أطلقت القوات الروسية عشرات الصواريخ على أوكرانيا في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس، مستهدفة العاصمة كييف ومدناً أخرى، منها لفيف وأوديسا، في واحدة من أكبر غارات القصف الجوي، فيما أفادت بيلاروسيا بأنها أسقطت صاروخاً أطلقه نظام دفاع جوي من طراز «إس 300» من أوكرانيا، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الحرب قبل أكثر من عشرة أشهر، ما دعا مينسك إلى الاحتجاج واستدعاء السفير الأوكراني لديها.
ودقت صفارات الإنذار لمدة خمس ساعات في بعض المناطق، وهي واحدة من أطول إنذارات الحرب. وقال الجيش الأوكراني إنه أسقط 54 صاروخاً من أصل 69 صاروخاً أطلقتها روسيا، بينما قال مسؤولون إن أكثر من 120 صاروخاً أطلقت على أوكرانيا خلال الهجوم.
وأكد رؤساء بلديات كل من مدينة خاركيف بشرق أوكرانيا والعاصمة كييف ومدينة لفيف في الغرب أن صواريخ روسية ضربت المدن الثلاث، وتسببت في سلسلة من الانفجارات.
وقال إيهور تيريخوف رئيس بلدية خاركيف، إن المسؤولين يعملون على تحديد ما أصيب وما إذا كان هناك أي ضحايا، في حين حذر فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف من احتمال انقطاع التيار الكهربائي وطلب من السكان شحن هواتفهم. وقال كليتشكو إن 40% من المستهلكين في عاصمة أوكرانيا من دون كهرباء.
وقال وزير الطاقة غيرمان غالوشتشنكو على «فيسبوك»، إنّ «الوضع كان صعباً في غرب البلاد، وفي أوديسا وفي منطقة كييف». وندّد وزير الخارجية دميترو كوليبا بالضربات التي شُنّت ضدّ «المدن الأوكرانية المسالمة قبيل حلول العام الجديد»، وهو العطلة العائلية الرئيسية في هذا الموسم.
في هذه الأثناء، حُرمت لفيف كبرى مدن الغرب الأوكراني، من الكهرباء الخميس بنسبة 90 في المئة، إثر هذا القصف الجديد الذي استهدف منشآت للطاقة. وفي المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، كانت هناك 282 بلدة من دون كهرباء أيضاً.
وقالت إيرينا ايفانيكو سائقة ترام في لفيف لوكالة الصحافة الفرنسية: «علينا الصمود، إنها الحرب، علينا أن ننجو من ذلك، والفوز».
وفي خضم ذلك، سقط صاروخ أطلقته أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية في بيلاروسيا المجاورة أمس، حسبما أعلنت سلطات هذه الجمهورية السوفييتية السابقة حليفة روسيا والتي تؤيد هجومها ضد أوكرانيا.
وهذه أول حادثة من هذا النوع تبلّغ عنها مينسك منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل أكثر من عشرة أشهر، بينما تمثل بيلاروسيا قاعدة خلفية للقوات الروسية.
وأفاد بيان صادر عن وزارة الدفاع بأن الصاروخ الذي أطلقه نظام دفاع جوي «إس-300» من الأراضي الأوكرانية سقط في الصباح على الأراضي البيلاروسية. وأضاف البيان: «تم إبلاغ رئيس الدولة بالحادثة على الفور»، مضيفاً أن وزارة الدفاع ولجنة التحقيق البيلاروسية بصدد تحديد الأسباب.
وأشار إلى أنه تجري دراسة «مسارين رئيسيين»، إما أن الصاروخ انحرف عن مساره، ما أدى إلى سقوطه عن طريق الخطأ في بيلاروسيا، أو جرى إسقاطه من قبل الدفاع الجوي البيلاروسي. وبث حساب على «تلغرام» قريب من السلطات صوراً لشظايا صاروخ في أحد الحقول، وهو ما أعادت نشره وكالة الأنباء الرسمية «بيلتا». وأشارت السلطات إلى أنها لا تملك معلومات بشأن أي إصابات أو أضرار محتملة.
وفي وقت لاحق، استدعت بيلاروسيا السفير الأوكراني في مينسك «للاحتجاج على إطلاق صاروخ» من أراضي أوكرانيا باتجاه أراضي بيلاروسيا وقالت وزارة الخارجية البيلاروسية في بيان: «طالب الجانب البيلاروسي بإجراء تحقيق فوري شامل في ملابسات إطلاق هذا الصاروخ وبمعاقبة المسؤولين وباتخاذ إجراءات شاملة لمنع حصول مثل هذه الحوادث في المستقبل والتي قد تكون لها عواقب وخيمة». (وكالات)
