كتب: محمد ياسين
يجلس رجل خليجي مرتبكاً في المقعد الأمامي إلى جوار السائق الشاب، خلال مروره من المنفذ الحدودي بين دولة الإمارات ودولة مجاورة، تبدو على الرجل علامات الخوف والتلعثم وكأنه يخفي شيئاً ما. ومع تقدم المركبة إلى بوابة العبور وظهور ضابط الجوزات لفحص مستندات المركبة وهويات العابرين، يزداد ارتباك الرجل ويتصبّب عرقاً.
لحظات ويستفسر ضابط الجوازات عن هوية السائق ورفيقه، فيعرض السائق هويته، ويقول إن من معه عمه الذي يخرج هويته، ويعرضها على الضابط بيد مرتعشة، وصوت تظهر عليه علامات الخوف وإخفاء أمر خطر. أثارت تلك التصرفات مسؤول الجوزات، فطلب من السائق صفّ المركبة والترجّل منها، حتى يخضع الرجل وابن شقيقه للتحقيق وتفتيش المركبة للتأكد من مستنداتهما وأوراقهما الثبوتية.
بدأ مسؤول التفتيش بفحص الوثائق والتأكد من صحتها، والبحث في المركبة فعثر على زجاجة فيها قليل من المياه، تبدو ملوثة بمادة يشتبه في أنها مخدرة، فطلب المفتش منهما الدخول إلى غرفة للتحقيق معهما.
وفي التحقيقات أنكر السائق علمه بما عثر عليه داخل الزجاجة، بينما أقرّ الآخر بتعاطيه مواد مخدّرة خلطها داخل زجاجة المياه التي ضبطت قبل الوصول إلى المنفذ الحدودي ودخول الدولة، وأفاد بأنه التقى أحد أصدقائه قبل وصوله إلى المنفذ، وعرض عليه تعاطي مادة مخدرة فوافق، وخلطا تلك المادة داخل زجاجة المياه الفارغة، ثم تعاطاها دون علم ابن شقيقه.
وأحيل الرجل وابن شقيقه إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق معهما، وأُجري لهما تحليل في المختبر الجنائي، حيث تبيّن تعاطي الرجل لمواد مخدرة، فأقرّ بأن زجاجة المياه تحتوي على مادة الكريستال والمورفين وتعود له، حيث إنه في طريق عودته وبينما كان يرفقه ابن شقيقه طلب من الأخير التوقف قرب المنفذ الحدودي ليلتقي أحد أصدقائه.
وتابع الرجل اعترافه، وأفاد بأنه ترك ابن شقيقه وترجّل بمفرده إلى مركبة أخرى كانت متوقفة على جانب طريق وصعد إليها، حيث التقى صديق السوء وتعاطيا المخدرات عن طريق الحقن، حيث فتح غطاء زجاجة المياه ووضع فيها المورفين والكريستال وخلطهما في الغطاء، وسحب المادة عن طريق الحقنة.
وبيّن تقرير المعمل الجنائي عدم وجود أي أثر للمخدرات بعيّنة ابن شقيقه (السائق)، وخلال التحقيق معه أنكر التهمة المسندة إليه، مقرراً عدم علمه بتعاطي عمه للمخدرات ومؤثرات عقلية. وأفاد بأن زجاجة المياه تلك جلبها عمه من أحد أصدقائه التقاه قبل الوصول إلى المنفذ الحدودي، ووضعها في المكان الذي ضبطت فيه.
وخلال جلسة المحكمة التي جرت عن بُعد، حكم القاضي ببراءة السائق ودان العمّ وقضى بتغريمه 50 ألف درهم؛ كونه لم يسبق له الاتهام بقضايا مماثلة.
