عادي
تكريم 5 عالمات خليجيات

إماراتيات يحلّقن في سماء البحث العلمي

22:58 مساء
قراءة 5 دقائق
1

كرّم «برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونيسكو من أجل المرأة في العلم» في دورته التاسعة على التوالي، بالشراكة مع «جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا»، 5 نساء يتمتّعن برؤى ثاقبة من دول مجلس التعاون الخليجي، تقديراً لأبحاثهن المتميزة في مجالات علوم الحياة والعلوم الفيزيائية والرياضيات وعلوم الكمبيوتر. وبرز من ضمنهن 3 عالمات إماراتيات برعن في تقديم الأفكار والحلول العلمية المتنوعة.

مُنحت جائزة هذا العام لكل من الباحثات ما بعد الدكتوراه:د.رئيفة أبو خزام (الإمارات) ود.فتيحة بن سليمان (قطر)، د.مها زكريا يحيى الريامية (سلطنة عُمان)، وحصلت كل منهن على منحة قدرها 20 ألف يورو؛ أما الفائزتان من طلاب الدكتوراه: حصة إبراهيم علي الفلاحي (الإمارات)، وعائشة عبد الله الخوري (الإمارات)، فقد حصلت كل منهما على منحة قدرها 8 آلاف كل في فئتها. لعبن دوراً محورياً في معالجة القضايا العالمية الحرجة وتمهيد الطريق إلى الأمام لمزيد من الشابات لدخول مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وقد كرّم هذا البرنامج منذ إطلاقه، 45 باحثة من الإمارات وعُمان والكويت والبحرين وقطر والسعودية واليمن.

تجارب من الإمارات

تقول د.رئيفة أبو خزام، من الإمارات، عن الدوافع التي جعلتها تختار بحثها: «لطالما كنت مهتمة بأبحاث السرطان بهدف إحداث تغيير في حياة مرضى السرطان. وتحول تركيزي إلى إجراء البحوث حول سرطان البنكرياس على وجه التحديد عندما أدركت إلى أي مدى تأخر العلم في توفير العلاجات المناسبة التي يمكن أن تطيل حياة المرضى وتحسن نتائجهم. ففي الواقع، يعد سرطان البنكرياس مرضاً شديد الخطورة، حيث يقل معدل البقاء على قيد الحياة عن 10%. تنشأ معظم الحالات بسبب طفرات في أحد الجينات الورمية المعروف باسم «كيراز» (KRAS)، وهو ما يتسبب في نمو الورم الخبيث ويصبح أكثر مقاومة لموت الخلايا. ومن خصائص الورم الأخرى التي تسهم في عدوانية هذا المرض نقص الأكسجة أو نقص الأكسجين. لذا، أعتزم من خلال بحثي استهداف هاتين الميزتين على أمل القضاء على أورام البنكرياس».

وتؤكد:«مثل هذه الجوائز يحفّز النساء على خوض غمار التجارب في حقل العلوم، فهذا النوع من الحوافز مثل «برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونيسكو من أجل المرأة في العلم»، من شأنها أن تسلط الضوء على حقيقة بسيطة مفادها بأن هناك متسعاً للنساء في مثل هذا المجال، وأن النساء يتفوقن في مثل هذا المجال وأن الأمر يستحق الاستثمار في هذا الإطار.

التشخيص المبكر

تؤكد حصة إبراهيم الفلاحي، من الإمارات، «أهمية التشخيص المبكر لأمراض الجهاز العصبي أهم الدوافع التي جعلتني ألتحق ببحثي»، مشيرة إلى أنها تعتبر مستقبل قطاع البحوث في العالم العربي وخصوصاً في ما يتعلق بالمرأة في تقدم مستمر، وإن للمرأة دوراً مهماً وفعالاً في التقدم العلمي في العالم العربي.

وأوضحت أن هذا النوع من الجوائز تشريف وتكريم له أثر كبير في تحفيز المرأة على المضي قدماً، وقد وفرت حكومة الإمارات دعماً كبيراً للمرأة الباحثة في شتى المجالات، وعلى جميع الصعد المالية والتقنية واستقطاب أفضل العقول العلمية. ويمثل دور القيادة الرشيدة في الإمارات نبراساً سامياً ومصدراً ملهماً للتقدم بالعلم والبحث العلمي الذي ينعكس أثره في رؤية دولتنا الغالية في الخمسين عام القادمة، ولقد وفرت الدولة دعماً كبيراً للمرأة الباحثة في شتى المجالات، وعلى جميع الصعد المالية والتقنية واستقطاب أفضل العقول العلمية.

