العريان: «الاحتياطي» أخطأ في وصف «ماهيّة التضخم» وتخلف عن اللحاق به

في مقابلة على قناة «سي بي إس»، جدد محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين في «أليانز»، انتقاداته لبنك الاحتياطي الفيدرالي لخطأه في وصف «ماهيّة التضخم» وتخلفه عن اللحاق به، مما أفقده القدرة على الاستجابة الأولى الأفضل، لينتهي بنا المطاف في هذا الموقف الفظيع الذي نمر به اليوم، والذي قد يجمح بمعدلات التضخم إلى 9%، بحسب قوله.
وحذّر العريان مرة أخرى، بعد حديثه قبل أيام على تلفزيون «بلومبيرج»، من أن الأمور ستزداد سوءاً، وأن مخاطر الركود تميل بطريقة سلبية في الوقت الحالي، وقال: «سيكون لذلك تأثير اقتصادي واجتماعي هائل على الفقراء، وعواقب مؤسساتية وسياسية قاسية، كان من الممكن تجنب معظمها، لو تم اتخاذ إجراءات مبكرة.
وتوقع رئيس كلية كوينز بكامبريدج ارتفاعاً بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع تحديد سعر الفائدة للفيدرالي هذا الأسبوع. قائلاً: «أعتقد أنه عليك أن تكون متواضعاً للغاية بشأن ما تعرفه عن عملية التضخم هذه. وأخشى أن تدفع الزيادة السنوية الأخيرة غير المتوقعة في أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، وهي أعلى مستوى جديد في 40 عاماً، مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتمديد دورة عنيفة إضافية من رفع أسعار الفائدة».
وختم العريان: «نحن الآن في فترة ركود تضخمي، ونتلمس خطر استمرار التضخم الذي قد يدفع الاقتصاد الأمريكي إلى الركود في النهاية. وعليه، فإن أفضل سيناريو محتمل هو أن يستعيد الفيدرالي السيطرة على زمام التضخم، ليحقق ما يمكن تسميته هبوطاً سلساً وآمناً». معتبراً أنه، ولسوء الحظ، يميل ميزان المخاطر بطريقة سلبية في الوقت الحالي. مشيراً في الوقت ذاته إلى قوة سوق العمل الأمريكي بوصفه نقطة مضيئة تأخذنا بعيداً عن الركود حالياً. وهذا هو السبب في أن الركود يُعد سيناريو مخاطرة وليس خط أساس.
جاءت تصريحات العريان، وهو الذي توقع بدقة قبل عام تقريباً أن التضخم المرتفع سيستمر، لتوافق مخاوفه المعلنة قبل أيام من أن قراءة شهر يونيو لمؤشر أسعار المستهلكين، والتي تم الإفصاح عنها يوم الجمعة، ستكون أسوأ من الشهر الذي قبله، وبأنه لن يتفاجأ إذا تجاوزت حاجز الـ 8.5%.
وبالفعل، صرحت وزارة العمل يوم الجمعة أن أسعار المستهلكين قد ارتفعت بنسبة 8.6% الشهر الماضي، أي أسرع من الارتفاع السنوي الذي شهده شهر إبريل والذي بلغ 8.3% آنذاك.
وفي يوليو/تموز الماضي، توقع العريان أن التضخم، والذي كان يسير بوتيرة سنوية تبلغ 5.4%، لن يكون مؤقتاً كما أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وعاد ليؤكد قبل أيام أن المركزي ارتكب «خطأ في السياسة» بشأن التضخم، في إشارة إلى عدم تشديد الفيدرالي سياسته النقدية عن طريق خفض ميزانيته العمومية ورفع أسعار الفائدة حتى هذا العام.
وفي حين يرى بعض الاقتصاديين أن رفع سعر الفائدة قد يدفع الاقتصاد الأمريكي إلى الركود، يقول العريان، إن «الركود التضخمي» هو سيناريو المخاطرة وخط الأساس الخاص الذي يجب اعتماده. (وكالات)