إعداد: محمد عز الدين
أطلقت بريطانيا مشروعاً بحثياً جديداً، يهدف إلى تقييم «البروتيوميات» وهي دراسة شاملة لجميع أصناف وأنواع البروتينات، سيقوم على تنفيذه فريق من العلماء في مركزين بحثيين رئيسيين في لندن: معهد فرانسيس كريك ومتحف التاريخ الطبيعي.
قال البروفيسور كريس سترينجر، من متحف التاريخ الطبيعي:«سنقضي السنوات الثلاث المقبلة في تقييم مقدار البروتين الذي يمكننا الحصول عليه من الحفريات، وما يمكننا تعلمه من العينات التي سنحصل عليها، أملين في معرفة الكثير عن تاريخنا من خلال دراسة البروتينات القديمة العالقة في عظام وأسنان البشر القدماء، للكشف عن أسرار تطور جنسنا البشري».
ويعتقد الباحثون أن التقنية الجديدة من شأنها أن تسمح لهم بتحديد البروتينات المكونة لبنية أجساد أسلافنا، وتقديم رؤى جديدة لمليوني سنة من التاريخ البشري، وحل الألغاز التطورية الرئيسية مثل الهوية المشتركة لأسلافنا من «الإنسان العاقل» وهو النوع الوحيد غير المنقرض من جنس الأناسي و«الإنسان البدائي».
وترمي هذه التقنية إلى الكشف عن تحليل الحمض النووي القديم والتي ساعدت على الكشف عن أسرار ماضي البشرية، منها أن العديد من البشر المعاصرين يمتلكون جينات «الإنسان البدائي»، وأن النوعين يجب أن يكونا قد تزاوجا في مرحلة ما على مدار الـ 100 ألف عام الماضية.
واكتشف العلماء من خلال دراسة الجينات الوراثية التي تحصلوا عليها من الحفريات، أن الرجال والنساء من أصل غير إفريقي يحملون بعض جينات الإنسان البدائي. كما كشفوا أيضاً من خلال جينات وراثية في شظايا أسنان وعظام عثر عليها في كهف في سيبيريا، وجود نوع جديد تماماً من البشر الأوائل يعرف باسم «دينيسوفا» وهو من الأنواع المنقرضة من البشر.
وقال بونتوس سكوجلوند من معهد فرانسيس كريك:«الحمض النووي هش ويتحلل بسرعة إلى حد ما، خاصة في الظروف الدافئة، لذلك فهي مفيدة بشكل أساسي لدراسة الحفريات التي يقل عمرها عن 100 ألف عام، وتوجد في أماكن معتدلة البرودة أو باردة».
ومن الأنواع البشرية المحيرة المكتشفة حديثاً، «هومو ناليدي»وهم أشباه البشر الذين عاشوا قبل أكثر من 300 ألف عام وتم اكتشافهم في جنوب إفريقيا في عام 2013. و«إنسان فلوريس»وهو نوع صغير قديم من البشر – يلقب بـ«قوم الهوبيت»– في جزيرة فلوريس الإندونيسية.
وبالرغم من هذا فإن نتائج البروتينات واعدة بشكل كبير، حيث أظهرت الدراسات التي أجراها فريدو ويلكر من جامعة كوبنهاغن الدنماركية، أن بروتينات الكولاجين الموجودة في قطعة من عظم فك أشباه البشر في كهف بيشيا كارست في أعالي هضبة التبت في الصين، تتطابق مع بروتينات«دينيسوفا».
