من هنا إلى آخر السنة

00:01 صباحا
قراءة 3 دقائق

اختار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مدرسة ثانوية في ولاية نيو هامبشير، ليعلن منها إطلاق حملته الانتخابية الجديدة.

والقصد من وراء الحملة الانتخابية التي أطلقها الرجل في 28 يناير الماضي، هو أن يخوض السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض في العام المقبل، وليس سراً أن الانتخابات ستنعقد يوم الثلاثاء الأول من نوفمبر2024، وأن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال: إنه يدرس إمكانية خوضه السباق من عدمه، وأنه سوف يعلن قراره في اللحظة التي يراها مناسبة.

ولا شيء تقريباً يمنع ترشح بايدن سوى سنه المتقدمة، فهو قد احتفل قبل أسابيع بعيد ميلاده ال80، لكن هذه السن لا تمنعه من التفكير في خوض السباق.

وفي الفترة الأخيرة كان الخصوم السياسيون للرئيس بايدن، قد نشطوا في نشر ما يدل على أن لياقته البدنية وغير البدنية لم تعد كما كانت، وكنا قد تابعنا مقاطع من فيديوهات على مواقع التواصل، وهو يظهر في مظهر الضعف، كما أنه وقع في عدد من زلات اللسان فاتخذها الخصوم دليلاً على تراجع اللياقة، وكذلك كان قد سقط من فوق دراجة كان يقودها، ولم يعبأ بهذا كله، ومضى يقول إنه يفكر في الترشح مرةً ثانية، خصوصاً أن الدستور يمنحه ولايةً ثانية وأخيرة.

وإذا كانت السن المتقدمة هي تقريباً العقبة الوحيدة في طريق بايدن نحو البيت الأبيض، فهذه عقبة يمكن تجاوزها والقفز فوقها عند اللزوم، لأن الكثير من السياسيين حول العالم حكموا بلادهم في مثل هذه السن؛ بل وفي سن متقدمة عليها. وإذا شئنا مثالاً معاصراً لنا، فسنجده في مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا، الذي عاد إلى حكم بلاده بعد أن تجاوز التسعين.

لكن المشكلات في طريق ترامب في المقابل كثيرة ومتنوعة، وفي المقدمة منها ما يواجهه حالياً من ملاحقات قضائية، تريد أن تثبت أنه كان له دور مباشر في التحريض على اقتحام مبنى الكونغرس، فالاقتحام الذي وقع في السادس من يناير/ كانون الثاني 2020 كان بلا نظير في التاريخ الأمريكي كله، والذين شاركوا في الاقتحام كانوا من بين أنصاره، وهو كان ولا يزال يعتقد أن الفوز في السباق الذي جاء ببايدن إلى الحكم كان من نصيبه هو، لولا أن «شيئاً ما» في تقديره قد حدث في الانتخابات.

وعلى الرغم من أن التحقيقات في مشهد الاقتحام لا تزال جارية، فإن شعبيته فيما يبدو للمتابعين لم تعد كما عرفناها، وكانت انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس نوفمبر الماضي، هي المؤشر الذي أظهر أن اسمه يتراجع في بورصة الأسماء المرشحة لخوض السباق.

فالحزب الجمهوري الذي ترشح ترامب تحت مظلته في السابق، ويريد الترشح تحت مظلته أيضاً في اللاحق، لم يفلح في حصد أغلب المقاعد في مجلس الشيوخ، وحصدها بشق الأنفس في مجلس النواب، وحقق أغلبية فيه بفارق بسيط مع الديمقراطيين. وجاء الانطلاق المتواضع للحملة الانتخابية، من حيث المكان الذي انطلقت منه، ومن حيث العدد الذي حضر، ليضاف مؤشراً جديداً إلى المؤشر القديم، وليقول إن الناخب في الساحة السياسية الأمريكية هو البطل، وأن الرهان لا يكون إلا عليه.

وإذا كان مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي السابق، قد طرح مذكراته، مؤخراً، فمن الواضح أنه يتحسس مكانه في السباق إلى البيت الأبيض، وكذلك يفعل مايك بنس، الذي كان نائباً للرئيس ترامب، ومن هذا كله نفهم أن بورصة الأسماء في هذا السباق تنتعش، وستنتعش أكثر من هنا إلى آخر السنة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3zwjdax4

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"