استدامة الابتكار الإماراتي

أن نبتكر، ذلك أننا نقدم شيئاً ما، لافتاً للنظر، ومضيفاً إلى الحياة بكافة أشكالها وصورها ومناحيها، ما هو جديد وقابل للممارسة المجتمعية في الزمان والمكان المعنيين بذلك الشيء المبتكَر. ولأن الإمارات دولة ابتكار، منذ ألف باء الدولة الإماراتية في 2 ديسمبر 1971، حتى وقتنا الراهن بكل ما تعنيه هذه الكلمة من دلالة في واقع الأمم والأفراد، فإننا نذهب إلى الحالة الزمنية الابتكارية لدولة الإمارات، حيث إعلان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان طيّب الله ثراه، أعوام الإمارات تباعاً، ابتداءً من عام الابتكار 2015، مروراً بعام القراءة 2016، فعام الخير 2017، ثم عام زايد 2018، يليه عام التسامح 2019، فعام الاستعداد للخمسين 2020، وصولاً إلى عام الخمسين 2021 الذي انطلق رسمياً في 6 إبريل 2021 واستمر حتى 31 مارس 2022، احتفاءً بالذكرى ال50 لتأسيس دولة الإمارات في 1971، حيث الحقبة الزمنية الخمسينية الأولى (2 ديسمبر: 1971 – 2021)، دخولاً إلى الحقبة الزمنية الخمسينية الثانية (2 ديسمبر: 2021 – 2071)؛ حيث تمحورت أنشطة عام ال50 حول أربع ركائز رئيسية هي: (1) إطلاق عام الخمسين بروح احتفالية تشمل كلّ من يعتبر دولة الإمارات وطنًا له (2) دعوة أبناء الوطن للتأمّل في قيم وإنجازات الماضي تكريمًا لآبائنا المؤسسين (3) إلهام الشباب لوضع تصوّراتهم حول طموحات الخمسين عامًا المقبلة ودعمهم بالأدوات اللازمة لخلق المستقبل (4) دعم المبادرات طويلة المدى والسياسات المؤثرة لتمكين أبناء الدولة والمقيمين من القيام بدورهم.
أربع ركائز رئيسية جمعت بين الماضي عرفاناً بالجميل للآباء المؤسسين من حُكّام الإمارات الرشيدين وأفراد الشعب المخلصين، والحاضر بعناصره البشرية المساهمة في بناء الدولة في العهد الإماراتي الخمسيني الأول، والمستقبل المشرق المنشود في العهد الإماراتي الخمسيني الثاني، وجمعت بين العنصر البشري الإماراتي، وأخيه العنصر البشري المقيم على أرض التسامح والأخوة الإنسانية.
هكذا كانت الانطلاقة الزمنية المحورية الأولى لأعوام الإمارات في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله، وصولاً إلى 2023 «عام الاستدامة» الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله في 20 يناير الماضي، تحت شعار «اليوم للغد»، وتحقيقاً لثلاثة أهداف رئيسية: (1) تسليط الضوء على تراث الدولة الغني في مجال الممارسات المستدامة (2) تشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيق استدامة التنمية ودعم الاستراتيجيات الوطنية بهذا المجال (3) إبراز جهود الدولة في تعزيز العمل الدولي لمعالجة تحديات الاستدامة.
[email protected]