تقليل الانبعاثات

تقول عائشة عبدالله الخوري، من الإمارات: «الدافع الرئيس لي هو العمل على إيجاد حلول لخفض نسبة الانبعاثات الكربونية التي تتماشى مع الجهود العالمية والمبادرة الاستراتيجية للإمارات، لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 الذي يعد محركاً وطنياً مهماً لخفض الانبعاثات إلى ما يقارب الصفر قدر الإمكان والتخفيف من تغير المناخ وتبعاته، حيث ابتكرتُ مادةً محفّزةً، تُستخدم لتحويل ثاني أكسيد الكربون أحد الغازات الدفيئة، إلى غاز الميثان بهدف الحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري وإيجاد حلّ لأزمة استنفاد مصادر الطاقة»، مشيرة إلى «أن المحفزات هي عبارة عن مواد تسرع التفاعل الكيميائي، وتخفض درجة الحرارة أو الضغط المطلوب لبدء التفاعل الكيميائي. يتم إضافتها إلى المفاعل لتسهيل العملية/التفاعل الكيميائي، دون أن يتم استهلاكها. المحفزات التي أعدها في المختبر هي مواد صديقة للبيئة تتميز بنسبة أداء عالية وبكلفة أقل، ويمكن استخدامها لإنتاج وقود نظيف بهدف تشغيل مولدات الطاقة ومحركات السيارات وحتى الأفران في المنازل».

وعن نوع الدعم الذي تقدمه الإمارات، أفادت بأن الدولة حرصت على توفير فرص التعليم المجانية للمواطن والمقيم على أرضها. فقد وفرت الدعم المادي وبرامج الابتعاث والرعاية السخية التي تميزت بها عن غيرها من الدول. وبالتالي فقد ساهم هذا السخاء بتحرير عقولنا من عدة أعباء قد تقف عائقاً في وجه استكمال الدراسات العليا وبالذات في البحث العلمي.

عدوى ثانوية

تقول د. فتيحة بن سليمان من قطر عن الدوافع التي جعلتها تختار بحثها: «خلال الجائحة فقدنا عدداً كبيراً من الأرواح بسبب عدوى ثانوية أو مسببات غير معروفة، وزيادة الإصابات خلال وقت قصير أدى إلى استحالة اختبار كل مريض بالاختبارات التقليدية، وبسبب ذلك تم اعتماد طريقة موحدة للعلاج لجميع الحالات، ولكن العديد من المرضى لم يتم تشخيصهم التشخيص الصحيح، لأن العدوى الثانوية لم يتم اكتشافها، ومن المؤسف أن من ضمن هذه الحالات مرضى عانوا من مضاعفات شديدة لعدم وصف الأدوية المناسبة لحالتهم، وشهدت هذا الموقف على الصعيد الشخصي، إذ عانى بعض أفراد عائلتي بإصابة شديدة أدت إلى دخولهم المستشفى عدة مرات بسبب مضاعفات سوء التشخيص. بصفتي باحثة في الطب الحيوي تتوق دائماً إلى استخدام التقنيات المتقدمة للبحث عن طرق جديدة للتشخيص، شعرت بالمسؤولية اتجاه هذه الحالات، وأردت المساهمة في تطوير تقنيات التشخيص من أجل إنقاذ الأرواح، وبالتالي انخرطت في هذا المشروع لتحقيق هذا الهدف، وكان لعائلتي للأثر الأكبر لتحقيق هذا النجاح، فهم أكبر داعم لي ولطموحي وخططي المستقبلية وهم الأساس الذي جعلني أحاول تطوير فكرة المشروع».

وقالت د. مها الريامية من سلطنة عُمان: اهتمامي بأبحاث مرض السكري بشكل عام ومرض السكري من النوع الاول، وأواصل العمل البحثي في نفس المجال. ومرض السكري من النوع الأول، على الرغم من دراسته بشكل مكثف، إلا أن العوامل الوراثية والبيئية المسببة لا تفسر كل المرض. في أحد مشاريعي، أعمل على مواصلة بحثي في الدكتوراه حيث درسنا المساهمة المحتملة للطفرات الجسدية (التلقائية، غير الموروثة) في التسبب في مرض السكري من النوع الأول. والان أدرس تأثير هذه الطفرات على وظيفة الخلايا المناعية (الخلية التائية).

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4apt2n9b

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"