بعيداً عن السياسة

00:35 صباحا
قراءة دقيقتين

فيصل عابدون

مع حالة الجمود التي تحيط بالحرب والسياسة، يتجه التركيز على قضايا واهتمامات مختلفة، تشكل فرصة لالتقاط الأنفاس، بعيداً عن ملاحقة أخبار النزاعات والأزمات السياسية، وتطرف المناخ وكوارثه الماثلة، والتي تتسبب في انتشار مشاعر القلق والذعر والاكتئاب أيضاً.

ومن بين الأخبار التي تدعو إلى التفاؤل خلال الأسبوع الماضي، نجاح الصبي البريطاني البلجيكي ماك رادفورد، في التحليق بمفرده حول العالم في رحلة استمرت خمسة أشهر بالتمام والكمال. وأنهى رادفورد رحلته من نقطة انطلاقه الأولى في مطار قريب من العاصمة البلغارية صوفيا، بعد أن قطع مسافة 54124 كيلومتراً، طاف خلالها على أكثر من 30 دولة. وقال الصبي البالغ من العمر 17 عاماً «في مراحل عديدة من الرحلة، كان من السهل عليَّ الاستسلام... لكنني واصلت التقدم حتى عندما بدا أنني لن أتمكن من استكمالها».

هذه قصة محفزة ومثيرة للحماس. وقريب منها قصة الأمريكية نيكول أونابو مان التي كسرت قيود الطموح الموضوعة أمام السكان الأصليين في الولايات المتحدة، وتستعد لقيادة بعثة إلى الفضاء الخارجي نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، ضمن طاقم مهمة «سبيس اكس كرو- 5»، المتجهة إلى محطة الفضاء الدولية. ومان من قبائل راوند فالي الأصلية في شمال كاليفورنيا. ولا شك أن خطوتها الجريئة، ترسل رسالة إيجابية إلى أطفال السكان الأصليين الراغبين في رؤية طموحاتهم تتحقق على أرض الواقع.

وإذا ابتعدنا قليلاً عن مجال الإنجازات الفردية، فقد شهدت ألمانيا انطلاق خط قطار جديد يمتد مئة كيلومتر، ويربط بين المدن، ويعمل خط القطارات الجديد بالكامل بالهيدروجين، ما سيُجنّب إنتاج 4400 طنّ من ثاني أكسيد الكربون كلّ عام. وتحقق ألمانيا بهذا الإنجاز سبقاً عالمياً وتقدماً مهماً نحو التوقف عن استخدام الكربون في تشغيل القطارات.

وتحصل في هذه القطارات عملية مزج الهيدروجين والأكسيجين من الهواء المحيط، بفضل خلية وقود مثبّتة في السقف. وتُنتج هذه العملية التيار الكهربائي اللازم لتشغيل القطار، وهو إنجاز يحسب للبشرية في وقت تعاني فيه الدول والحكومات صعوبات التحكم في إفرازات ثاني أكسيد الكربون التي تهدد الكوكب وسكانه.

ولم تقتصر أخبار الأسبوع الخفيفة البعيدة عن قلق السياسة والحروب على الإنجازات البشرية والتطورات التكنولوجية، لكنها تمتد إلى عالم الحيوانات الأليفة أيضاً. فقد أكد باحثون أمريكيون أن الكلاب تذرف الدموع عند لمّ شملها مع أصحابها. وقال الباحث في جامعة أزابو اليابانية تاكيفومي كيكوسوي المشارك في إعداد الدراسة «لم نسمع قط عن حيوانات تذرف الدموع في مواقف بهيجة، مثل لم الشمل مع مالكها». ولفت إلى أن نتائج هذه الدراسة قد تكون «سابقة عالمية».

وأثبتت الدراسة أن الكلاب التي تُصنف من أهم الحيوانات المنزلية، تذرف كمية من الدموع تم قياسها ومقارنتها قبل انفصالها لمدة خمس إلى سبع ساعات عن صاحبها، وبعد لمّ شملها معه. 

وبحسب الباحثين، فإن إنتاج الدموع يرتبط بوجود الأوكسيتوسين، المسمى «هرمون الحب». وتقول الدراسة: إن الكلاب طورت مهارات اتصال بالعيون، لتعزيز علاقتها مع أصحابها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5pf7t8c8

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"