عادي

صراع أمريكي روسي مرتقب حول مجلس الأمن

23:52 مساء
قراءة دقيقتين
شعار الأمم المتحدة على مقر الأمانة العامة للمنظمة الدولية في نيويورك (أ.ب)

يحتل ملف إصلاح هيكلية الأمم المتحدة، صدارة سلم الأولويات لدى الكثير من الدول الأعضاء في المنظمة الدولية؛ إذ يطالب أصدقاء وخصوم الولايات المتحدة على حد سواء بتغيير تركيبة مجلس الأمن.

وبينما يشارك قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تصدر دعوات التغيير من جهة غير متوقعة هي الولايات المتحدة التي ضاقت ذرعاً من سلطة الفيتو (حق النقض) التي تتمتع بها روسيا في وقت تسعى لمحاسبة موسكو على حرب أوكرانيا.

وفي خطابها مؤخراً، أعربت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد، عن دعمها للمقترحات العقلانية وذات المصداقية، لتوسيع عضوية مجلس الأمن الذي يضم 15 بلداً.

وقالت: «علينا ألاّ ندافع عن وضع قائم عفا عليه الزمن وغير مستدامٍ. يتعيّن علينا بدلاً من ذلك إبداء مرونة ورغبة في التوصل إلى تسوية خدمة للمصداقية والشرعية»، من دون أن تضيف أي توضيحات.

وتعهّدت بأن الولايات المتحدة لن تستخدم حق النقض إلا في «حالات نادرة واستثنائية».

وأضافت: «أي عضو دائم يستخدم الفيتو للدفاع عن أعمال العدوان التي يقوم بها يخسر السلطة الأخلاقية وتتوجب محاسبته».

وتسخر روسيا والصين من هذا النوع من التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة التي تجاهلت مجلس الأمن الدولي في عهد رئيسها جورج بوش الابن لغزو أفغانستان والعراق.

وقالت ناليدي باندور، وزيرة خارجية جنوب إفريقيا التي لطالما طالبت بتمثيل إفريقي في مجلس الأمن، إن انتقاد نظام الفيتو بسبب روسيا يعد نفاقاً.

وبينما أقرت توماس-غرينفيلد، بأن الولايات المتحدة لم ترق على الدوام إلى مستوى معاييرها، أشارت إلى أن واشنطن، استخدمت حق النقض أربع مرّات فقط منذ عام 2009، كانت جميعها لدعم إسرائيل باستثناء مرة واحدة، مقارنة مع استخدام روسيا لهذا الحق 26 مرة.

وأشار الخبير المتخصص بالأمم المتحدة لدى مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غوان إلى قلق أمريكي حقيقي حيال «عجز» مجلس الأمن الدولي.

وقال: «لكنها أيضاً طريقة ذكية لإحراج الصين وروسيا. لأننا نعرف جميعاً أن البلدين الأكثر تحسساً من فكرة إصلاح المجلس هما روسيا والصين». وأضاف: «أشعر بأن الأمريكيين لا يملكون خطة واضحة في هذا الصدد. يطرحون الأمر من أجل اختبار الوضع، لتحدي الصين والروس. قد تتلاشى الفكرة لاحقاً».

جاء أكبر تحرّك لإصلاح مجلس الأمن في الذكرى الستين لانتهاء الحرب عندما أطلقت البرازيل وألمانيا والهند واليابان، مسعى مشتركاً من أجل الحصول على مقاعد دائمة.

وسبق لقادة الولايات المتحدة أن أيّدوا شفهياً الإصلاح من دون السعي إليه على أرض الواقع.

(أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycy2djnf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"