عادي

«أغذية ذكية».. قطاع الأغذية والمشروبات والتحول التكنولوجي

23:59 مساء
قراءة 4 دقائق

دبي: «الخليج»

صفة جديدة أصبحت تطغى على مختلف مجالات حياتنا اليومية ووجودنا البشري، هي (الذكية). ذلك يظهر في مختلف القطاعات الاقتصادية، ففي قطاع العقارات صار لدينا (المباني الذكية) وفي الأسواق المالية (الخدمات المصرفية الذكية). وفي قطاع الأغذية والمشروبات كذلك، يوجد تحول واعٍ نحو (الأغذية الذكية)، التي تكون مستدامة ومفيدة للمستهلكين والمنتجين والبيئة. وفي الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث يمثّل الأمن الغذائي أولوية، يكتسب ذلك التحول أهمية خاصة.

يقول محمد الخطيب، مدير قطاع السلع الاستهلاكية – الهند والشرق الأوسط وإفريقيا، شنايدر إلكتريك: «في هذه المنطقة، يشمل مفهوم «الأغذية الذكية» أولويات متعددة، خصوصاً مع تركيز المنطقة على استدامة أمن الغذاء والماء وهذا ما نراه بوضوح في فعاليات رئيسية نوعية مثل معرض الخليج للأغذية «جلفود» الأكبر من نوعه، والاستعدادات لفعاليات مقبلة مثل قمة مؤتمر الأطراف COP28 المناخية.»

إنتاج غذائي ذكي ومستدام

ويرى الخطيب، أن أكثر من ربع سكان العالم يعيشون في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، لذا يعد الطلب كبيراً على الغذاء، وسيؤدي نمو عدد السكان إلى تزايده. ولضمان تلبية العرض للطلب، يجب زيادة الإنتاج المحلي للأغذية بشكل مستدام. وتعتبر الزراعة مورداً رئيسياً للدخل والوظائف والأمن الغذائي في المنطقة. ورغم الفرص الواعدة، يحتاج القطاع حالياً إلى تحسين على نطاق واسع. لكن تبذل تلك الدول جهوداً هائلة لتعزيز دور هذه القطاعات.

وخلال السنوات الأخيرة، دعم ارتفاع مستوى الدخل وتطور تقنيات الزراعة المبتكرة ذلك الهدف، وواصل قطاع الأغذية والمشروبات في المنطقة تسجيل مبيعات قياسية بلغت 442 مليار دولار عام 2020. ويجب في المستقبل زيادة الكفاءات الزراعية ومعالجة التحديات الهيكلية مثل الأمطار غير المنتظمة. وهو ما يمكن التعامل الإيجابي معه من خلال التبنّي الأوسع للتكنولوجيا الرقمية.

إضفاء الطابع المؤسسي

وبحسب مدير قطاع السلع الاستهلاكية – الهند والشرق الأوسط وإفريقيا، شنايدر إلكتريك، فإنه وتحقيقاً لهذه الغاية، فإن اعتماد الحلول القائمة على إنترنت الأشياء والطائرات بدون طيار والتقنيات الزراعية الأخرى جدير بالاهتمام. وكما أوضح التقرير الأخير للجمعية العالمية للاتصالات المتنقلة حول اقتصاد هذا القطاع بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن اتصالات إنترنت الأشياء في المنطقة ستزداد بمقدار يفوق الضعف خلال الفترة الممتدة حتى عام 2025، ومن المتوقع وصول اتصالات إنترنت الأشياء الخلوية المرخصة إلى أكثر من 70 مليون بحلول عام 2025.

وفي بعض دراسات الحالة التي شملت استخدام منصة EcoStruxure من «شنايدر إلكتريك»، سجلنا وفورات كبيرة في تكاليف التشغيل واستخدام الطاقة، والتي لها تأثير مباشر على الاستدامة المالية والبيئية. والأهم من ذلك، طورنا حالات استخدامات جديدة لمنصات إنترنت الأشياء في زيادة الكفاءة والاستدامة عبر سلسلة القيمة الغذائية من بدايتها إلى نهايتها.

تحقيق الاستدامة

ويقول محمد الخطيب، مدير قطاع السلع الاستهلاكية – الهند والشرق الأوسط وإفريقيا، شنايدر إلكتريك: «يصدر نحو 90% من إجمالي انبعاثات الكربون المعلن عنها في صناعة الأغذية والمشروبات عن سلاسل التوريد. لذلك، تتوقف استدامة الصناعة على التحسين الأمثل لكل مرحلة على امتداد هذا المسار. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الرقمنة.»

ويضيف: «لن تضمن الشفافية المدعومة بإنترنت الأشياء والمساءلة والعمليات المدعومة بالرؤى الاستراتيجية سلامة الغذاء فحسب، بل ستمكّن أيضاً من توصيل المنتج المناسب في الوقت المناسب إلى أي مكان ضمن النطاق التشغيلي.»

وتساعد إمكانية التتبع الشامل على الامتثال للوائح السلامة والاستدامة التي يتم تطبيقها بشكل متزايد في المنطقة. كما أن مخرجات الاستدامة القابلة للقياس تسمح لأصحاب المصلحة بجذب المستثمرين الذين يتجهون الآن عموماً نحو الاستثمار المؤثر في مسار الاستدامة.

رقمنة الصناعة

واعتمد النمو أيضاً على زيادة الوعي بالصحة والاستهلاك الواعي بالبيئة في المنطقة. وبوجود إقبال واضح على القنوات غير التقليدية مثل التجارة الإلكترونية لتوزيع الغذاء، يتوقع المستهلكون مزيداً من الشفافية في وضع العلامات الدالة على المنتجات العضوية.

وبحسب محمد الخطيب، يمكن أن تحقق الرقمنة مزيداً من الشفافية في هذه القطاعات. ويمكن للمعنيين في الصناعة الاستفادة من فرص جديدة مثل الأطعمة والأشربة النباتية، والتي من المتوقع أن تنمو بمعدل نمو سنوي مركّب يبلغ 8.35٪ حتى عام 2028 وفقاً لمؤسسة أبحاث السوق «ترايتون» Triton. وهناك طلب واضح بالفعل في اقتصادات مثل دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا وتركيا، حيث يتبنّى المستهلكون – لا سيما الشباب - نهجاً أكثر استدامة وشمولاً للنظام الغذائي.

ويختم محمد الخطيب، مدير قطاع السلع الاستهلاكية – الهند والشرق الأوسط وإفريقيا، شنايدر إلكتريك بقوله: «لقد علّمتنا الجائحة أننا بحاجة لنكون أكثر استعداداً. وهذا يعني بالطبع أن هناك مبرراً قوياً لإجراء تحولات الاستدامة في القطاع اليوم. ويمكن أن تساهم صناعات الأطعمة والمشروبات في تحقيق أهداف الحياد المناخي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا إذا تم اتباع تطبيقات الاستدامة والتكنولوجيا الذكية بشكل منهجي وعلى نطاق واسع، إلى جانب توفيرها «الطعام الذكي» لمليارات البشر.»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s3wzu9c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"