عادي

نجاح لافت للرواية الإفريقية المكتوبة بالعربية

15:55 مساء
قراءة دقيقتين
الشارقة: «الخليج»
التقت التجربتان السنغاليّة والنيجيريّة في فنّ الرواية العربيّة الإفريقيّة على أرض الشارقة؛ حيث استعرضتا عبر نافذة معرض الشارقة الدولي للكتاب، واقع الأدب العربي وتحديداً فنّ الرواية في إفريقيا ممثلاً بالسنغال ونيجيريا؛ وذلك ضمن الجلسة الثقافيّة «واقع الرواية العربيّة الإفريقيّة» التي تناولت قراءات حول هذا المجال الأدبي في العصر الحديث، وأهم موضوعاته، وقدرته على التعبير عن قضايا المجتمع.
واستضافت الجلسة عمر لي، الكاتب والمؤلف السنغالي، وأحمد أبو بكر، الأديب والمحاضر النيجيري، وأدارها الدكتور عبد القادر إدريس ميغا من مالي.
وقال عمر لي في مستهل الجلسة: «إنّ الأدب العربي في السنغال راسخ، فالإسلام دخل إلينا في القرون الأولى، وأحدث تواصلاً مباشراً مع التجار والرحالة العرب، ما أسهم في خلق حالة من الأخذ والردّ في الكتابات. وعلى الرغم من أنّ الرواية السنغالية المكتوبة بالفرنسيّة سبقت الرواية العربيّة، فإنّ الأخيرة استطاعت أن تتقدّم عليها فيما بعد نوعاً وكذلك كمّاً وحضوراً. وقد ظلّ المستعرب السنغالي يحاول أن يقدّم في هذا المجال الأدبي، وواصلت الرواية السنغالية البحث عن طريقها الصحيح إلى أن نُشر للسيد المهندس أبو بكر أنجاي روايته الشهيرة (جريمة ولكن)، والتي أحدثت نقلة في هذا المجال وكانت بمنزلة انتعاش للرواية العربيّة السنغاليّة».
وأضاف: «تناولت موضوعات الرواية العربيّة السنغاليّة ما تناولته الرواية العربيّة الأصلية من غرس القيم والثقافة واحترام المبادئ وبعث الوعي في الشعب، إضافة إلى مواضيع جديدة لطبيعة القارة الإفريقية وطبيعة الكاتب السنغالي الذي يتمتع بثقافات ثلاث، السنغالية والعربيّة والفرنسية، فاستطاعت الرواية السنغالية العربية أن تعبر عن قضايا المجتمع السنغالي وطموحاته وثقافته، وبلورة القيم الجمالية وغيّرت وأسهمت في بناء المجتمع».
بدوره استعرض أحمد أبو بكر المراحل الأولى لدخول الرواية العربيّة إلى نيجيريا، قائلاً: «على الرغم من التأخر الذي شهده دخول اللغة العربية إلى نيجيريا فإنها استطاعت أن تحقق طفرة كبيرة في أدب الرواية فيما بعد، وباتت تحتل مكانة مرموقة في القطاع الأدبي النيجيري بعد الشعر والخطابة. تتنوع الرواية العربية النيجيرية بأفكارها من الواقعيّة إلى الخيالية، وشمولها على الأخلاق النبيلة والقضايا الاجتماعية والتاريخيّة والدينيّة وغيرها».
وأضاف: «عند الحديث عن الرواية العربيّة في نيجيريا بين الترجمة والإبداع، فلا بدّ من الإشارة إلى أن تأخر ظهور الإبداع في الرواية العربيّة النيجيرية واقتصارها في بادئ الأمر على الترجمة فقط، هو بسبب تأخر وصول الكتب العربية إلى نيجيريا، فلم تكن العربيّة منتشرة بالشكل المطلوب، كما أنّ بعض الكتب العربيّة التي وصلت مبكراً لم تلق إقبالاً من الأدباء والكتّاب بسبب تأثرها بالثقافة الغربيّة. ولكن على الرغم من أنّ الإبداع في الرواية العربيّة النيجيرية ظهر منذ فترة قصيرة فإنه استطاع اليوم بفضل كوكبة من العلماء والأدباء أن يحقق نجاحاً كبيراً وانتشاراً واسعاً، ونحن اليوم هنا للمشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب لنلتقي بالكتّاب والأدباء العرب على أرض الشارقة، ونتبادل التجارب والأفكار، لتعزيز هذا التعاون، والارتقاء بهذا المجال الأدبي الراقي إلى مراحل أكثر تقدّماً».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n8aysvk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"