ثلاثة أيام في الأسبوع

نبض
00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

تجربة إمارة الشارقة في العمل أربعة أيام في الأسبوع، والإجازة ثلاثة أيام، أثبتت نجاحها، في ظل الدراسة الأخيرة التي أعلنتها حكومة الشارقة، وركزت على تقييم عدد من المحاور المهمة، فكانت النتائج إيجابية، في ما يخص إنتاجية الموظفين وانعكاس ذلك على حياتهم الاجتماعية.

بينت النتائج أن ثمة زيادة في إنتاجية الموظفين في 88% من الجهات، و90% ارتفاعاً في معدل الرضا الوظيفي، و84% بتحقيق التوازن بين الحياة العملية والأسرية، و96% زيادة في الاستمتاع بالعطلة الأسبوعية.

تلك النسب تثبت فعالية نظام العمل الجديد، الذي انعكس على إنتاجية العمل بشكل جيد، وأثر في نوعية الخدمات المقدمة، فضلاً عن تحقيق الجودة في حياة الموظفين وأسرهم، وتحقيق معدلات عالية وإيجابية في عدد من المحاور.

تجربة العمل أربعة أيام في الأسبوع ليست جديدة، فهناك دول طبقت هذا النظام، وفعلته تدريجياً، ومنها: إسبانيا، وألمانيا، ونيوزيلندا، وفنزويلا، وحصدت نتائج إيجابية، وأخرى مازالت تدرس الأمر، بناء على تجارب الدول السابقة، وأغلبية النتائج كانت إيجابية، لأثر النظام في الموظفين، وحياتهم الاجتماعية ونفسياتهم، ومن ثم ينعكس ذلك على أدائهم وإنتاجيتهم.

يحقق النظام التوازن الفعّال بين مصالح العمل والموظفين، فالنجاح لا يرتبط بأيام العمل، بقدر ما يرتبط بجودة ساعات العمل التي يقضيها الموظف في المؤسسة، وتقليص أيام العمل وساعاته لن يؤثر في الإنتاجية، ولكن يتطلب تهيئة البيئة في مؤسسات العمل لتكون قادرة على الاستناد إلى الجودة في الخدمات، والاستناد إلى الأداء ومؤشراته، لتمكين الموظفين من الالتزام بالمهام الموكلة إليهم، والإبداع في ابتكار حلول للتحديات التي تواجههم، فضلاً عن تحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة.

لا يقتصر الأمر على ذلك، فإن العائد كبير على السياحة الداخلية، في ظل إجازة الموظفين يوم الجمعة، ومن ثمّ سيزيد الإقبال على الأماكن السياحية والتجارية والترفيهية، ما يدعم الاقتصاد، ويشجع الشباب على خوض ريادة الأعمال، فضلاً عن تشجيعهم على استكمال الدراسات العليا.

ثماني ساعات عمل يومياً جديرة بالانتهاء من مهمات العمل اليومية، والإبداع والابتكار في المهام، وإلغاء أربع ساعات عمل يوم الجمعة لن يسهم في تراجع الخدمات، ولن يكون سبباً في تراجع الأداء، بل هو دافع للموظفين للانتهاء من مسؤولياتهم في نهاية الأسبوع، والابتكار خلال ساعات العمل للإنجاز، وتحقيق التميز من أجل تطوير منظومة العمل، ضمن الصلاحيات والمهام الموكلة لهم.

أخيراً، الابتكار في العمل لا يرتبط بساعات العمل، والحضور والانصراف، بل يرتكز على الإنتاجية، وجودة الخدمات المقدمة، وتحقيق النتائج بناء على المستهدفات والتطلعات الخاصة بالمؤسسة، ورؤية الدولة الطموحة، وهذا يستدعي تفعيل الرشاقة المؤسسية، وتأهيل الكوادر نحو تحقيق الأهداف بابتكار، واعتماد مؤشرات الأداء بدل ساعات العمل.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yrntp39t

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"