناقشون اليوم الأربعاء تعزيز الوجود العسكري في رومانيا، على الجانب الجنوبي الشرقي من الحلف، مع مجموعة قتالية تقودها فرنسا، فيما أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن أن موسكو تدعو إلى «حوار براجماتي». وجاء في بيان للخارجية الروسية أن «لافروف شدد على أن الخطاب العدائي الذي تستخدمه واشنطن وحلفاؤها المقرّبون غير مقبول، داعياً إلى حوار براجماتي بشأن جميع القضايا التي طرحتها روسيا». وأكد وزير الخارجية الروسي أيضاً ضرورة «مواصلة العمل المشترك» بين موسكو وواشنطن لاحتواء التوتر، بحسب المصدر نفسه.

وخلال مكالمتهما السابقة السبت، «اتفق (بلينكن ولافروف) على البقاء على اتصال» بحسب المسؤول الذي لم يُدلِ بتفاصيل عن مضمون مشاوراتهما الثلاثاء.

بريطانيا: الأفعال لا الأقوال

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن هناك مؤشرات على انفتاح دبلوماسي لكن «المعلومات المخابراتية التي اطّلعنا عليها (أمس) لا تزال غير مشجعة». وقال وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا إن كييف لن تصدق أن روسيا تتحرك لتهدئة الموقف إلا إذا رأت بنفسها سحب القوات الروسية. ونقلت وكالة إنترفاكس الأوكرانية عنه قوله «إذا رأينا انسحاباً، فسنصدق بوجود خفض للتصعيد».

وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس أمس الثلاثاء «فيما يتعلق بتوقيت الهجوم، ربما يكون وشيكاً». وأضافت أن القوات الروسية يمكن أن تصل إلى العاصمة الأوكرانية كييف «بسرعة كبيرة جداً». وقالت فرنسا إنها لم تتأكد بعد من عودة بعض القوات إلى قواعدها، رغم أن ذلك سيكون علامة إيجابية. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"