حفظ النعمة

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

الأمن الغذائي من المشاريع المهمة التي تركز عليها الدول في السنوات الأخيرة، وبرامج ومشاريع عدة تطلق للوصول إلى الهدف؛ في المقابل هدر الطعام من فئات مختلفة في المجتمع يؤثر بشكل كبير، فكل شخص مسؤول عن تحقيق الأمن الغذائي. 
هدر الطعام عنصر رئيسي من عناصر الأمن الغذائي، حيث تُقدر «الفاو» نسبة فقد الغذاء بنحو ثلث الإنتاج العالمي الحالي من الأغذية سنوياً. وأكد الخبراء أن هناك فرصة للقضاء على الجوع في العالم، في حال الحفاظ على الأغذية من الهدر والفقد، ما يعد خطوة قد تمثل نقلة نوعية.
في كل موسم في رمضان، ظاهرة تتكرر، ليس محلياً فقط بل عربياً أيضاً، ظاهرة هدر الطعام، وإعداد أصناف متنوعة، ثم رميها، وزادت من تلك الظاهرة مواقع التواصل، فبعضهم يعدّون تلك الأطباق الفاخرة من أجل التصوير ونشرها على المواقع، والتفاخر أمام المجتمع والأصدقاء الحقيقيين والافتراضيين، وفئة أخرى تبالغ في إعداد الأصناف من باب الكرم والعطاء. 
الاستهلاك المفرط في إعداد الأصناف في رمضان هدر للطعام، وحاويات القمامة تشهد على ذلك، فكمية الهدر سنوياً تقدر بملايين الأطنان، قد تنقذ شعوباً من الموت بسبب الجوع، فقد قدر مختصون حجم هدر الطعام في الدولة بأكثر من 10 مليارات درهم سنوياً، و30% من هذا الهدر يقع في رمضان كل عام، والفرد في الدولة يهدر سنوياً 179 كيلوجراماً من الطعام، وفق أحدث البيانات الإحصائية الرسمية.
الإسراف عادة، وبإمكاننا تغيير العادات بالوعي وإدراك حجم الضرر الناتج عن هدر الطعام، والاعتماد على الاعتدال، فجميع الأسر تدرك حجم استهلاكها اليومي للطعام، ومن الضروري إدراك كل أسرة، أن لها دوراً كبيراً في الحفاظ على الأمن الغذائي، واستبدال التدبير بثقافة التبذير، فكلنا لنا دور في التغيير، والكل مسؤولون، وعادة إيجابية تقدمها أسرة واحدة تؤثر في المجتمع إيجابياً. 
الدولة طرحت الكثير من المبادرات للاستثمار الأمثل في الطعام المُهدر، وثمة مبادرات مجتمعية من الأفراد تركز على الهدف نفسه، ومثل تلك الممارسات لها دور كبير في الحفاظ على الأمن الغذائي، وتقليل كميات الهدر سنوياً، وتحديداً في رمضان. 
برامج حفظ النعمة، وبنك الطعام، وغيرها، لها أدوار عظيمة في تقديم تلك الأطعمة للمحتاجين، وإفطار عدد كبير من الصائمين يومياً، والمحافظة على النعم، وتحقيق الاستفادة الكبرى من كميات الطعام المُهدرة.
استراتيجية الدولة للأمن الغذائي تستهدف تقليل هدر الطعام بنسبة متدرجة سنوياً، والمجتمع بأكمله له دور مؤثر في تقليل الهدر، وتغيير نمط الاستهلاك والشراء، واتباع ممارسات غذائية صحيحة، وتعزيز الثقافة المجتمعية بشأن الاستهلاك الأمثل للطعام، وغرس قيم حفظ النعمة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2v2f5daj

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"