المساواة في التعليم

00:39 صباحا
قراءة دقيقتين

فيصل عابدون

يعتبر الاهتمام بالتعليم مؤشراً الى الحضارة والمسؤولية بالنسبة الى الحكومات والمجتمعات والأفراد على حد سواء. فالتعليم هو الطريق الآمن والضامن المأمون لبناء المجتمع وتطوير حياة أفراده، وذلك عبر ارتياد آفاق جديدة في التفكير وخلق إمكانيات هائلة لازدهار الصناعات الحيوية والعمران والزراعة والطب والفنون المختلفة، وهي المجالات التي تحقق الاستقرار والرفاه وتحسن حياة الأفراد وتزيدها جمالاً.

وفي الفكر الديني فإن آية «وعلم آدم الأسماء كلها»، تعني عند بعض المفسرين تمليك الإنسان القدرة على التعلم، وهي الوسيلة الضرورية والحاسمة لترقية حياته وتطوير مجتمعه وتحقيق النفع للإنسانية بأكملها. فالتعليم خيرٌ عميم لا تقتصر فائدته على شخص المتعلم أو مجتمعه الصغير، لكنه عندما يرتبط بالإنتاج الفكري أو التقني والابتكار فإنه يفتح آفاقاً لا حدود لها.

ومن فوائد التعليم الجيد أنه يخرج إنساناً ذكياً. وغني عن القول أن العملية التعليمية تضم قطبين رئيسيين هما المعلم والمتعلم. وقد احتفل العالم نهاية الأسبوع الماضي بالذكرى ال 55 لليوم العالمي للمعلم. وهي خطوة رمزية هدفت لإنصاف المعلمين وتطوير ظروف عملهم في العالم.

وكشفت قمة تحويل التعليم التي عقدت منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، عن مشكلتين أساسيتين، تتعلق الأولى بوضع المعلم ومدى تفهم المجتمع والحكومات لدوره في تأهيل الأفراد وكذلك حقوقه في التدريب المستمر والتأهيل والمساواة في الرواتب مع موظفي الدولة الذين يتلقون رواتب عالية، بينما يقبع المعلم في أسفل سلم الوظائف، رغم خطورة وأهمية الوظيفة التي يقوم بإنجازها.

وتتعلق المشكلة الأخرى بالحق في الحصول على التعليم. حيث تؤكد التقارير أن ملايين الأفراد يفقدون حقهم في التعليم بسبب واحد من عوامل عديدة في مقدمتها النزاعات والحروب والفقر.

وتقول بيانات الأمم المتحدة إن قمة سبتمبر/ أيلول في نيويورك جاءت استجابة للأزمة العالمية في قطاع التعليم، الذي يعاني أزمة في المساواة والشمول والجودة والملاءمة. وتضيف أن هذه الأزمة، التي غالباً ما تكون بطيئة وغير مرئية، لها تأثير مدمر في مستقبل الأطفال والشباب في جميع أنحاء العالم.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة عمق الخطورة الناجمة عن أزمة التعليم بالنسبة الى الاستقرار العالمي نفسه. وشدد على أن عدم المساواة في التعليم يمثل مهدداً للوحدة وسبباً لانقسام المجتمعات البشرية. وهو يوضح في هذا الخصوص أن حوالي 70 في المئة من الأطفال في سن العاشرة في البلدان الفقيرة غير قادرين على قراءة نص أساسي، وفي البلدان المتقدمة غالباً ما ترسخ أنظمة التعليم عدم المساواة.

وعدم المساواة يتمثل خصوصاً في أن أبناء الأغنياء يتلقون تعليمهم في أفضل المدارس والجامعات، بينما يواجه الفقراء، عقبات كبيرة في الحصول على التعليم الجيد، علاوة على أن النازحين من الحروب والشباب والأطفال ذوي الإعاقة يواجهون عقبات أكبر.

إن الرسالة التي يتعين وصولها الى آذان المسؤولين في الحكومات المختلفة هي العمل على ضمان حصول الشباب والأطفال على التعليم الجيد، من دون أن يرتبط ذلك بطبيعة مكان إقامتهم أو ظروفهم الحياتية، فالتعليم حق أساسي للإنسان.

[email protected]

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3w3h4jxm

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"