عادي
بمشاركة 8000 متخصّص من 95 دولة

انطلاق «المؤتمر الدولي للتبرّع وزراعة الأعضاء والأنسجة» في أبوظبي

20:30 مساء
قراءة 5 دقائق
عبد الله آل حامد خلال افتتاح المعرض - تصوير محمد السماني

أبوظبي: عماد الدين خليل

افتتح الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة - أبوظبي، فعاليات المؤتمر الدولي لمبادرات التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية صباح الإثنين، الذي يقام على مدار 3 أيام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك»، بمشاركة 8 آلاف متخصّص، ويشمل 1000 مشارك حضورياً، و7 آلاف عن بُعد، من 95 دولة، لمناقشة أبرز التحديات التي تواجهها مؤسسات وبرامج التبرع وزراعة الأعضاء في العالم، وزيادة وعي الجمهور بالتبرع بالأعضاء لإنقاذ حياة المرضى، وبناء مجتمع واعٍ بأهمية الحياة الصحية والوقاية من الأمراض.

وأطلق رئيس الدائرة، على هامش المؤتمر، حملة أبوظبي لدعم البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء «حياة»، كما سجل بوصفه أول متبرع، في حملة تشجيع المجتمع على التسجيل متبرعين، والمساهمة في تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون الفشل العضوي.

وافتتح آل حامد، خلال المؤتمر، معرضاً فنياً وتاريخياً يحتضن 70 عملاً فنياً وأدبياً يضيء على التبرع بالأعضاء وتاريخه، محلياً وعالمياً، عبر الفنون الإبداعية والرسوم والقصص الملهمة وغيرها، وأبدعها أطفال ممن زرعت أعضاء لهم، فضلاً عن مشاركين محترفين ومشاركات من المجتمع المحلي، بعضها حصد جوائز عالمية.

وقال آل حامد: «تخليداً لإرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وسيراً على خطى قائد الوطن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، نمضي في ترسيخ مكانة أبوظبي العالمية وجهةً رائدة للرعاية الصحية وحاضنةً للابتكار في علوم الحياة، مواصلين تعزيز إمكاناتها في التبرع وزراعة الأعضاء لدعم برنامج «حياة»، للارتقاء بالصحة والسلامة».

وأضاف «تعلمنا من حكمة قيادتنا الرشيدة أسمى معاني العطاء والتسامح والتآخي، ومدّ يد العون لكل محتاج، وهي قيم مجتمعية راسخة تتجسد في التبرع بالأعضاء الذي يُعدّ عملاً إنسانياً نبيلاً يمنح الآخرين أملاً جديداً بالحياة، ويعزز جودتها في صورة مضيئة للتكاتف المجتمعي، حيث ينقذ التبرع بالأعضاء، خلال الحياة أو بعد الوفاة، الكثير من المرضى، ويمنحهم الشفاء التام. أدعو الجميع إلى المساهمة في زرع الأمل في حياة الكثير والتسجيل في برنامج حياة».

وقال الدكتور جمال الكعبي، وكيل دائرة الصحة – أبوظبي «التبرع بالأعضاء من أنبل التضحيات التي يقوم بها الإنسان، خلال حياته أو بعد الوفاة، حيث يمكن لشخص واحد أن ينقذ حياة 8 أشخاص كانوا بأمسّ الحاجة للأعضاء.

وأكد أن زراعة الأعضاء من أعظم التطورات في الطب الحديث، حيث تنقذ عشرات الآلاف من الأرواح كل عام. مشيراً إلى أنه في ظل القيادة الرشيدة، أصبحت أبوظبي وجهة رائدة في الرعاية الصحية وعلوم الحياة عالمياً، بإجراء مئات عمليات الزرع ضمن أحدث المرافق، والاستثمار المستمر في التقنيات المتطورة.

وأضاف أن التبرع بالأعضاء هبة حياة يمكن منحها لكثير من المرضى، بمن فيهم مرضى السرطان والمصابون بأمراض القلب والفشل الرئوي، والتليف الكبدي، والفشل الكلوي، وغير ذلك. داعياً الجميع إلى التسجيل في برنامج «حياة» والمساهمة إنقاذ أرواح الكثير.

وتتركز حملة أبوظبي المجتمعية على محاور أساسية تتضمن تشجيع الجميع على تسجيل إبداء الرغبة في التبرع بالأعضاء والأنسجة بعد الوفاة والإضاءة على قصص النجاح التي حققتها أبوظبي واستعراض تجربة وإمكانات الإمارة في التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية.

