تكبر التحديات ويكبر الإصرار على تحدي التحديات والتخطيط للمستقبل ومواجهته قبل أن يصير حاضراً؛ هكذا عودتنا الإمارات، حتى صار اسمها مرتبطاً في أذهان الناس بمجموعة عناوين مهمة في حياتنا اليوم، مثل استشراف المستقبل، التوازن بين الجنسين، الإبداع، الابتكار، التكنولوجيا، الشباب، المرأة، التغير المناخي، إدارة الأزمات، تخطي أزمة جائحة «كورونا» وآثارها الصحية والاقتصادية والاجتماعية.. كل هذه القضايا تطرحها الإمارات في كل مناسبة، وتقيم من أجل معالجتها الندوات والمنتديات واللقاءات والحوارات، وتطرحها باستمرار سعياً للتوصل إلى حلول مناسبة تليق بمستقبل الأجيال القادمة، وتساعدهم في مواجهة المشاكل المتوقع حصولها وفق التطورات المنطقية لمشاكل العصر الحالي، ووفق ما قد تسببه الأزمات الحالية والمتسارعة عالمياً من كوارث تضر بالبشر والحجر.
كل تلك القضايا المهمة جمعتها الإمارات لتطرحها أمام كل دول العالم، وفي أكبر تجمع حكومي من نوعه عالمياً، القمة العالمية للحكومات 2022، والتي تعقد دورتها اليوم وغداً بالتزامن مع اختتام فعاليات «إكسبو 2020 دبي»، دورة استثنائية تضم نخبة من صناع القرار ورؤساء الحكومات والمسؤولين والخبراء.. من 190 دولة، أي أن القمة هذا العام تجسد فعلياً فكرة «عالم واحد».. هو اللقاء الفريد من نوعه الذي يجمع كل الجنسيات وألواناً من البشر يشكلون خريطة الكرة الأرضية، أتوا ليعالجوا مشاكل الأرض وأحوال أبنائها.
منذ تأسيس القمة وهي تعتبر منصة عالمية تطرح مستقبل الحكومات وكيفية العمل على تطوير الأداء ومواجهة الأزمات، لكنها هذا العام تحمل بصمة إضافية، بصمة إكسبو الذي كان الحدث الأبرز هذا العام، وقد تحولت القمة إلى أكبر ورشة عمل يتناقش فيها المسؤولون والقادة والشباب والخبراء كل القضايا الحالية والمستقبلية، والتي تشمل الاقتصاد والنفط والتغير المناخي.. في أكثر من 100 جلسة رئيسية وتفاعلية وحوارية، وبمشاركة أكثر من 4000 شخصية.
كثيرة هي القضايا، ويرغب المرء لو يستطيع حضور كل الجلسات والحوارات، والإنصات جيداً لكل ما يقال حول الأزمات الحالية وكيفية تفاديها مستقبلاً أو معالجتها، ولو استفاد من كل جلسة ببضع كلمات وأفكار، وسعى إلى العمل بها ووضعها على أجندته، لتمكنّا من تغيير العالم نحو الأفضل، خصوصاً أن الجوانب الاجتماعية والعملية والتعليمية حاضرة، ومن جلسات اليوم التمهيدي مثلاً ما تطرق إلى المساواة بين الجنسين، ودور المرأة في تعزيز التعاون الدولي، وحوار مع وزيرات عربيات ضمن منتدى المرأة في الحكومة..
صناعة مستقبل أفضل للإنسان، وبناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة، وتعزيز قدرة الحكومات على استباق التغيرات المتسارعة والاستعداد لها وابتكار الحلول، ليست شعارات تُطلق من أجل الترويج للقمة العالمية للحكومات، بل هي أهداف تسعى القمة إلى حث المسؤولين وصناع القرار على تحقيقها، فاتحة المجال أمام الجميع لطرح الأفكار العملية القابلة للتنفيذ، وتحويلها من أوراق ومقترحات إلى أفعال وركائز للوصول لمستقبل أفضل.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
