القلق الأكبر

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

موسم الصيف هو موسم الاستراحة والإجازة للموظفين والطلاب والعاملين في مختلف المجالات باستثناء الفن، فهو يعتبر موسم النشاط الفني حيث تكثر الحركة والعروض المسرحية والسينمائية والحفلات الغنائية.. ويتضاعف الإقبال الجماهيري على الاستمتاع بهذه الأعمال حيث يحلو السهر ولقاءات الأحبة والأصدقاء صيفاً؛ لكن المواسم لم تعد مصبوغة بأشكال التلقائية في التجمعات والزحمة، كما كانت في الماضي أي قبل ظهور وباء «كوفيد-19»، فكيف سيكون الحال هذا الصيف وقد عاد كورونا ليطل بكل قوته مهدداً السلامة الصحية في العالم؟

لا الحركة المسرحية تقلقنا ولا الإقبال الكثيف على الصالات لمشاهدة أفلام الصيف يشغلنا، لأننا نعلم أن التباعد حاصل نوعاً ما بحكم الجلوس في مقاعد ولا تواصل بالكلام وجهاً لوجه بين الناس ويكفي الالتزام بالكمامات كي نضمن حماية النفس والآخرين مع الحفاظ على النظافة والتعقيم؛ إنما القلق الأكبر من الحفلات الغنائية التي يحضرها الآلاف وقوفاً، تكدس بشري لا مجال فيه لتباعد والكل جاء ليغني ويفرح ويشارك بحماس، وقلائل جداً بل ربما من النادر أن يلتزم أحدهم بشروط الوقاية ويشغل باله بحماية نفسه والآخرين.

«خليها على الله» سائدة بين الناس بعد كل موجات الصعود والهبوط التي عشناها منذ ظهور الوباء، ولاسيما بعد أن أعلنت الدول الكبرى في العالم رفع الحظر وسمحت للناس بالتنقل بحرية بلا كمامات ولا تباعد حتى عادت مؤخراً الموجة الكورونية للصعود بقوة، وعادت معها بعض الدول إلى أخذ الاحتياطات والإجراءات اللازمة كي تضمن حماية الناس واستباقاً لحالات الطوارئ التي تجبر دول على إغلاق مناطق أو مدن كما يحصل بالصين.

المغنية أديل أعلنت عن إلغاء حفلاتها في لاس فيجاس بسبب إصابة فرقتها بكورونا، لا نطالب بإلغاء الحفلات المنتظرة في العالم العربي في هذا الموسم، لكن هل كل الدول العربية ستفرض على منظمي تلك الحفلات والجمهور الالتزام بالإجراءات ووضع الكمامات؟ أم سنفاجأ بزيادة مخيفة في أعداد المصابين بكورونا وتفشي الوباء بسرعة قياسية بعد أي تجمع ضخم من هذا النوع، بحجة «خلّوها على الله»، خصوصاً في دول لا نعرف فيها أعداد المصابين ولا بيانات رسمية حقيقية تصدر ولا شعوب تعترف الغالبية فيها بأنها مصابة بكورونا بل يسمونه في كل مرة «شوية برد وزكام»؟!.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"