انتخابات الكونغرس النصفية

00:39 صباحا
قراءة دقيقتين

فيصل عابدون

تطرح الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، تحدياً مزدوجاً للإدارة الديمقراطية في البيت الأبيض التي تخوض صراعاً متعدد الجبهات بلغ مراحل حاسمة تضع الرئيس، جو بايدن، أمام محك بالغ الصعوبة. كما أنهان من جهة أخرى، تمثل اختباراً محفوفاً بالمخاطر للرئيس السابق دونالد ترامب الساعي لتكريس زعامته للحزب الجمهوري، والإفلات من سلسلة الملاحقات القضائية التي يطارده بها الديمقراطيون في قضايا متعددة.

وتهدف هذه الانتخابات إلى تجديد جميع مقاعد مجلس النواب، وأكثر من ثلث مقاعد مجلس الشيوخ، إضافة إلى انتخاب نحو ثلاثين حاكم ولاية. وفي خضم هذه المعركة التي تجري وقائعها في ظروف، داخلية وعالمية، غير مسبوقة، يكافح الرئيس بايدن لإعادة سيطرة الديمقراطيين على مجلسي الشيوخ والنواب من أجل تمرير تعهداته المعلنة في قضايا الإجهاض ومنع الأسلحة الهجومية والصحة.

لكنه إذا اخفق في تحقيق هذا الهدف فسوف يسعى ضمن خطته البديلة إلى المحافظة، على الأقل، على الأغلبية الديمقراطية الضئيلة في الكونغرس. غير أن فرص النجاح في إنجاز واحد من الهدفين تبدو متأرجحة بشدة. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى فرصة جيدة للجمهوريين للفوز بما لا يقل عن 10 إلى 20 مقعداً في مجلس النواب، وهي نسبة تكفي لحصولهم على الأغلبية في المجلس. بينما تبدو الاستطلاعات أقل وضوحاً في ما يتعلّق بمصير مجلس الشيوخ.

ومشكلة بايدن الرئيسية، وبالتالي مرشحي حزبه، تتمثل في أن الانتخابات النصفية هي في التقليد الأمريكي فرصة للناخبين لمعاقبة الحاكم الفعلي للبلاد على سياساته وقراراته في القضايا المختلفة. ويضع هذا الواقع التاريخي عقبات لا مفر منها أمام سيد البيت الأبيض. ويقول أستاذ السياسة في جامعة واشنطن ستيفن سميث، إن حجم الخسارة في الانتخابات النصفية يرتبط عادة بخيبة الأمل من الرئيس وحالة الاقتصاد، وتراجع الإقبال على الحزبين، فضلاً عن الفضائح، أو الأزمات العرضية.

ومن الممكن إضافة مناخ الحرب الأوكرانية الذي تؤججه الإدارة الديمقراطية وتحشد له، مع كل جوانب الغموض التي تعكسها الحرب على عقول الناخبين، حول أسعار السلع واحتمالات تمدد الحرب وانتشارها، أو انقلابها من طور الحرب التقليدية إلى مستوى الحرب النووية المدمرة. هذه القضايا ستكون جزءاً من هواجس الناخبين، وقد يدفع بايدن ثمنها ضمن حملة عقابية.

كما يضع الرئيس السابق ترامب رهاناته على انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني النصفية. إذ إن هذه الانتخابات ستكشف حجم التأييد الذي يحظى به على المستوى الشعبي، وما إذا كان قوياً بما يكفي لإعادة تشكيل الحزب الجمهوري من خلال اكتساح مرشحيه المختارين لتولي مناصبهم.

نقطة الضعف التي تواجه ترامب، تتمثل في أن عشرات الخسائر البارزة في السباقات الانتخابية السابقة عززت الشكوك في أن قوته لم تعد كما كانت في السابق، في وقت يستعد فيه لخوض انتخابات 2024 الرئاسية. ويشير مراقبون إلى أن العديد من المرشحين الذين دعمهم ترامب لخوض السباق يشكلون عبئاً على جهود الحزب الجمهوري بسبب فضائح، أو عيوب في المزايا القيادية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yvyaxexd

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"