عادي

هل يتأثر الشيطان برمي الجمرات؟ الأزهر يجيب

12:15 مساء
قراءة 3 دقائق
تعد شعيرة رمي الجمرات التي بدأ جموع الحجاج صباح السبت يؤدونها، في مشعر منى، خلال أوّل أيّام عيد الأضحى، من أعظم مناسك الحج؛ إذ أقرتها السنة النبوية، وأجمع علماء المسلمين على وجوبها، وفضلها.
وأجاب الأزهر الشريف في بيان على موقعه الرسمي على عدة تساؤلات عقلية تتعلق بشعيرة رمي الجمرات وأثرها في الشيطان، والحكمة من رمي حجراً بحجر. وأكد الأزهر الشريف، أن المسلمين اتفقوا على أن رمي الجمار من شعائر الحج، واشتهر عند بعض العوام أن رمي الجمار هو رجم للشيطان حقيقة، وهذا خطأ لم يقل به أحد من العلماء.
وساق البيان أدلة تشير إلى الرجم المعنوي، بينها ما ورد عن ابن عباس من قوله: «الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون»؛ فإنما يعني به الرجم المعنوي، لا الحسي؛ أي أن الامتثال إلى أمر الله هو عين رجم الشيطان وكيده؛ فرمي الجمار لا يكون للشيطان حقيقة، وإنما هو رمز لكيده بالامتثال لأمر الله تعالى.
وما رواه الإمام أحمد في مسنده بسنده عن أبي الطفيل، قال: قلت لابن عباس: يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رمل بالبيت، وأن ذلك سنة. فقال: صدقوا وكذبوا... الحديث.
وفيه: «ويزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة، وأن ذلك سنة؟ قال: صدقوا، إن إبراهيم لما أمر بالمناسك، عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه، فسبقه إبراهيم، ثم ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة، فعرض له شيطان قال يونس: الشيطان - فرماه بسبع حصيات، حتى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات؛ قال: ثم ذهب به جبريل إلى الجمرة القصوى، فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب...» الحديث. ورواه الحاكم في مستدركه مرفوعاً.
ويدل الحديث على أن الشيطان عرض لإبراهيم ـ عليه السلام ـ عند الجمرات الثلاث فرماه بالحصى، والشيطان لا يعرض للحجاج.
حكمه رمي الجمار
ولفت بيان الأزهر الشريف إلى أن حكمة رمي الجمار تتجلى في عظم الانقياد، واتباع أوامر الله حتى وإن جهلنا علة الأمر، وإذا كنا لا نخضع للأوامر الإلهية إلا فيما يدركه العقل لأصبحنا بذلك نعبد العقل، ولسنا نعبد الله. ومن المعلوم ضرورة أن العقل لا يدرك حقيقة كل شيء.
وقال حجة الإسلام الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين: «وأما رمي الجمار؛ فأقصد به الانقياد للأمر إظهاراً للرق والعبودية، وانتهاضاً لمجرد الامتثال من غير حظ للعقل والنفس فيه، ثم أقصد به التشبه بإبراهيم ـ عليه السلام ـ؛ حيث عرض له إبليس ـ لعنه الله ـ تعالى ـ في ذلك الموضع ليدخل على حجه شبهة أو يفتنه بمعصية، فأمره الله أن يرميه بالحجارة طرداً له وقطعاً لأمله. فإن خطر لك أن الشيطان عرض له وشاهده فلذلك رماه وأما أنا فليس يعرض لي الشيطان؛ فاعلم أن هذا الخاطر من الشيطان وأنه الذي ألقاه في قلبك ليفتر عزمك في الرمي، ويخيل إليك أنه فعل لا فائدة فيه وأنه يضاهي اللعب فلم تشتغل به؛ فاطرده عن نفسك بالجد والتشمير في الرمي فيه برغم أنف الشيطان؛ واعلم أنك في الظاهر ترمي الحصى إلى العقبة وفي الحقيقة ترمي به وجه الشيطان وتقصم به ظهره؛ إذ لا يحصل إرغام أنفه إلا بامتثالك أمر الله ـ سبحانه وتعالى ـ تعظيماً له بمجرد الأمر من غير حظ للنفس والعقل فيه.»
شروط رمي الجمرات
ولفت البيان إلى وجود عدة شروط لرمي الجمرات، وهي أن يكون المرمي به حصى، وأن تقع في الحوض الدائري، وترمى مفرقة، أي يرمي الحاج واحدة بعد واحدة، ولا يصح أن يرمي السبع جميعاً بكف واحدة، وإذا رمى السبع بكف واحدة تعتبر له رمية واحدة، أما ترتيب رمي الجمرات في أيام التشريق فيبدأ من رمي الصغرى، ثم الوسطى، ثم العقبة ولا يصح العكس.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"