عادي

مسرحيون يشيدون بثراء نص «النمرود»

02:31 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الحسيني
إسلام إمام
مفلح العدوان

شكل العرض المسرحي «النمرود» الذي كتب نصه صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وأخرجه بيتر بارلو، وشهده جمهور الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في حفل الافتتاح؛ عملاً فنياً متكاملاً في جميع عناصره، وجعل من أول أيام هذه التظاهرة الإبداعيَّة الخليجيَّة، حدثاً فكرياً وجمالياً، سيبقى في الذاكرة، كما قال مسرحيون تحدثوا عن العرض.

بداية، يؤكد المخرج المصري إسلام إمام، أن المخرج بيتر بارلو استطاع بنجاح تناول النص الرائع «النمرود»، تأليف صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، المستوحى من التراث، بشكل معاصر، واستخدم مفردات متعددة، لتجلية محتوى النص بصرياً، وقد وظف العديد من التقنيات لأجل هذا الغرض، منها «الشاشة» الخلفيَّة التي كانت تواكب ما يعرض بصفة حيَّة في الخشبة، ببعض المؤثرات البصريَّة التي تزيد العمل توهجاً وتأثيراً، مثلاً مشهد هجوم البعوض، ومنظر القصر، وتشييد البرج. وأيضاً تقنيات الإضاءة المعاصرة وضخامة الديكور الذي يظهر أمامه البشر كأنهم نمل، للإشارة إلى ضآلتهم، وكذلك باللعب بالحجارة التي كون بها البرج تارة، وكرسي العرش تارة، والحصون تارة.. وأكثر ما أدخل في قلبي السرور والبهجة أن العرض شكل بداية ظهور الحصاد، حصاد أكاديميَّة الشارقة للفنون، أضخم صرح فني في الشرق الأوسط.

ويقول المؤرخ والناقد والكاتب المسرحي التونسي د.محمود الماجري: «العرض يحمل رؤية إخراجيَّة حداثيَّة، واستثماراً رائعاً لطاقات الممثل، فالمخرج استطاع أن يستخلص كل الطاقات المتوافرة لدى كل ممثل من الممثلين والممثلات، سواء في حركته الفرديَّة وداخل المجموع، كما كان قادراً على أن يشكل بمجموعهم وتحركاتهم على خشبة المسرح رؤية بصريَّة تريح المتلقي، إضافة إلى أنه كان وفياً وفاء كبيراً للنص».

ويؤكد المخرج المسرحي السعودي نايف البقمي، أن العرض «كان ثرياً، نصه الذي قرأناه من قبل كتب بعمق، والأداء الجماعي في العرض كان لافتاً؛ حيث رأينا تناغماً وانسجاماً في الأداء الجسدي للمجموعة، هذا التناغم تجلى في عدم وجود خلل في الانتقال من مشهد إلى آخر، ومن حوار إلى حوار، وقد تكامل ذلك مع الديكور والموسيقى والإضاءة، والشاشة الخلفيَّة».

ويقول الكاتب والناقد المسرحي المصري إبراهيم الحسيني: إن «النمرود» تشكل من صياغات جماليَّة وفكريَّة مهمة، فمن حيث بنية المشهد المسرحي قدم المخرج بيتر بارلو متوالية من المشاهد الجماليَّة، التي تتكون مفرداتها من اللون، والديكور، وجسد الممثل، واعتمد تقنية توالي ظهور هذه الجماليات التشكيليَّة؛ وهو ما حقق فكر النص الذي كتبه صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وسرد فيه حياة واحد من طغاة الأرض؛ حيث تشكل الصراع داخل النص بين شخصيَّة النمرود وبين الشعب، فالنمرود يدعي الألوهيَّة ويجبر الشعب على الإيمان به، وقد عبر العرض عن هذه المقابلة الصراعيَّة بتضخيم حجم النمرود وقصره، في مقابل وجود الشعب كوحدة جسديَّة واحدة تتحرك معاً أغلب الوقت.

ويلفت الكاتب الأردني مفلح العدوان إلى أن العرض تجلت فيه رسائل النص وجمالياته، ويقول: «على الرغم من أن النص تم عرضه وتقديمه من قبل برؤى إخراجيَّة راسخة، فإن العرض هنا كان فرصة لطلاب المرحلة الثالثة في الأكاديميَّة للاشتغال والاجتهاد، وتقديم عمل رائع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4nyr45ra

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"