وانطلقت فعاليات المؤتمر بدعم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، بصفتها شريك الوجهة، و«أبوظبي للإعلام» شريكاً إعلامياً، و«الاتحاد للطيران»، الناقل الرسمي للمؤتمر، مشاركة ودعم من عدد من المنشآت ومجموعات الرعاية الصحية في الإمارة، وشركاء الدعم المجتمعي هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وهيئة المساهمات المجتمعية – معاً، ومركز أبوظبي للصحة العامة، وشرطة أبوظبي، ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، ومجلس أبوظبي الرياضي.

ويدعو البرنامج إلى معرفة أهمية التبرع، عبر الموقع الإلكتروني: https://mohap.gov.ae/ar/services/social/organ-donation

117 متبرعاً بعد الوفاة ينقذون حياة 400 شخص في الإمارات

كشف الدكتور علي العبيدلي، رئيس اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، أن دولة الإمارات لديها 117 متبرعاً بعد الوفاة، أسهموا في إنقاذ حياة 400 شخص من داخل الدولة وخارجها. لافتاً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد زيادة وعي الجمهور بأهمية البرنامج في إنقاذ حياة الأفراد والتعرف إلى قصص النجاحات الأفراد التي استفادت من البرنامج.

وقال «الإحصاءات العالمية تشير إلى أن العدد الإجمالي للعمليات الزرعية لمن هم بحاجة لزراعة أعضاء، للبقاء على قيد الحياة لا يتعدى 10% ونحن بحاجة للمزيد من المبادرات لزيادة عدد التبرع بالأعضاء، عبر الاستثمار في بناء نماذج أنظمة متكاملة في القطاع الصحي ومع أبرز الشركاء، بحيث يتمكن السكان من ممارسة حقهم في التبرع وإنقاذ الأرواح»

وأضاف أن برامج التبرع وزراعة الأعضاء من البرامج المتكاملة لأن تخصص التبرع لزراعة الأعضاء يشمل جوانب متعددة.

319 زراعة أعضاء و150 مريضاً بقائمة الانتظار في «كليفلاند كلينك»

كشف الدكتور بشير سنكري، مدير برنامج زراعة الأعضاء في مستشفى «كليفلاند كلينك» أبوظبي إجراء 319 عملية زراعة أعضاء منها 160 للكلى و126 للكبد و10 للرئة و10 للبنكرياس و9 للقلب، منذ انطلاق مشروع زراعة الأعضاء في المستشفى عام 2017.

وقال إن مشروع زراعة الأعضاء في المستشفى يشهد زيادة في أعداد الأعضاء التي يتبرع بها الأفراد، مؤكداً أهمية انعقاد المؤتمر، في أبوظبي، لزيادة وعي الجمهور بثقافة التبرع بالأعضاء.

وأضاف: هناك 150 مريضاً ضمن قائمة الانتظار في المستشفى، يحتاجون إلى زراعة أعضاء تشمل 100 مريض كلى، و40 كبد، و5 قلب، و5 رئة. مؤكداً أهمية تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء.

مواطنة تتبرع بكليتها لإنقاذ حياة والدها وأخرى تتبرع لها شقيقها

قالت المواطنة سارة الريسي، إنها تبرعت بكليتها إلى والدها عام 2017، وأجريت العملية في مستشفى "مدينة الشيخ خليفة الطبية"، وتكللت بالنجاح. مشيرة إلى أنها مر عليها 5 سنوات منذ إجراء العملية، ولم تشعر بأي تغير في حياتها، وتمارس جميع الأنشطة الاجتماعية والرياضية بانتظام. داعية إلى المشاركة في برنامج "حياة".

وقالت على هامش المؤتمر «الإنسان يمكنه أن يحيا بشكل طبيعي بكلية واحدة لذلك لم يراودني شعور الخوف يوم العملية وكنت متحمسة جداً، لمنح والدي أملاً بحياة جديدة خالية من معاناة المرض. والآن والدي استعاد صحته وعافيته، وأشعر بفخر وسعادة لا حدود لهما، لأنني كنت سبباً في منحه حياة جديدة خالية من الألم».

فيما أشارت المواطنة ندى العماري، إلى أنها أصيبت بالسكري، في الرابعة عشرة، وسبب لها المرض مضاعفات نتجت عنها إصابتها بفشل كلوي. وفي عام 2021 تبرع لها شقيقها بالكلى. وفي مايو من العام الجاري زرعت البنكرياس من متبرع متوفّى.

وأكدت أهمية رفع الوعي المجتمعي بأهمية التبرع الأعضاء والمساهمة في إنقاذ وحياة الآخرين، قائلة: شقيقي لم يعطني مجرد عضو، بل منحني حياة جديدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2c56djts

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"